الأخبار

حقائق لم ينشرها الإعلام الغربي عن “مذبحة شارل ابدو”

159

 

 

“عندما تقرأ تقارير الإعلام الغربي عن هجمات باريس تشعر وكأن الحرب التي شنتها القوى الغربية في الدول الإسلامية لم تحدث”، هكذا قال المؤلف البريطاني ليندسي جيرمان ومنسق منظمة أوقفوا ائتلاف الحرب البريطانية.

وأوضح موقع ستوب وور كوليشن البريطاني إن هناك أشياء لم تشملها تغطية الصحف الغربية عن هجمات باريس، مشيرا إلى أن الأحداث الرهيبة التي شهدتها مجلة شارل ابدو وما تبعها من عمليات حصار للمسلحين تخلق مزيجا من العاطفة والحزن.

وأضاف أن العالم يعرف الجناة كما يعرف المجنى عليهم لكن تلك الحقائق تقودنا للتساؤل ” لماذا حدثت تلك الهجمات؟، وكيف يمكن منعها في المستقبل؟”.

وقال الموقع إن العديد من الناس يسمعون عما يسمى بـ قيم الغرب التي تتضمن الحرية والحقيقة والمساواة التي ظهرت بكثافة عقب مذبحة شارل ابدو.

وأضاف الموقع لكنهم يتساءلون: أين كانت تلك القيم عندما تم السماح لإسرائيل بإلقاء القنابل على غزة الصيف الماضي وقتلت آلاف الفلسطينيين؟، سيتساءلون عن التعذيب في سجن أبو غريب على يد القوات الأمريكية الذي يعتبره البعض أحد أعذار المتطرفين أو حتى عن معتقل جوانتانامو.

الحرب على الإرهاب:

ولفت الموقع إلى أن منفذي الهجمات أقروا بأنفسهم بتبعيتهم لتنظيم القاعدة في اليمن التابعة لأسامة بن لادن الذي كان أثره هو السبب الظاهري للحرب التي أضعفت القاعدة في أفغانستان وأدت إلى انتشارها في أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا.

ونوه الموقع إلى أن القاعدة هي التي وضعت يدها على زناد الحرب ضد الإرهاب عندما نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لكنه أضاف أن الدافع الذي قادهم إلى ذلك زاد سوءا بعد عقد ونصف من الحرب على الإرهاب.

وأوضح الموقع أن حجج بن لادن كانت تتحدث عن المظالم التي تتعرض لها عدد من البلدان بداية من فلسطين إلى العقوبات على العراق التي لم تتوقف فيها رحى الحرب وأدت إلى مئات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين.

وأضاف ” عادت الحرب ثانية إلى العراق وسوريا وعادت القوى الغربية لإلقاء القنابل عليها”، وزاد الأمر سوءا بعد أن أصبحت للقوات الغربية مواطئ أقدام في العديد من مناطق الشرق الأوسط.

ولفت الموقع إلى أن أسماء القتلى في العراق وأفغانستان لا تسمع في وسائل الاعلام الغربية ولا يتم نشر صورهم على الرغم من أن أعدادهم تجاوزت مئات الآلاف في العراق وعشرات الآلاف في أفغانستان.

وذكر الموقع أن منفذي هجمات باريس مسؤولون أيضا عن هجمات دموية في بلادهم، مشيرا إلى تفجير أكاديمية الشرطة اليمنية الذي راح ضحيته 37 شخص الأسبوع الماضي.

ونوه الموقع إلى أن الاكتفاء بإدانة هجمات باريس دون النظر إلى ما يحدث في الدول التي يتم قتل المدنيين فيها بواسطة الطائرات بدون طيار أو تلك التي تتعرض للقصف يعتبر قصر نظر لأن تلك الأعمال تتم بواسطة دول وليس أعمالا فردية.

ولفت الموقع إلى أن تلك التحليلات لا تمثل تبريرا للهجمات الإرهابية التي حدثت لكنها محاولة لفهم أسبابها في سياق عالمي.

العنصرية:

وقال الموقع يوجد سياق آخر يمكن أن يفسر ما يحدث وهو مرتبط بما يمكن تسميته عنصرية.

وأضاف الموقع أنه يوجد 6 مليون مسلم في فرنسا يعانون من التمييز الاقتصادي والاجتماعي ويعمدون إلى العيش على أطرف المدن في مقاطعات نائية، مشيرا إلى أنه يواجهون صعوبات في التوظيف ومؤسساتهم عرضة للهجوم بداية من المساجد حتى اللحوم الحلال.

ولفت الموقع إلى أن عالم الحرب الذي نراه سجل معدلات هجرة للاجئين والباحثين عن الأمان، مشيرا إلى أن غالبيتهم من المسلمين وخاصة الفارين من سوريا وليبيا.

وأوضح الموقع أن الخطورة الحالية تكمن في حدوث هبة في بريطانيا ضد المسلمين الذين يعتبرهم البعض طابورا خامسا أو أعداء بين صفوفهم، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدى إلى زيادة حجم العداء للإسلام.

وأضاف الموقع أن ذلك العداء للإسلام ـ الإسلامو فوبيا ـ ستحاسب المسلمين الذين يعانون من آثار تلك الحروب لكنها لن تحاسب المسؤولين عن الهجمات التي ينفذها الغرب في أرض المسلمين.

ونوه الموقع إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجنرال ستولتنبرج سكرتير حلف الناتو شاركوا في مسيرة الوحدة في باريس.

ولفت الموقع إلى أن العديد من هؤلاء القادة ساندوا الحرب التي خاضها الغرب في دول المسلمين خلال 14 عام مضت، لكنهم يرفضون تحمل تبعاتها.

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى