الأخبار

اليوم.. الذكرى الرابعة لخطاب «لم أكن أنتوي الترشح»

 

112

 

على الرغم من مرور أربع سنوات على اندلاع ثورة 25 يناير؛ إلا أن كثيرون يتذكرون ذلك الخطاب الذي ألقاه محمد حسني مبارك عندما كان رئيسا للجمهورية والذي وصفه البعض بـ”العاطفي”، في مثل هذا اليوم 1 فبراير من عام 2011، والذي يعد إحدى الخطابات الأكثر تأثيرا خلال فترة حكمه.

وبعد مظاهرات شعبية طالبت بإسقاط نظام مبارك وتسليم السلطة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ خرج علينا مبارك في بكلمات أثارت غضب البعض، في حين تعاطف معها البعض الآخر، حيث قال مبارك في خطابه جملة اشتهر بها الخطاب إلى يومنا هذا، وهي: “لم أكن أنتوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة”، وهو ما دعا البعض إلى التعاطف معه والانتظار حتى نهاية فترة حكمه؛ إلا أن التحركات الشعبية كانت أكثر صرامة في التمسك بتسليم السلطة ورفض ما جاء بالخطاب.

ومن أبرز ما قاله مبارك في الخطاب: “أقول بكل الصدق، وبغض النظر عن الظروف الراهنة أنني لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئاسية جديدة، فقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها، لكنني الآن حريص كل الحرص على أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته، ومصر عزيزة آمنة مستقرة، وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور”.

وأكد مبارك في خطابه “العاطفي” أكثر من مرة على أنه لم يكن يرغب في السلطة ولم يتمسك بها قائلا: “إنني لم أكن يومًا طالب سلطة أو جاه، ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسئولية، وما قدمته للوطن حربًا وسلامًا، كما أني رجل من رجال قواتنا المسلحة، وليس من طبعي خيانة الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسئولية.. إن مسئوليتي الأولى الآن هي استعادة أمن واستقرار هذا الوطن لحين الانتقال السلمي للسلطة في أجواء تحمس مصر والمصريين، وتتيح تسليم المسئولية لمن يختاره الشعب في انتخابات الرئاسة المقبلة”.

ولم يظن مبارك وقتها أن ثورة شبابية بدأت بمظاهرات محدودة تطالب بـ”العيش والحرية والعدالة الاجتماعية” سينتهي بها الأمر إلى إسقاط نظامه الذي استمر 30 عاما، واكتفى فقط في خطابه بتقديم المخدر الذي قد يسكن آلام الشعب واعتبرها “مجرد وقت عصيب تمر به مصر”، حيث قال: “أتحدث إليكم في أوقات صعبة تمتحن مصر وشعبها، وتكاد أن تنجرف بها وبهم إلى المجهول، يتعرض الوطن لأحداث عصيبة، واختبارات قاسية بدأت بشباب ومواطنين شرفاء مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرًا عن همومهم وتطلعاتهم وسرعان ما استغلهم من سعى إلى إشاعة الفوضى واللجوء إلى العنف والمواجهة والقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها”.

ووأدت المماطلة في تلبية مطالب الثورة إلى إشاعة الفوضى وحدوث مناوشات واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، وهو ما دعا مبارك في خطابه إلى القول بأن “تلك التظاهرات تحولت من شكل راقي ومتحضر لممارسة حرية الرأي والتعبير إلى مواجهات مؤسفة تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت إلى التصعيد وصب الزيت على النار، واستهدفت أمن الوطن واستقراره بأعمال إثارة وتحريض وسلب ونهب وإشعال للحرائق، وقطع الطرقات، والاعتداء على مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة، واقتحام لبعض البعثات الدبلوماسية على أرض مصر”.

وقد يكون اتخذ خطاب مبارك شكلا عاطفيا وقتها؛ لأنه تحدث بلسان حال الشعب في مرات عديدة، وكان يخاطب الشعب المصري وكأنه أحد الثور في ميدان التحرير؛ حيث قال في خطابه: “نعيش معًا أيامًا مؤلمة، وما يوجع قلوبنا هو الخوف الذي انتاب الأغلبية الكاسحة من المصريين، وما ساورهم من انزعاج وقلق وهواجس، ما سيأتي به الغد لهم ولذويهم وعائلاتهم ومستقبل ومصير بلدهم”.

وبدى مبارك في خطابه واثقا في أن الشعب سيتأثر بكلامه ووعوده بتشكيل حكومة جديدة ترضي تطلعات الشعب وتحقق مطالبه وتوفر العدالة الاجتماعية والأمن؛ واختتم خطابه قائلا: “ستخرج مصر من الظروف الراهنة أقوى مما كانت عليه قبلها، أكثر ثقة وتماسكًا واستقرارًا، سيخرج منها شعبنا وهو أكثر وعيًا بما يحقق مصالحه، وأكثر حرصًا على عدم التفريط في مصيره ومستقبله”.

ومن أكثر الكلمات التي جاءت في خطاب مبارك والتي دفعت دموع الكثيرين ممن تعاطفوا معه إلى الانهمار: “إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها، إن هذا الوطن العزيز هو وطني مثلما هو وطن كل مصري ومصرية فيه عشت، وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وبما علينا”.

وعلى الرغم من كل ما جاء في خطاب “مبارك” وحجم التعاطف الذي اكتسبه؛ إلا أن الشباب كان أكثر تصميما على تسليم السلطة؛ وهو ما تم بالفعل في 11 فبراير عندما تنحى مبارك عن الحكم وتولت القوات المسلحة شئون البلاد.

 

لايف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى