الأخبار

قمة «السيسى – بويتن» غدًا

 

59

 

 

تتجه الأنظار غدا الإثنين إلى القمة المرتقبة التي ستعقد في القاهرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وقضايا الشرق الأوسط في ظل تدهور الأوضاع فى عدد من الدول والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وتدعم هذه القمة الوهج المتدفق للعلاقات القوية بين مصر وروسيا اللتين مازالتا تلعبان دورا قياديا علي الساحة الدولية في ظل أجواء من التوتر والغيوم التي تخيم علي منطقة الشرق الأوسط بالنزاعات في ليبيا والعراق وسوريا واليمن بينما تسيطر هذه الأجواء علي أوروبا التي تشهد نزاعا في أوكرانيا مما أثر علي العلاقات الروسية الأوروبية.
ومصر وروسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة علي الساحة الدولية ، والدولتان شاركتا في تأسيس حركة عدم الانحياز وينسقان الرؤي حول القضايا الدولية في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية.
وقد شهدت العلاقات بين القاهرة وموسكو علي مدار 72 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ديناميكية وحيوية بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين المصريين والسوفيت ولم تتوقف الا لفترة وجيزة في السبعينيات لتعود من جديد في الثمانينيات ولكن الظروف الدولية باتت تقتضي إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات المتميزة بالزيارة المرتقبة للرئيس بوتين.
وتقول وكالة أنباء الشرق الأوسط في تقرير لها اليوم أن مصر والاتحاد السوفيتي أقامت العلاقات الدبلوماسية في 26 أغسطس عام 1943 علي أساس الاحترام والثقة المشتركة ومنذ ذلك الحين ، تعتبر روسيا مصر شريكا هاما في التعاون الثنائي وعلي الساحة الدولية.
و قد تم التوقيع علي أول اتفاقية تعاون اقتصادية بين مصر وروسيا عام 1948 حيث صدر الاتحاد السوفيتي الحبوب والاخشاب وسلعا أخري في مقابل القطن المصري وقد بلغت ذروة الشراكة المصرية السوفيتية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث أرسل الآلاف من الخبراء السوفيت لمساعدة مصر علي بناء المصانع والمنشآت و البنية التحتية من بينها سد أسوان بينما ذهب كثير من المصريين لتلقي التعليم في الجامعات والمؤسسات السوفيتية.
وقد قام أول رئيس لمجلس وزراء الاتحاد السوفيتي نيكتيا خروشوف بزيارة رسمية لمصر عام 1964 ثم قام بعدها بأربع سنوات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بزيارة لموسكو ثم بعد فترة من تراجع نسبي للعلاقات في فترة السبعينيات ، عاد التعاون بين القاهرة وموسكو مرة أخري حيث قام الرئيس حسني مبارك بزيارة للاتحاد السوفيتي في مايو عام 1990 حيث تم التوقيع علي الاعلان المصري السوفيتي وبرنامج طويل من التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني بين البلدين .
وقد اعترفت مصر رسميا فى عام 1991 بروسيا كدولة وريثة للاتحاد السوفيتي وبعدها أجرى الرئيس الروسي بوريس يلتسين خلال زيارته لمصر في عام 1996 مباحثات مع الرئيس مبارك على هامش المؤتمر الدولي حول عملية السلام بالشرق الأوسط ومكافحة الارهاب .
واستمرت الزيارات السياسية المتبادلة علي أعلي مستوي بين البلدين حيث قام مبارك عام 1997 بزيارة ثانية لموسكو تم التوقيع خلالها علي حزمة كبيرة من الاتفاقيات من بينها الاعلان السياسي بين مصر وروسيا ثم زار مبارك موسكو عام 2001 تم خلالها رفع مستوي برنامج التعاون المشترك طويل الأمد في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة والعلوم فضلا عن التوقيع علي الاعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين .
وقد وقع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف خلال زيارته للقاهرة في سبتمبر عام 2004 علي برتوكول التعاون الاستراتيجي والحوار بين وزارتي الخارجية وفي نوفمبر من نفس العام قام رئيس وزراء روسيا ميخائيل فردكف بزيارة القاهرة وبعدها زار القاهرة كل من رئيس المجلس الفيدرالي سيرجي ميرنف وايجور ايفانوف رئيس مجلس الأمن الروسي وذلك في مارس 2005.
وقام الرئيس فلاديمير بوتين في أبريل عام 2005 بزيارة عمل لمصر كانت الأولى الأولي من نوعها في 40 سنة حيث أجري مباحثات مع مبارك، ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي.
وقد تم التوقيع خلال هذه الزيارة علي بيان مشترك حول علاقات الصداقة بين البلدين والذي اتسم بالصفة الاستراتيجية ، وزار بوتين جامعة الدول العربية لبحث اعتماد سفير روسيا بالقاهرة لدي الجامعة .
ولم تتوقف الزيارات المتبادلة حيث قام مبارك بزيارة رسمية لموسكو في نوفمبر عام 2006 ثم زار روسيا مرة أخري في مارس 2008 التقي خلالها بالرئيس الروسي ديمتري مديفيديف و برئيس الوزراء حينئذ فلاديمير بوتين حيث تم التوقيع خلالها علي اتفاقية للتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية.
وأخيرا قام الرئيس الروسي ديمتري مديفيديف بزيارة رسمية للقاهرة في يونيو عام 2009 التقي خلالها بالرئيس مبارك وتم التوقيع علي معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا والتي تحدد الخطوط العريضة للتعاون الثنائي.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى