الأخبار

«الفيس بوك» يعالج السحر والصرع والمس.

44

 

«متخصصون فى خطف عقل وجسد الحبيب خلال 48 ساعة، وجلب سُفلى متمكن»، هى جزء من المهارات الخاصة التى يروج لها بعض المشعوذين لجذب أنصاف المتعلمين، والتربح من أصحاب الآمال الوهمية، وبدلاً من استقبال ضحاياهم فى المكاتب الخاصة والغرف المغلقة، باتت صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وبعض برامج الهواتف الذكية، «واتس أب»، منبراً لهم.

بمتابعة المترددين على تلك الصفحات والمواقع، يتضح أن معظم ضحايا النصب باسم الدين تتراوح أعمارهم بين 16 و45 عاماً، ومعظمهم من السيدات، حيث قام الدجالون بتدوين عبارات جذابة، وسرد قصص وهمية لجذب الزبائن، منها: «أكثر من 20 ألف حالة تأخر فى الزواج وإصابة بالعقم تم تفريج كربها بفضل الله وشيخنا الجليل.. أكثر من 5 آلاف شخص عولجوا من السحر والصرع والمس الشيطانى.. يمكننا جلــب الحبيب إلى حبيبته خلال 48 ساعة للخطوبة والزواج وليس للتهريج»، وذلك من خلال رقم تليفون يتم تدوينه، وتُجرى عبره المقابلات مع الضحايا.

من بين التعليقات التى تم تدوينها على تلك الصفحات تقول «ن. أ»، 16 عاماً: «أنا باحب واحد وعايزاه يتقدم لى، بس هو متجوز أعمل إيه يا شيخ؟»، وكتبت «و. ح»، 28 عاماً: «حماتى وسلايفى حطينى برأسهم ودايماً يقهرونى، ساعدونى لأشفى غليلى»، أما «ر. ح»، 27 عاماً، فسألت القائمين على الصفحة والمترددين عليها عن طريقة لـ«عودة حبيبى اللى خطب واحدة تانية، ومش عارفة أعيش من غيره، وأكون ممنونة».

«الشعوذة والخرافات والأساطير موجودة فى كل العصور، ولن تنتهى»، قالها الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن إقبال الناس على زيارة تلك الصفحات له تفسير اجتماعى، فحين تحدث أزمات أقتصادية وأخلاقية يلجأ الناس إلى الغيبيات سلباً وإيجاباً، فبينما يُعد اللجوء إلى المشعوذين أمراً سلبياً غير مقبول، تأتى زيارة المسلمين لأولياء الله الصالحين، والمسيحيين للقساوسة والقديسين من الأمور الإيجابية المقبولة. «كريمة» أشار أيضاً إلى بعض الدول الأفريقية التى تستعين بالسحر فى كل مناحى الحياة، بما فيها الممارسات الرياضية، الأمر الذى نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- فى أكثر من آية فى القرآن، مثل: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}، كما جاء عن الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- أنه قال: «من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد». المؤسسات الدعوية مثل المساجد والكنائس لها دور كبير فى علاج تلك الظاهرة، بحسب «كريمة»، إلى جانب المؤسسات التعليمية، خاصةً ونحن على أعتاب عام دراسى جديد.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى