الأخبار

شركات السلاح الأمريكية تضغط لاستمرار الصفقات مع مصر

 

90

 

«جنرال دايناميكس» المنتجة للدبابات مهددة بوقف خطوط الإنتاج.. و«لوكهيد مارتن» فى مأزق بسبب تأجيل صفقات «إف 16»

الخسارة قد تطول شركة بوينج العملاقة التى تصدر لمصر طائرات الأباتشى

فى الوقت الذى تعاملت فيه شركات السلاح الثلاث الكبرى المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بحذر مع قرار إدارة الرئيس باراك أوباما الأخير بتعليق المساعدات العسكرية لمصر، والتزمت الصمت إلى حد بعيد بشأن عواقب هذا القرار، فإن تقارير إعلامية أمريكية تفيد أن الشركات الثلاث تخشى من أن قرار التعليق يمكن أن تكون له نتائج سلبية عليها، من بينها إغلاق خطوط الإنتاج، وهى تضغط من خلال حلفائها فى الكونجرس من أجل الاستمرار فى هذه الصفقات لمصر.

وبالنسبة إلى شركة مثل «جنرال دايناميكس» التى تقوم بصناعة الدبابات، فإنها أمضت سنوات فى الضغط داخل الكونجرس من أجل الاستمرار فى حصولها على صفقات جديدة لتشغيل مصنعها فى ليما، بولاية أوهايو، رغم أن الجيش الأمريكى يقول إن لديه ما يفيض على حاجته من الدبابات، وإن صفقات تصدير السلاح، ومن بينها الصفقات الخاصة بمصر تكفى لاستمرار خطوط إنتاج الشركة.

غير أن «جنرال دايناميكس» وحلفاءها من جماعات الضغط داخل الكونجرس لا يتفقون مع ما يقوله الجيش الأمريكى.

ونقلت صحيفة «بوليتكو الأمريكية» عن لورين تومبسون، وهو استشارى دفاعى بمعهد «ليكسينجتون» الأمريكى المتخصص فى شؤون الأمن القومى، قوله إن قرار تعليق المساعدات «يمكن أن تكون له تبعات مدمرة على مصنع (جنرال دايناميكس)، لأنه يستطيع الآن بالكاد أن يبقى على خط الإنتاج مفتوحا».

وأضاف أن منشأة تصنيع مروحيات أباتشى التى تقوم شركة «بوينج» بتصنيعها، وكذلك خطوط إنتاج مقاتلات «إف 16» التى تنتجها شركة «لوكهيد مارتن» ستضرر من قرار تعليق المساعدات لمصر، لكن بنسبة أقل من «جنرال ديناميكس» التى يعتمد مصنعها فى أوهايو بشكل كبير على الصفقات الخاصة بمصر.

ويقول تومبسون: «التأثير المحتمل لتأخير المساعدات لمصر، على مصنع الدبابات التابع لـ(جنرال دينامكيكس) أكبر بكثير، فالجيش الأمريكى توقف منذ وقت طويل على طلب الحصول على دبابات من الشركة».

أما شركة «لوكهيد مارتن» فهى تقول إن خط إنتاج مقاتلات «إف 16» سوف يتوقف فى 2017 إذا لم تحصل على صفقات إضافية. وقرار الإدارة بتعليق المساعدات لمصر سيكون معناها وقف تصنيع 6 مقاتلات تنتظر مصر الحصول عليها.

وقال ريتشارد أبو العافية، وهو محلل متخصص فى علوم الطيران بمجموعة «تيل جروب» إن «برنامج تصنيع مقاتلات إف 16 ربما يكون الأكثر تضررا. خط إنتاج هذه المقاتلات محدود للغاية، ووجود عملاء مثل مصر هو بالضبط ما يحافظ على استمراره».

لكن الرسالة التى تسعى الإدارة إلى توصيلها إلى هذه الشركات، هى أن قرار تعليق المساعدات لمصر لن يكون دائما، وقال مسؤول فى الإدارة إن «هذا القرار يعنى أن تتم مراجعة المساعدات باستمرار. إن هناك أشياء معينة يتم تعليقها لحين رؤيتنا حدوث تقدم فى ما يتعلق بالأمور التى تحدثنا عنها، وهى ديمقراطية تشمل الجميع، ولا تنطوى على العنف وتكون دائمة وهو ما أصفه بأحد مصالحنا الأساسية فى مصر».

فى سياق متصل، نشرت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية المعنية بأخبار الكونجرس مقالا بعنوان «الخطوات التالية مع مصر» للكاتبين عادل العدوى، وديفيد بولوك، قالا فيه إن القرار الذى اتخذته إدارة أوباما بتعليق جزء كبير من المعونة العسكرية إلى مصر ليس «مثمرًا»، سواء للديمقراطية المصرية أو للعلاقات بين البلدين.

وأضاف الكاتبان أنه بما أن ما حدث قد حدث، يكمن السؤال اليوم فى كيف سترد القاهرة وباقى المنطقة على هذا القرار؟ وكيف يمكن أن تتعافى مصر والولايات المتحدة بأفضل صورة من هذا الجرح الذاتى؟

وتابعا بأنه فى ما يتعلق بمصر، فإن الإدارة الأمريكية إما أخطأت التقدير وإما الحسابات فى استجابة الحكومة المصرية وإما الأكثر أهمية منها الشعب المصرى. وأشار الكاتبان إلى أن التعليقات التى صدرت فى السابق عن الولايات المتحدة وصفت رد فعل الفريق عبد الفتاح السيسى بالودود، واستجابة الخارجية الأمريكية بغير المبالية. ووصفا هذه التعليقات التى تخدم مصالح ذاتية -على حد قول الكاتبين- بأنها لا تقلل من الإحباط العميق للمسؤولين المصريين فقط، بل وتتجاهل الشعب المصرى تماما. واقترح الكاتبان أنه يمكن أن تتخذ الولايات المتحدة الآن خطوة مفيدة بأن تعلن أنه طالما تم تعليق أى معونة عسكرية إلى مصر، ستتم إعادة برمجتها كمعونة اقتصادية لدعم الشعب المصرى المضغوط، لافتين إلى أن هذا قد يعزز من مصداقية الولايات المتحدة لدى الشعب المصرى.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى