الأخبار

بان كي مون يُحذر من انهيار اليمن «امام عيوننا»

117

 

في ظل التدهور الأمني وتدحرج كرة تداعيات انقلاب جماعة الحوثيين في اليمن على العملية الانتقالية التوافقية، هاجم مسلحون من تنظيم «القاعدة» أمس معسكر اللواء «19 مشاة» في الجيش، المرابط في منطقة بيحان التابعة لمحافظة شبوة، واستولوا على كل عتاده، قبل أن يشن الطيران الحربي غارات لتدمير الدبابات والأسلحة الثقيلة قبل خروجها من المعسكر.

ودعا الحوثيون أعضاء البرلمان الذي حلّه إعلانهم «الدستوري»، إلى اجتماع في القصر الجمهوري الإثنين المقبل، وسط أنباء عن موافقة أحزاب «اللقاء المشترك» على حل المجلس وإنشاء مجلس وطني بديل، في حين خاطب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن في جلسة خاصة، قائلاً أن على الحوثيين إعادة السلطة إلى الشرعية. و «لا يمكننا أن نشهد اليمن ينهار أمام عيوننا». في الوقت ذاته اعتبر المبعوث الأممي جمال بنعمر أن العملية الانتقالية في البلد باتت في مهب الريح، محذراً من أن «القاعدة» قد يقيم «مناطق آمنة» في اليمن.

وأكد تنظيم «القاعدة» في بيان على «تويتر» قتل خمسة جنود وسقوط أحد مسلحيه وجرح تسعة آخرين، خلال الهجوم على معسكر اللواء التاسع عشر في سلاح المشاة، والذي استمر ساعات، مشيراً إلى أنه استولى على أسلحة ثقيلة ومتوسطة وذخائر وعربات للجيش. وكشفت مصادر محلية وعسكرية لـ «الحياة» وساطة قبلية قادت مفاوضات بين الجانبين، وأسفرت عن استسلام «اللواء» مقابل ضمان سلامة قادته وإطلاق جنوده الذين أسرهم التنظيم.

في غضون ذلك، واصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر لليوم الرابع، رعاية المفاوضات بين جماعة الحوثيين والأطراف السياسية اليمنية للتوصل إلى حل لفراغ السلطة، وإقناع الجماعة بالتراجع عن «إعلانها الدستوري» وسط أنباء عن موافقة أحزاب «اللقاء المشترك» على حل البرلمان وإنشاء مجلس وطني بديل، طبقاً لما يطرحه الحوثيون ويرفضه حزب «المؤتمر الشعبي» (حزب الرئيس السابق علي صالح).

ودعت «اللجنة الثورية» التابعة للحوثيين أمس أعضاء البرلمان إلى اجتماع في القصر الجمهوري الإثنين المقبل للتشاور، في محاولة للضغط على النواب للالتحاق بـ «المجلس الوطني» الذي قررت الجماعة في إعلانها «الدستوري» تأسيسه بديلاً عن البرلمان.

ودان حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في بيان قمع الحوثيين التظاهرات المناهضة، واستهجن اتهامات زعيم الجماعة للحزب، معتبراً أنها «محاولة للبحث عن خصومة يمرر من خلالها مشروعه الانقلابي على الشعب». وجاء رد «الإصلاح» في ظل تحركات قبلية في محافظة الجوف (شمال صنعاء) يقودها الزعيم القبلي القيادي في الحزب الحسن أبكر، لإنشاء مقاومة مسلحة ترفض انقلاب الحوثيين، وتسعى إلى منعهم من التمدد في محافظات البيضاء والجوف ومأرب (إقليم سبأ)، كما كشفت مصادر قبلية مطلعة.

إلى ذلك، رأت الجماعة في ردٍّ أول على قرارات دول غربية إغلاق سفاراتها في صنعاء، أن هذه الخطوة «غير مبررة». وقال المسؤول عن العلاقات الخارجية في الجماعة حسين العزي لوكالة الأنباء الرسمية (سبأ) التي تسيطر عليها الجماعة: «هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة، على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي».

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي قررت إغلاق سفاراتها في صنعاء إلى موعد غير محدد، وأجلت موظفيها ونصحت رعاياها بمغادرة اليمن سريعاً، ما اعتبر توجهاً غربياً نحو فرض عزلة ديبلوماسية واقتصادية على سلطة جماعة الحوثيين، لإجبارهم على التراجع عن تصعيدهم الانقلابي والعودة إلى مسار العملية الانتقالية التوافقية.

في واشنطن (رويترز) أصدرت مشاة البحرية الأميركية (المارينز) بياناً ليل الأربعاء – الخميس يوضح أن «المارينز» الذين غادروا صنعاء لدى إغلاق سفارة الولايات المتحدة، دمّروا أسلحتهم في مطار العاصمة ولم يسلّموها لأحد. وأشار البيان إلى أن القوّة الأمنية التابعة لـ «المارينز» لم تكن تحمل سوى أسلحتها الشخصية عندما غادرت إلى المطار بعد تدمير الأسلحة الأخرى في السفارة.

وحين سُئل ناطق في البنتاغون عما إذا كانت الأسلحة التي أخذها «المارينز» إلى المطار، سلِّمت إلى الحوثيين، أجاب بأن الأمر ليس واضحاً، معرباً عن الاعتقاد بأنها «سُلِّمت إلى مسؤولين حكوميين في المطار» قبل صعود عناصر مشاة البحرية إلى الطائرة.

وأوضح البيان أنهم سلّموا أسلحتهم تالفة «ولم يسلّم أي من المارينز سلاحاً إلى حوثي – أو أُخِذ منه».

 

 

 

 

 

الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى