الأخبار

مؤتمر شرم الشيخ.. والتصريحات الفنكوشية

 

2

 

 

بعض الوزراء وكبار المسئولين عادوا للفشر وإطلاق التصريحات الوردية والمعسولة مرة أخرى كما كان يحدث ايام حسنى مبارك بالضبط.

هؤلاء يعتقدون انهم بهذه التصريحات يخدمون النظام حينما يقومون بتخدير الشعب لكنهم فى الحقيقة اخطر على هذا النظام من كل خصومه واعدائه.

حينما يخرج وزير ويقول ان وزارته ستقدم مشروعا او مشروعات بقيمة مائة مليار جنيه وفى رواية اخرى مائة مليار دولار إلى مؤتمر شركاء الاستثمار فى شرم الشيخ فى مارس المقبل ولا يتحقق هذا الامر فإنه يضر الحكومة ضررا بالغا.

هناك مدرسة قديمة فى الحكم تقوم على تخدير المواطنين واغراقهم فى الاوهام والمسكنات والوعود وكلما يفيق الشعب من وهم يقومون باغراقه فى وهم جديد.

قد تكون هذه المدرسة نجحت فى الماضى فى بلدان كثيرة لكنها لم تعد صالحة بالمرة الان لان الدنيا تغيرت فعلا وثورة الاتصالات فضحت هذا النوع من التفكير. ثم ان الناس بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ يصعب التعامل معهم بنفس الاساليب البالية القديمة لانهم صاروا اكثر وعيا وجرأة وسخرية.

خطورة تفكير هؤلاء المسئولين ان الشعب حينما يسمع ويقرأ تصريحاتهم الوردية عن الحصيلة المتوقعة لمؤتمر شرم الشيخ وانها ستكون بمئات مليارات الدولارات ثم لا تأتى هذه المليارات فإنه سوف يفقد الثقة فى هذه الحكومة او ربما يتصور ان هذه المليارات جاءت بالفعل لكنها ذهبت إلى جيوب المسئولين وفى كل الاحوال سيصدق اى شىء يقوله معارضو الحكومة. علينا الا ننسى ان نظام مبارك لم يسقط فى نظر الشعب يوم ٢٥ يناير بل قبلها بسنوات حينما وقر فى اذهان الناس انهم سرقوا ثروات الشعب وان بعض الدول تفضل تقديم مشروعات مباشرة إلى المصريين خوفا من سرقتها كما حدث فى بعض مساعدات الزلزال، هؤلاء المسئولون الذين يطلقون التصريحات المضروبة ربما يفعلون ذلك بحسن نية وربما لارضاء الرئيس او رئيس الوزراء او الرأى العام لكنهم فعلا يدمرون سمعة النظام باكمله بهذه الطريقة الخرقاء.

طبقا لمعلومات موثقة فان اجمالى ما تراهن عليه مصر فى مؤتمر شرم الشيخ المقبل فى كل المشروعات والقطاعات يتراوح بين ثمانية وعشرة مليارات دولار وليس مائة مليار من مشروع واحد كما يدعى بعض الوزراء. والوزارات لن تتقدم مباشرة بمشروعاتها إلى المؤتمر بل ستخضع لتقييم شامل من قبل صناديق استثمار دولية متخصصة اتفقت معها الحكومة بالفعل واخضاعها لدراسة جدوى حقيقية لكى تكون جاهزة للتنفيذ اذا اقتنع بها مستثمرون اجانب.

ثم إن الهدف الحقيقى للمؤتمر هو وضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية وجعلها قبلة لكبار المستثمرين خصوصا بنوك وصناديق الاستثمار الدولية الكبرى. لو نجحنا فى هذا الامر فان الاسثمارات سوف تتدفق فى وقت لاحق وبطبيعة الحال فان حدوث ذلك ليس بالامر السهل بل يحتاج شروطا كثيرة صارت معروفة للجميع من اول تذليل عقبات الاستثمار نهاية بوضع قانون موحد ومشجع للاستثمار وما بينهما من تغيير العقلية البيروقراطية الكارثية التى تنسف كل بادرة للتقدم من أجل الحفاظ على مصالحها وفسادها.

على بعض الوزراء والمسئولين ان يتوقفوا عن تقمص شخصية عادل امام فى فيلم الفنكوش اى تسويق الاوهام. هذه الطريقة قد تصلح ليوم او أسبوع او حتى لشهر لكنها يصعب ان تستمر لسنوات كما حدث فى عصر مبارك الدى كان قائما فى مجالات كثيرة على «عقلية الفنكشة»!!! أو حتى فى الفيلم الكوميدى نفسه.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى