الأخبار

بشار الأسد يستعين بالنساء لقتال «داعش»

 

32

في أواخر عام 2012 حين كان الجيش السوري الحر في ذروة قوته وتقدمه، ويسيطر على 65% من مساحة سوريا، اضطر النظام لإدخال العنصر النسائي إلى الجيش والعمليات القتالية مع التناقص الكبير الحاصل في تعداد قواته بسبب الانشقاقات الكثيرة وسقوط عدد كبير من الجنود.

مقابل مادي


وأفاد المكتب الإعلامي لاتحاد تنسيقيات الثورة، أنه يتم تطوع النساء الراغبات عبر التسجيل في مراكز اتحاد شبيبة الثورة التابع لحزب البعث “الحزب الحاكم في سوريا” مقابل راتبٍ شهري و قدره 30 ألف ليرةٍ سوريةٍ ، شريطة أن تكون الراغبات تجاوزن الثامنة عشر من العمر، يتم بعدها إخضاعهم لمعسكر تدريبي قصير في معسكر كتائب البعث بمنطقة “الدريج” بريف دمشق .

وأول إعلان عن تشكيل فصيل نسائي مقاتل، كان في حمص حيث انضوت 500 امرأة في صفوف ما سميت لبؤات الدفاع الوطني، وبعد فترة تدريب قصيرة لم تتجاوز شهراً واحداً دخلن ميدان العمل المسلح والقتال.

حماية الخطوط الخلفية


تم تكليف كتيبة لبؤات الدفاع الوطني بمهمات في المناطق الأقل خطراً، فتولت إدارة الحواجز في بعض أحياء حمص، وكلفت بمهام التفتيش ومراقبة السيارات والأشخاص المشكوك في ولائهم للنظام.

وأكد حيدر علي – من حي الزهراء التابع للنظام في مدينة حمص – أن النساء قمن بعمل جيد وعاملن المواطنين بلين ورفق، وأشار إلى أنهن كنَّ مثالاً حضارياً يُحتذى.

مشاركات سابقة

الجدير بالذكر أن حمل المرأة للسلاح في عهد النظام ليس حديثاً، فقد أشركها في صفوف الجيش والشرطة منذ ثمانينيات القرن الماضي، عبر كليات تدريب خاصة.

كما أشرك النظام المرأة في كتائب البعث المسلحة التي كانت مهمتها تشكيل فصيل مدني مسلح رديف لجيش النظام عند حربه على الإخوان المسلمين بين عامي 1980 و1982، وأخضع العديد من منتسبات منظمة شبيبة الثورة لدورات القفز المظلي والصاعقة.
كتيبة قناصات


وبعد الثورة لجأ النظام إلى تشكيل العديد من الفصائل النسوية المقاتلة، فكلفهن بأعمال الدفاع المدني وحراسة المنشآت والمؤسسات الرسمية. ولم يكتف بذلك، بل سيرهن للقتال على الجبهات.

وبُثّت على مواقع الإنترنت مشاهد تظهر فيها مقاتلات يقدن الدبابات والعربات المدرعة ويحملن السلاح في مدينة حلب، ولاحقاً شُكلت كتيبة المغاوير في الحرس الجمهوري، وضمت العديد من النساء اللاتي تم تدريبهن على عمليات القنص، وقد شوهدنَ يخضنَ المعارك على جبهة حي جوبر في دمشق.

لم يتم الإعلان عن هذه الكتيبة ولم يعرف السوريون عنها شيئاً إلا عندما استهدف الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام باصاً كان يقل بعض عناصرها عند مطار المزة العسكري بعبوة ناسفة، مما أودى بحياة العديد منهن.

مع هذه الحادثة بدأت تنتشر صور المجندات القتيلات في ريفي اللاذقية وطرطوس، لكن إعلام النظام نفى غيرَ مرة سقوط أي من المجندات في هذا التفجير.

وأشارت معلومات من ناشطي الساحل السوري إلى سقوط أكثر من 450 قتيلة من مجندات النظام في المعارك منذ بداية الثورة.

قلة خبرة


كانت حنان عبود ثاني مجندة أعلن عن مقتلها، حيث سقطت في تفجير باص كتيبة المغاوير، وهي من قرية دريكيش في طرطوس، وذلك بعد الإعلان عن مقتل ميرفت سعيد في اشتباكات على جبهة داريا.

ويؤكد أبو يعرب – من قرية عين العروس بالقرداحة – أن كثيرا من المقاتلات سقطن في معارك مع الجيش الحر، لاسيما من قرى جبلة وريف حمص.

وهذا ما أكده الناشط أدهم الجبلاوي، حيث أشار إلى تشييع ثلاث مقاتلات سقطن في معارك إدلب مؤخراً. ولفت إلى أنه لا يمر أسبوع دون تسجيل سقوط مقاتلة أو أكثر.

ويؤكد ناشطون أن “صبايا” قرى الساحل السوري يندفعن للانضمام إلى كتائب جيش النظام حتى باتت هذه القرى شبه خالية من الجيل الشاب من الجنسين.

وقال محمد – وهو جندي منشق عن جيش النظام – إن “المجندات لا يُجدن العمليات القتالية، كما إن النظام “زج بهن في المعارك مضطرا “بعدما بدت ملامح تقهقر جيشه، وتخلى الكثير من المليشيات الشيعية عن القتال إلى جانبه”.

حملة لتجنيد الفتيات


وروت “أم محمد” من مدينة حماه، ما حصل معها أثناء محاولة النساء المؤيدات إقناع ابنتها في الانضمام إلى صفوفهن، وقالت: “طرق باب المنزل فإذا بإحدى النساء تدخل إلى المنزل، وعرفت عن نفسها أنها أم شادي من فرع الأمن العسكري، تعجبت وانتابني الخوف على أبنائي وزوجي. وبدأت أم شادي تسألني أسئلة غريبة عن زوجي وأولادي وهل نحن مؤيدون للنظام أم معارضون له، ولماذا لا نساعد النظام في حربه ضد الإرهابيين حسب تعبيرها”.

ولفتت “أم محمد”، إلى أن “أم شادي” حاولت إقناع ابنتها البالغة من العمر 16 عاماً بالعمل مع النظام، عبر إخبارها بأن المئات من الفتيات تطوعن قبلها، وأكدت “أم محمد” رفض ابنتها لمقترح “أم شادي” من خلال إصرارها على رغبتها بإكمال الدراسة.

 

 

 

 

 

 

االتحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى