الأخبار

الإسعاف الطائر

169

فعلت خدمة الإسعاف الطائر بجميع دول العالم، حتى لحقت بمصر؛ للعمل على إنقاذ حياة المصابين على الطرق السريعة، وضمان سرعة أداء الخدمات الإسعافية بالمناطق النائية،  حيث تنقل الطائرات المصابين إلى المراكز الطبية المتخصصة بالقاهرة.

فعلت تلك الخدمة لتشمل المواطنين كافة، وليس فقط مصابي الجيش والشرطة في سبتمبر عام 2013، وأعلنت وقتها هيئة الإسعاف المصرية أن وزارة الصحة اشترت طائرتي “هليكوبتر” وطائرة “جت” لإسعاف المصابين والمرضى.

وأوضحت “الصحة” أن تطوير المنظومة يتم من خلال التعاون مع وزارة الطيران المدني وهيئة الطرق والكباري ووزارة الصحة، لافتين وقتها إلى أن الطائرات المخصصة لنقل المصابين مجهزة طبيًّا على أعلى مستوى، بالشكل الذي يمكنها من إنقاذ حياة المصابين ونقلهم للمراكز الطبية الكبرى بالقاهرة، فضلاً عن أن هذا النوع من الطائرات يستطيع التحليق في الأجواء لمسافة 350 كليو مترًا متواصلة دون الحاجة للتزود بالوقود.

واعتبر وقتها أن ذلك الإعلان بمثابة السابقة التي لم تحدث في مصر في أي وقت وتحقق في وقتها، مما سيقلل من نسب الوفيات على الطرق السريعة الذين يصعب عليهم الذهاب إلى المستشفيات في وقت الحوادث.

تبادل الاتهامات بين “الإسعاف” و”الطرق” يجعل من المشروع وهمًا

على الرغم من إعلان وزارة الصحة إطلاقها بالفعل، إلا أنها لم تطبق بشكل فعلي حتى جاء يناير 2015، أي بعد عامين من إطلاق المشروع، وأكد أحمد الأنصاري، رئيس هيئة الإسعاف، في اجتماعة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن الإسعاف سيشهد نقلة نوعية فى مستوى الخدمات الطبية الطارئة بموجب المشروع القومي، حيث سيتم توفير طبيب طوارئ بجميع النقاط الطبية الـ 26، إضافة إلى تفعيل خدمة الإسعاف الطائر التي لم تطبق حتى وقتنا الحالي خلال أشهر، والآن وبعد مرور ما يقارب الخمسة أشهر على تصريحاته ما زالت خدمة الإسعاف الطائر على الأوراق الرسمية الخاصة بالدولة فقط.

وربما يرجع ذلك إلى تباطؤ الجهات المنفذة، أو إلى تبادل الاتهامات بين كل من هيئة الإسعاف وهيئة الطرق والكباري، ففي فبراير من العام نفسه 2015 أصدرت هيئة الطرق والكباري بيانًا يوضح أن العمل بالإسعاف الطائر خدمة تحتاج فقط إلى تفعيل من وزارة الصحة، في حين أن الطرق والكباري وظيفتها فقط تقتصر على إبلاغ الإسعاف بالحوادث على الطرق.

وعن ذلك يقول المهندس محمد سامي، بقطاع التطوير بوزارة النقل، إن خطة الإسعاف الطائر خرجت من وزارة الصحة، وتطويرها في يد الوزارة، وليست تابعة للنقل.

وتابع سامي أنه لا توجد خلافات بين هيئة الإسعاف والطرق الكباري، فهما على تواصل دائم من أجل الحوادث، بعيدًا عن الإسعاف الطائر، لافتًا إلى أنه لا يعلم السبب الحقيقي في تأخر الإسعاف الطائر حتى وقتنا الحالي.

دوره ومعوقاته

من ناحية أخرى يقول الدكتور هاني مصيلحي، أستاذ النقل الطائر بجامعة حلوان، إن الإسعاف الطائر يقدم خدمة علاجية فورية عاجلة وأكثر عمقًا للمصابين والمرضى، وليس فقط نقلهم، مشيرًا إلى أن تلك الخدمة مفعلة داخل مصر، لكن لرجال القوات المسلحة فقط.

وأوضح مصيلحي أنه في دول العالم كافة يتكون الطاقم الطبي الطائر من مجموعة من المتخصصين، على رأسهم طبيب متخصص في علاج الحالات الطارئة للحوادث، وهو تخصص تزداد مسئولياته ودراساته يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى اختصاصي علاج طبيعي وكسور واختصاصي علاج الصدر والجهاز التنفسي وممرضين قانونيين للحالات الحرجة، ويكون الجميع قادرين على العمل كفريق طبي طائر.

وتابع أن “التكلفة العالية للإسعاف الطائر هي العنصر الأساسي الذي يقف عقبة أمام الاستفادة منه على نطاق واسع، فهو للخاصة فقط، وكلفته أغلى بالطبع من الإنقاذ والإخلاء الأرضي؛ لذا يتعثر تنفيذه في مصر حتى الوقت الحالي”، مؤكدًا “أما بالنسبة للإنقاذ العسكري والإخلاء الطبي للجرحى فهما متوفران بصورة واسعة وبكثير من الدول النامية، ومنها مصر، ويقدم هذا الإنقاذ العسكري يد العون للجهات المدنية عند حدوث كوارث أو حوادث كبيرة لا يمكن للسلطات المدنية استيعابها بمفردها”.

ENN

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى