الأخبار

نصيحة الشيخ علي للقضاء على داعش والإرهاب!

64

 

 

 

كنا نسعد في السبعينات عندما نتبادل “جزاكم الله خيرا ” و”بارك الله فيك” و”السلام عليكم” بدلا من “صباح الخير”، وكنا نتصور أو معظمنا على الأقل، أن هذه علامات المسلم الحق التقى، وإلا فإن إسلامنا ناقص دون الكلمات، وطبعا كل من أطال لحيته فهو من الإخوة أو الجماعة، لكن رويدا رويدا لم تعد هذه الكلمات تحمل نفس القيمة، والمعنى عند البعض منا، والبعض الآخر تخلص منها تماما وهذا ليس عبثا لكن بسبب السلوك غير الأمين لمن يردد هذه الكلمات، أو أطال لحيته وارتدى جلبابا أو بنطلونا قصيرا.

وهنا لابد أن أعترف أننى من عشاق الشيخ محمد متولى الشعراوى، فهو له موقفان لا أستطيع أن أنساهما الأول عندما منع صلاة الفجر بالميكرفون وهو وزير الأوقاف ويومها اتهم من الإخوان بقلم محمد عبد القدوس، في مجلة الدعوة الإخوانية، بأن الشيخ الشعراوى يحارب الإسلام، وكان الشيخ الشعراوى أجرى بحثا ميدانيا أكد أن الميكوفون من عدمه لا يزيد ولا يقلل عدد المترددين على صلاة الفجر، وحرصا على راحة كبار السن والمرضى اتخذ قراره، وناله ما ناله من هجوم من تجار الدين الذين يتمسكون بالشكل لا بالمضمون.

الأكثر من هاجمهم الشيخ الشعراوى الذين يصرون على جعل صوت القرآن الكريم في محال البيع والشراء عاليا، بحيث يكاد يصم من في الشارع وبشكل ربما يصيب الأذن بالألم، وقال الشيخ الشعراوى في هذا الأمر: إذا كان صاحب المحل يحب القرآن ويستبرك به فليجعله في مستوى سمعه هو ولكن ما يفعله لن يكون فيه بركة لأنه يتاجر به من أجل جذب الزبائن، والذي يجعل الله يبارك في رزق العمل بما جاء في القرآن من صدق وأمانة مع الزبائن.

ومن المؤسف أن نجد حتى بعض الكلمات البسيطة والجميلة والدالة، أفقدها معناها هؤلاء الأغبياء من الإخوان المجرمين وأشباههم من يدعون أنهم سلفيون وأنهم على سنة رسول الله والرسول والله براء منهم إلى يوم الدين، إننى لا أصدق ما أشاهده أحيانا من تصرفات لن نعهدها من المصريين، لا أصدق مطلقا أن البعض ينصح الآخر بأنه لا يشترى من عند فلان لأنه لا يتحدث إلا ” بقال الله وقال الرسول” وهو أبعد عن هذا تماما، لا أصدق أننا أصبحنا ننظر لمن أطال لحيته بريبة وقلق، لا أصدق أننا أصبحنا هكذا، والسبب الذين شوهوا الإسلام أكثر من أعداء الإسلام أنفسهم.

ما زلت أذكر كلمات الشيخ على دويدار صاحب وناظر مدرستنا الابتدائية وكان معه فقط عالمية الأزهر، كان شديد المراس، حازما وحاسما، كنا نرتعب منه بمجرد رؤيته، وكان حريصا أشد الحرص على تحفيظنا القرآن، ومع هذا كان يردد: نعلمكم القرآن حتى تعملوا به، القرآن نزل ليس ليحفظ أو يكتب أو يتلى ولكنه نزل حتى يعمل بما جاء به من أوامر ونواه لتستقيم الحياة.

منذ خمسين سنة تقريبا كنا نسمع هذه الكلمات في قاع الريف، كلمات توضح المعنى والهدف الحقيقى من نزول القرآن معجزة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام، هذا الهدف لو وصل إلى البنية الأساسية للإنسان المسلم، ما رأينا الإخوان ولا داعش ولا القاعدة ولا أي متطرف غبى أعمى البصيرة يسىء للإسلام ويبث الخوف في النفوس..!
أرجوك..بدلا من القول باللسان جزاك الله خيرا أو بارك الله فيك، كن أمينا مع الله والوطن نفوز بالدنيا والآخرة.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى