الأخبار

أزمة تتكرر وتصريحات الحكومات “لا تحل ولا تربط”

 

141

اشتباكات ومشاجرات بين المواطنين، طوابير لا تعرف لها نهاية تتراص في سبيل وجبة ساخنة يهنأون بها في نهاية يومٍ قارس البرودة.. ربة منزل تلقى مصرعها خلال التزاحم على سيارة تحمل أنابيب البوتجاز، ورجل أعرب عن فرحته بالإمساك بأنبوبته التي انتظرها طويلا من خلال مفارقته الحياة.

مشاهد كلها تجسد حجم أزمة طاحنة شهدتها البلاد عبر عديد السنوات، لم تغب عنها تصريحات الحكومة “التطمينية” في كل مرة تطفو فيها الأزمة على السطح، ولا يزال الحل غائبا.

“انفراجة في أزمة أنابيب البوتاجاز قريبا”، تصريح قاله الدكتور جودة عبدالخالق، وزير التموين الأسبق في حكومة الدكتور كمال الجنزوري، في نوفمبر 2012، أتبعها بالقول إنه سيجري التنسيق الشامل بين وزارات التضامن والتموين والبترول والداخلية، فضلا عن القوات المسلحة والمحليات لتوزيع الأسطوانات على المواطنين بشكل عادل، لتسفر تلك التوقعات عن تفاقمٍ ملحوظ في أزمة الأنبابيب، ويزداد تعذر حصول المواطنين عليها حتى نهاية مارس 2012، بعد أن فشل عبدالخالق وحكومته في إيجاد أية حلول للأزمة.

لم تختلف تصريحات الدكتور محمد أبوشادي، وزير التموين الأسبق في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، في أعقاب أزمة أنابيب الغاز التي حدثت أواخر أكتوبر 2013، حيث أكد أنه تم وضع مفتش تموين على كل محطة تعبئة بوتاجاز ومستودع، لإحكام الرقابة على توزيع الأسطوانات، إلى جانب تعهد من المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء، آنذاك، بحل أزمة أنبابيب البوتاجاز خلال أيام، والنتيجة كانت تجدد الأزمة أوائل فبراير 2014 في عدد من المحافظات، ووقوع اشتباكات ومشاجرات بين المنوفية بين الأهالي وموظفي التموين بمحافظة المنوفية نتيجة التزاحم والمطالبة بالأسطوانات، وبسبب قيام موظفي التموين ببيع الأسطوانة بأسعار أغلى من المقررة آنذاك.

الدكتور خالد حنفي، وزير التموين الحالي، لم يكن أسعد حظا من سابقيه، حيث تسبب تعرض البلاد لموجة من الطقس السيء في تفاقم أزمة نقص أنابيب البوتجاز بشكل ملحوظ في عدد من المحافظات، ما قابله تصريحات من الوزير بوجود تنسيق مع وزارة البترول ورفع الإنتاج الخاص بأنابيب البوتاجاز إلى 100% لمواجهة الأزمة الحالية، ولكن اشتدت الأزمة، عقب أيام من تلك التصريحات، حتى وصل الأمر إلى وفاة أحد المواطنين فرحا بحصوله على أنبوبة بوتاجاز بعد طول انتظار.

الدكتور يسري العزباوي ،أستاذ العلوم السياسية، أرجع تكرار أزمة “أنابيب البوتاجاز” خلال السنوات الماضية، إلى فشل الحكومة الكامل في التعامل مع تلك الأزمة، ولسوء التخطيط المتعلق بمحاولة حل الأزمة بشكل وقتي وعدم وجود نظرة بعيدة تقضي على الأزمة تماما.

العزباوي أكد لـ”الوطن”، أن الحكومة لم تلجأ لحل المشكلة من المنبع، الذي يكمن في عدم وجود حل لمشكلة تخزين الغاز لمدة طويلة، حيث تقوم الحكومة بتخزين احتياطي من الغاز يكفي لـ7 أيام فقط، مؤكدا أن الحكومة عليها أن تتخذ تدابيرا من شأنها إيجاد ما أسماه بـ”الأمن الصناعي” في تخزين الغاز، وهو ما يسمح بتخزين أكبر كمية من الغاز تصلح احتياطيا لشهر أو شهرين، ما يؤدي لتفادي تلك الأزمة.

أستاذ العلوم السياسية أكد أنه لا بد من تفعيل خط الغاز الذي يربط بين العراق والأردن ويصب في مصر، إلى جانب العمل على استيراد كميات من الغاز من الدول الأخرى من أجل تغطية عجز الإنتاج المحلي منه.

حكومات ذهبت وأخرى جاءت، توالى العديد من المسؤولين على إدارة شؤون البلاد، قامت ثورتان نادتا بالعدالة والكرامة الإنسانية، ولا تزال أزمة نقص أنابيب الغاز باقية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى