الأخبار

«المسيح».. على الأرض السلام

183

 

 

 

«فى مذود»، أو «أسفل جذع نخلة» بمدينة بيت لحم.. تتباين روايات الميلاد، الوليد واحد فى الحالتين، والأم عذراء التى لم يمسسها بشر، الملائكة تترنم «الْمَجْدُ لِلَّهِ فِى الأَعَالِى وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»، قبل أن ينطق هو نفسه: «وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا». هكذا ولد السيد المسيح كما جاء فى القرآن والإنجيل، «كلمة الله» التى ألقاها رب الإنجيل والقرآن بين الناس منذ ألفى عام.

اليوم، وبعد 2015 عاماً على الميلاد المجيد، تدق أجراس الكنائس. يشعل الأقباط الشموع للعذراء مريم، ويرفع القساوسة البخور فى قداسات الصلاة، احتفالاً بمولد «المخلص» الذى جاء للدنيا، ينثر المحبة ويبشر بالسلام.

ويتمتع «السيد المسيح» بتبجيل المسلمين والمسيحيين فى العالم العربى، احتفاءً عكسته مشاركة المسلمين للمسيحيين قدّاسات الميلاد، واحتفالات الكنائس. ورغم تزامن ذكرى ميلاد المسيح، ونبى الإسلام محمد بن عبدالله، وهو حدث لا يتكرر إلا كل ثلاثة عقود، فإن ذكرى ميلاد المسيح لم تحظ بين المسلمين بأقل مما حظيت به ذكرى «المولد الشريف». اتحاد فى ذكرى المولدين حمل دعوة بالوحدة ونشر السلام فى عالمنا، الذى يشهد صراعات طائفية طحنت عظام المجتمع العربى بكل مفرداته من مسلمين ومسيحيين.

جاء المسيح ليوصى أتباعه، ويبدل ما علق بأذهان اليهود من تعاليم العهد القديم، فقال كما ورد فى الإنجيل: «سمعتم أنه قيل: تحبُّ قريبك وتبغض عَدُوَّك، وأما أنا فأقول لكم أَحِبُّوا أعداءَكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغِضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم»، وأوصى القرآن المسلمين بإعلان الإيمان بالمسيح فى سورة البقرة بقوله: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».

ورغم تأكيد الإنجيل على التسامح، وتوصية القرآن بالمسيحيين فقد نال المسيحيون فى السنتين الأخيرتين نصيباً من أعمال الإرهاب التى استهدفت دماء المصريين ومنها دماؤهم، واستحلت عمارات كنائسهم.

تفوح رائحة بخور القدّاس، لكن المسلمين قبل المسيحيين يتذكرون رائحة البارود والمتفجرات، ويتألمون مما ألمّ بالكنائس المصرية من أعمال الإرهابيين، رُممت الكنائس بسواعد المسلمين والمسيحيين المصريين وعادت أيقونات القديسين للمعانها القديم، وأسفلها وريقات تحملن آيات الإنجيل، وصوراً لمريم العذراء تحمل وليدها «المسيح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى