الأخبار

تسريبات :موقف الجزيرة الحقيقي من شارلي إيبدو

191389_0

«أرجو أن تقبلوا هذه المذكرة مني في ضوء الغرض منها، كي تكون تغطيتنا الإخبارية أفضل ما يكون»، في بريد إلكتروني بعنوان «نحن قناة الجزيرة»، بدأ رئيس تحرير قناة الجزيرة الإنجليزية والمنتج التنفيذي، صلاح الدين خضر، بتلك الكلمات رسالته الإلكترونية التي أرسلها لموظفي القناة، بحسب ما نشره الموقع، «ناشيونال ريفيو أون لاين»، التابع لمجلة «ناشيونال ريفيو»، الأمريكي تحت عنوان «تسريبات مراسلي الجزيرة تكشف غضبهم من الدعم العالمي لحادث شارلي إيبدو».

وكانت تلك الرسالة بداية لمجموعة من الرسائل الإلكترونية تكشف، إن صحت، غضب القناة من الدعم العالمي المتعاطف مع مذبحة مجلة «تشارلي إبيدو».

وأرسل «خضر»، بحسب الرسائل، مجموعة من الاقتراحات لمحرري ومراسلي القناة ليوضح لهم كيف يمكنهم تغطية مذبحة «تشارلي إبيدو»، وحث «خضر» العاملين على التساؤل عما إذا كان ما حدث هو حقا هجوم على حرية التعبير أم لا؟! وهل هجوم شخص أو شخصين على مجلة يعني حقا الهجوم على الحضارة الأوروبية، بالإضافة إلى مناقشة عبارة «أنا تشارلي» كشعار غربي، مطالبا بتحذير المشاهدين من جعل حرية التعبير معرّفة بما سماه «القيم الأوروبية»، وصور الهجوم في رسالته بأنه «صراع على هامش التطرف».

وقال «خضر»، في رسالته: «الدفاع عن حرية التعبير في وجه الظلم هو شيء واحد، والإصرار على الحق في أن يكون ذلك بغيض لمجرد أنك تستطيع هذا شيء صبياني»، مضيفا: «اصطياد المتطرفين ليس تحدٍ شجاعا خاصة عندما تكون الطريقة الخاصة بك في عمل ذلك أكثر أهمية من الإساءة إلى الملايين من الناس المعتدلين أيضا، وعندما تحدث استجابة عنيفة هل هذا خطر حقيقي؟ مع الأخذ في الاعتبار أن الصراع يقف على مبدأ واحد عمليا».

ويبدو أن تلك الكلمات لم ترق لبعض موظفي قناة الجزيرة الإنجليزية، وبعد ساعات أرسل مراسل القناة في الولايات المتحدة الأمريكية، توم أكرمان، بريدا إلكترونيا تضمن فقرة من مقال نشر بجريدة «النيويورك تايمز»، في 7 يناير، يذكر فيه الكاتب أن «الرسوم التي دفعت المسلميين الراديكاليين للقتل يجب أن تنشر، لأن القتلة لا يمكن السماح لهم ولو للحظة واحدة أن يظنوا استراتيجيتهم ستنجح».

تلك الرسالة كانت سببا في ردود فعل غاضبة من مراسلي القناة، وكشفت مراسلاتهم وجود شروخ ثقافية واختلافات عميقة بين المراسلين في شبكة واحدة.

ورد محمد فال سالم، المراسل السابق لقناة الجزير العربية، والذي انضم للجزيرة الإنجليزية عام 2006، قائلا: «أعتقد إذا قمت بإهانة 1.5 مليار شخص فهناك احتمال أن يقتلك منهم شخص أو شخصين».

وأضاف: «أعتقد إذا كنت تشجع الناس على الاستمرار في إهانة 1.5 مليار شخصًا، وإهانة مقدساتهم ورموزهم الدينية، فأنت تريج مزيد من القتل، لأنه مثلما قلت لك ضمن 1.5 مليار شخص سيكون هناك بعض الحمقى الذين لايلتزمون بالقوانين ولا يعرفون حرية التعبير»، وتابع: «مافعلته مجلة تشارلي إيبدو ليس حرية تعبير، و إنما هو مخالف لحرية التعبير في رأيي، عد إلى تلك الرسومات وألق نظرة عليها من جديد، ليس على ما تم رسمه، ولكن حول ماتريد الرسومات قوله»، واخنتتم رسالته: «إنني أدين كل تلك عمليات القتل الشنيعة، لكنني لست تشارلي».

هذا الرد دفع مراسلة «بي بي سي» السابقة، والتي تعمل حاليا في الجزيرة الإنجليزية، جاكي رونالد، لإرسال رسالة إلكترونية لزملائها بعنوان «تذكرة مهذبة»، وضعت فيه «هاشتاج» #journalism is not acrime، في إشارة إلى شعار«الصحافة ليست جريمة» الذي ترفعه قنوات الجزيرة مؤخرا بعد الحكم على صحفييها بـ10 سنوات في قضايا بمصر.

لكن ردها أثار رد فعل غاضب أحد المراسلين العرب في الشبكة، عمر الصالح، قائلا: «أولا أنا أدين القتل الوحشي، لكنني لست تشارلي».

وأضاف: «الصحافة ليست جريمة، لكن الإهانة جريمة، وعدم القيام بمهامك الصحفية بصورة سليمة جريمة أيضا».

وفيما يلي نص المراسلات المتبادلة عبر البريد الإلكتروني لصحفيين بالجزيرة بحسب صحيفة «ناشيونال ريفيو».

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى