الأخبار

بالفيديو| «محمد».. سرقوه ميتاً فأصبح «جثة مجهولة»

 

117

 

لم تكن ليلة ككل الليالى الماضية، فى العادة كان «محمد» يعود إلى البيت نهاية كل يوم يفتش عن الطعام ضاحكاً، لكن هذه المرة طال غيابه، ولم يتصل حتى بالأم القلقة، التى وقفت تنتظر عبر النافذة. ساعات طويلة قضتها تتمنى أن تسمع كلمة واحدة من «رجل الأسرة» الوحيد بعد وفاة الأب، ابن الـ22 عاماً، عاشق الزمالك، الذى قرر مشاهدة مباراة فريقه مع إنبى، لكنه عاد جثة هامدة.

العبارة الوحيدة التى ظلت ترددها لأخته، بعدما عرفت أن هناك مذبحة جديدة ضد مشجعى الزمالك فى استاد الدفاع الجوى: «قلت له بلاش تروح الماتش ده». لكن بعد منتصف الليل، توقفت سيارة أسفل المنزل فجأة.. ورأت قدميه خارج نافذة السيارة، التى وضعه فيها عمه على عجل بعد تسلمه من مشرحة زينهم، سقطت أرضاً، وفقدت النطق، عيناها تورمتا من كثرة البكاء، لا تتحرك، ولا تتكلم، وتعجز عن التحكم فى أعصاب وجهها. ضغط دم مرتفع، ورأس متعب تعجز عن رفعه. والسؤال المتكرر يضرب جدران هذا الصمت المؤلم، لماذا؟

«ما حسناش بالوجع إلا لما دخل بيتنا وعشناه»، هكذا بدأ خالد، ابن عم محمد سعيد سليمان داود، كلامه، تحدث بغضب صاخب، ناقماً على وسائل الإعلام التى وصفت الضحايا بـ«البلطجية» على حد قوله، واصفاً المذبحة الجديدة بالمتعمدة، ومستبعداً أن يكون بسبب سوء التنظيم، فيما لا يتوقف عن ترديد «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب».

«ساعات طويلة عدت علينا قدام المشرحة»، يرويها محمد سليمان داود، عم الضحية، قائلاً إنه انتظر من الساعة التاسعة مساءً حتى قرابة منتصف الليل بين الأهالى المتجمعين المتلهفين لمعرفة أى أخبار عن أبنائهم، يدعون بلا توقف بألا يكون اسم ابنهم من بين الضحايا، لكن «سليمان» قال إنه تعرف على جثة ابن أخيه فى مشرحة زينهم، كانت ضمن الجثث المجهولة، حيث تمت سرقته بعد موته، موضحاً: «بطاقته الشخصية، وموبايله، وكل حاجته اتسرقت، وراح المشرحة جثة مجهولة الهوية».

يحكى «سليمان» عن اللحظات شديدة المرارة التى قضاها يتوسل لمسئولى المشرحة حتى وافقوا على السماح له برؤية الصور، تعرف عليه، وحاول أن يتماسك، حتى ينهى الإجراءات ويخرج به ليدفنه، قائلاً: «أنا حطيته فى العربية الملاكى، بطريقة لا تليق بنقل متوفى، محدش سألنا فى الطريق ليه رجلين جثة طالعة من شباك العربية»، مستدركاً: «سنقيم له عزاءً يليق به فى دار مناسبات تابعة للرابطة النوبية».

أمام بيت الشاب المقتول تصطف الكراسى الحزينة، فيما تتحاشى عيون أصدقائه الالتقاء، خوفاً من التأكد من هذه البديهية المؤلمة، لن يكون بالمقدور رؤيته مجدداً. ومن بينهم اثنان من شهود العيان على الواقعة، توقفا عن البكاء، لينسل شريط اللحظات الأسوأ فى حياتهما القصيرة.

يحكى أسامة محمود عن نجاته بأعجوبة، بعد خطر الموت خنقاً أو دهساً فى قفص الموت الحديدى، «أسامة» يوضح آثار الخرطوش على ذراعه، مندداً ببيان وزارة الداخلية، التى نفت فيه إطلاق أى طلقات خرطوش، ومؤكداً أنه لم يكن هناك أى مجال للخروج.

 

 

 

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=0GCce8oI_XE#t=20&feature=g-all-xit”]

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى