الأخبار

دبلوماسيون: زيارة «بوتين» أكبر دعم لمصر

121

 

 

اتفق دبلوماسيون وخبراء على أهمية زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى مصر فى هذا التوقيت الذى يتزامن مع قُرب انعقاد المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، وبدء مراحل العملية الانتخابية، لاستكمال خارطة الطريق، وكذلك استمرار الحرب على الإرهاب.

وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن» أن زيارة الرئيس الروسى فى غاية الأهمية، وبإمكانها أن تصبح نقطة انطلاق جديدة للعلاقات المصرية – الروسية؛ لا سيما أن هناك العديد من ملفات التعاون فى كل المجالات، خاصة المجال العسكرى، فضلاً عن ضرورة التعاون بين البلدين لإعادة بناء الصناعات العسكرية فى مصر مرة أخرى، وتحديث القطاع العام، وتطوير توربينات السد العالى، وإنشاء المحطة النووية. وتابع: «روسيا اتفقت مع إيران على بناء ما لا يقل عن 8 مفاعلات نووية للأغراض السلمية، ومصر لا بد أن تبدأ جدياً فى هذا الموضوع، لأننا تأخرنا بما فيه الكفاية فى هذا الموضوع».

وأكد أنه من الضرورى زيادة جذب السياحة الروسية إلى مصر لأنها تعد أهم روافد السياحة الأجنبية، كما أن هناك العديد من الملفات الإقليمية، مثل محاربة الإرهاب، والوضع فى سوريا والعراق ولبنان واليمن، والقضية الفلسطينية، وسيتم الاتفاق خلال الزيارة على كيفية التعامل مع هذه الملفات ودفع المجتمع الدولى لتحقيق حلول سياسية لهذه الأزمات.

واعتبر «هريدى» أن العلاقات مع روسيا يتم وصفها دائماً بأنها علاقات تاريخية، ولا توجد قوة دولية ساعدت مصر مثلما ساعدنا الاتحاد السوفيتى السابق، لكن لا ينبغى النظر إلى روسيا على أنها تأتى على حساب قوة أخرى أو بديل لعلاقتنا بالولايات المتحدة، أو أى من تحالفاتنا القائمة، مضيفاً: «علاقتنا بالخليج لن تتأثر بتطوير علاقتنا بروسيا، دول الخليج لها علاقات طيبة مع روسيا».

من جانبه، أكد أحمد مصطفى الباحث المتخصص فى الشئون الروسية، لـ«الوطن» أهمية زيارة الرئيس الروسى فى هذا التوقيت من أجل دعم المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى شرم الشيخ، موضحاً أن هناك العديد من أوجه التعاون المشترك مع الجانب الروسى، يأتى على رأسها التعاون الأمنى والاستخباراتى، حيث لدى الدولتين مصلحة مشتركة فى الحرب على الإرهاب والمجموعات المتطرّفة، وكذلك التعاون العسكرى، حيث يمكن للجانب الروسى تزويد مصر ببعض الطائرات الجديدة ومعدات الدفاع الجوى والمروحيات المتطوّرة.

أما عن التعاون فى مجال الطاقة، التى تعد أحد أهم عناصر الجذب الاقتصادى، فينبغى تطوير الاعتماد على روسيا فى مجال الطاقة النووية، وكذلك الغاز، فضلاً عن التعاون فى المجال الصناعى ومجال التعليم الصناعى ونقل التكنولوجيا الروسية، وأبحاث الفضاء، والاستفادة من التطوّر الروسى فى مجال الزراعة والغذاء والصيد وتطوير الموانئ والنقل البحرى والسكك الحديدية. أما فى الجانب السياسى والجيواستراتيجى، فإن روسيا حالياً هى مفتاح الملف السورى، والعديد من قضايا الشرق الأوسط.

ومن ناحيته، اعتبر السفير كمال عبدالمتعال عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن الزيارة تأتى فى وقت مهم للغاية، حيث يُعاد تشكيل خريطة التحالفات والعلاقات الدولية فى النظام الدولى، كما أن زيارة شخصية بثقل «بوتين» رئيس دولة بحجم روسيا، تعد أهم زيارة دولية إلى مصر حتى اللحظة الراهنة.

واعتبر «عبدالمتعال» أن علاقة مصر بروسيا فى عهد الرئيس «السيسى» صحّحت العديد من أخطاء الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث كانت العلاقات بين البلدين فى أسوأ حالاتها فى عهده؛ نتيجة الموقف الروسى من الإخوان الذين يعتبرهم جماعة «إرهابية». وأشار «عبدالمتعال» إلى أن الملف الأمنى هو أبرز أوجه التعاون بين البلدين؛ لأن روسيا لديها خبرات فى مجال مكافحة الإرهاب، سواء على الجانب الفنى والتقنى والعسكرى أو الجانب المعلوماتى.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى