الأخبار

“الصقيع” يشعل بيزنس الدفايات و”الكوفيات”

11

“لم تمنعهم برودة الطقس من النزول إلى أعمالهم الشاقة.. رغم انخفاض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها إلا أن “لقمة العيش” منعتهم من التواجد فى البيت.. عمال البناء وأصحاب المهن الحرة لم يعوقهم الصقيع من الذهاب إلى أعمالهم ..خرجوا من الصباح الباكر يبحثون عن الرزق.. أعدوا عدتهم ولبسوا كل ملابسهم ونزلوا يؤدون أعمالهم”.

“صدى البلد” التقى ببعض أصحاب هذه المهن فى الشارع تحت الصقيع والبرد الشديد الذين اكدوا أن “أكل العيش مر” ..كما رصد ” صدى البلد ” بزنس الدفايات الذى اشعله الصقيع وضاعف من أسعارها.

في البداية.. يقول سيد على، بائع روبابيكيا، والذي يبلغ من العمر 16 عاما: “نزلت النهاردة عشان اكل أمي و اخواتي ابويا تعبان وأنا اللي بصرف علي البيت”.

ويؤكد أن “والده أصر أن يمنعه من نزول الشارع حتى يحميه من برد الشتاء القارص ولكننى اكدت له اننى ذاهب الى المدرسة فوجدت الفرحة تكسو وجهه وبعد أن خرجت من المنزل ذهبت الى العمل خاصة وان والدتى طالبت من والدى العديد احتياجات الاسرة”.

رفع رجل المرور حسام المحمدى يده اليمنى ملوحاً للسيارات أثناء عمله على أحد المفترقات الرئيسة بشارع رمسيس رغم تساقط زخات المطر مع انخفاض درجات الحرارة والأجواء الشتوية القارصة.

المحمدى فى مقتبل العشرينيات من عمره في منتصف الشارع اكد انه يساهم في ضبط السير على الطريق والحد من وقوع أي حوادث سير نتيجة الأمطار الكثيفة المتساقطة.

وأوضح أن أفراد شرطة المرور جميعا واصلو مع ساعات صباح عملهم في الانتشار على الطرقات والمفترقات الرئيسية في مختلف محافظات مصر الذين ارتدوا الملابس الشتوية التى تقيهم من برد الشتاء القارص وذلك لتأديتهم واجبهم الوطنى.

أما عم عبدالله حسين يعمل حداد مسلح والذى قاوم برودة الجو القارصة وتحمل الأمطار الغزيرة وأصر على النزول للعمل رغم أن المهندس المسئول عن العمل اتاح لهم مطلق الحرية فى النزول للعمل إلا أنه صمم العمل خاصة فى ذلك اليوم العصيب.

وأضاف عم عبدالله أن أولاده التسعة لهم طلبات واحتياجات فاذا اضطر الى عدم النزول للعمل فلن يجد أموالا حتى يوفر لهم احتياجاتهم اليومية مؤكدا أنه يعمل باليومية وليست شهرية حتى يضمن راتبه آخر الشهر.

احمد السيد “دليفرى عربة الفول” أكد أن الأمطار لن تمنعه من النزول حتى لو أمطرت “ثلج ” لأن طلبات الفول والفلافل تزداد فى الشتاء..وتكثر فى الأيام التى تتساقط فيها الأمطار، مؤكدا ان جميع المحلات تطلب الفول فى اماكنهم فتوصيل الطلبات تزداد ويزداد الدخل.. وأوضح ان عائلته ازدادت فرحة وبهجه بسبب توفير الأموال الكثيرة وتوفير احتياجات الأسرة.

وعلى الجانب الآخر فإن أحد اصحاب محلات الادوات الكهربية ويدعى أحمد مؤمن يؤكد أن السعادة انتابته والفرحة اكتملت، وذلك لأن شدة البرودة وغزارة الأمطار جعلت مصانع الدفايات تضاعف الأسعار وبالتالى فجميع المحلات رفعت من مكاسبها بالإضافة إلى أن الطلب على الاجهزة ارتفع وأصبح بالحجز.

وفى أحد الممرات بوسط البلد تجد رجلا يستقبل الزبائن الراغبين فى شراء”الكوفيات ” يقول محمد نادر، بائع كوفيات، إن أسعار الكوفيات التى يبيعها ليست فى متناول الجميع فقد ارتفعت أسعار الخامات.

بائع الثلج يتجول فى الشوارع والحوارى تحت برودة الجوة الصقيع الذى لا يتحملة احد ، يجر عربة خشبية على ظهره المقوس يحمل العشرات من ألواح الثلج.. هكذا كان حال “عم سيد” وهو تحت الأمطار، ويتحدى موجة الصقيع بحثا عن لقمة عيش تسد رمق جوع بطنة هو واولاده .. لا يهتم بحالة الطقس مثل الكثيرين ولا يهتم اذا كان مرتدى جلبابا ولكن يهتم فقط بما سيتحصل علية فى نهاية اليوم من اموال حتى لو كانت قليلة.

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى