الأخبار

“داعش” تستخدم تقنيات أفلام “هوليود” لبث الرعب

 

45

 

 

أثارت الحرفية والتقنيات العالية التى ظهرت فى تسجيلات الفيديوهات التى يبثها تنظيم الدولة “داعش” الريبة، والتى أوضحت أنهم حريصون على استخدام تكتيكات تقنية مثل التى تستخدم  في مشاهد أفلام الرعب الامريكية، وقد شبهها المتخصصون بـ” التقنيات الهوليودية والسينمائية “.
حيث يظهر فى الفيديوهات التى تقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، المؤثرات الصوتية والعرض البطئ وذلك فى جرائمها التى ترتكبها بحق الرهائن، فضلا عن أن تقنيات الصورة في الفيديوهات، وإضاءتها “تحتاج إلى خبراء تقنيين” لإتقانها.
وقد ايقنت  “داعش” منذ لحظة تأسيسها أن الحرب الإعلامية أهم بكثير من الحرب بالسلاح، فقد عملت على دراسة الإستراتيجيات الإعلامية بشكل جيد لتبدأ في الترويج لأفكارها الجهادية وتحقق انتصارًا واسعًا على مثيلتها من الحركات التي لم تصل إلى الحجم الذي وضعته “داعش” لنفسها في فترة قليلة، ومن ثم قامت بتوكيل المهمة إلى إعلاميين متخصيين لخوض حرب إلكترونية موازية لتلك الحروب التي تقوم بها على أرض الواقع، وبالفعل نجحت لدرجة كبيرة واستطاعت إنشاء وزارة إعلام خاصة بها تقوم على إستراتيجيات حققت نجاحًا كبيرًا وأرغمت العديد من المواقع الإعلامية العالمية بالحديث عن مدى نجاحها وبدأ العقل المدبر لهذه الإستراتيجية في تطويرها يومياً لمواكبة العصر لحظة بلحظة، فلم يكتفوا بإنشاء المواقع فقط بل قاموا بالاستعانة باليوتيوب في نشر الفيديوهات، وموقع تويتر، وتطبيقات الأندوريد، وتجاهل الفيس بعد محاربتهم عليه، ليصنف إعلام “داعش” كأول إعلام جهادي ناجح ظهر في الحركات الجهادية، وظلت “داعش” هي أولى الحركات التي استطاعت أن توثق جرائمها أولاً بأول.
وأكد متخصصون على إمتلاك تنظيم “داعش” التقنيات الإعلامية والأدوات عالية الجودة فى حربه الدعائية التى يروج لها ويحاول من خلالها بث الرعب فى نفوس المواطنين، حيث أسس مجلة “دابق” وهى مجلة تستخدم فيها أحدث ما تستخدمه المجلات الأمريكية الفاخرة في الطباعة أو التصميم أو الإخراج، ولكن الغريب إن إعلام تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية كانت تصدر البيانات المكتوبة، وبث الفيديوهات القصيرة أو تسجيلات صوتية لقاداتها.
كما أنتج التنظيم لعبة إلكترونية قتالية تحاكي استراتيجية التنظيم في عمليات القتال، ومشاهد كرتونية تحاكي عملياته التي صدّرها في فيلمه “صليل الصوارم 4” .
وكان الذراع الإعلامي للجماعة، أعلن أن “هناك إصدارات لألعاب إلكترونية أخرى بهدف رفع معنويات المجاهدين على حد وصفه، وإلقاء الرعب في نفوس المعارضين لهم، وأن المحتوى يضم كل التكتيك”.
وظهرت مؤسسة الفرقان وهي الذراع الأيمن لإعلام “داعش” والتي من خلالها بدأت بتدشين كل قواعدها الإعلامية، وكانت تلك المؤسسة تابعة لتنظيم القاعدة، ويظهر فرق شاسع بين عمل المؤسسة أوقات تنظيم القاعدة وبعد سطو داعش عليها، وذلك بعد إدخال العديد من التطوير عليها وهو ما أثبت جدارة الكوادر الإعلامية التي عملت على تطوير تلك المؤسسة بشكل واضح وسريع وأثبتت أن الكوادر التي ضمتها داعش لم تكن من ذوى الخبرة القليلة.
وقامت بعمل شركة إنتاج فني متكاملة تحت مسمى “مؤسسة الاعتصام” لتكون جزءاً من مؤسسة الفرقان وتعمل على صناعة وإنتاج الأفلام الوثائقية لمعارك داعش مع الولايات التي تحاول ضمها لخلافتهم وكان من أشهر تلك الأفلام “أمة الخير، وصليل الصوارم (أربعة اجزاء)، وهدى وبشرى للمؤمنين، وتاج الوقار، وقوافل الشهداء من (جزأين)، ودولة الإسلام باقية، وغزوة الثأر لأسرانا في الفلوجة، وغزوة أبي حفص المشهداني، وغزوة ربعي بن عامر، وغزوة فكوا العاني، وفرسان الشهادة (خمسة أجزاء)، وشفاء الصدور، وحصاد المنهزمين في بلاد الرافدين، وعامان لدولة الإسلام، وكتائب كردستان في دولة العراق الإسلامية، وآن القوة الرمي، وفيلم العودة إلى الجبال، وفرحة المسلمين بقيام دولة الموحدين”.
ومن جانبها، ذكرت تقارير أمريكية إن  أحمد أبو سمرة 32 عاماً هو مخرج أفلام الذبح في “داعش”، وولد أبو سمرة في فرنسا ونشأ في ضاحية ببوسطن، ويحمل الجنسيتين الأمريكية والسورية، وتلقى أبوسمرة تعليمه في مدرسة كاثولكيّة.
وكشفت تقارير استخبارتية وإعلامية أنه الرجل المسئول عن توثيق وإخراج الأفلام ومقاطع الفيديو التي ينشرها تنظيم “داعش” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرف بـ “أبو سمرة” الذي عمل مع القاعدة في البداية ثم بايع داعش.
وقد أوضح المخرج الأردني محمد حشكي على موقع “اغوار نيوز” ، أن الفيديوهات الداعشية تفوقت على كافة الفيديوهات التي تبثها الجماعات الإرهابية مثل تلك التي كان يبثها تنظيم القاعدة، مبينا أنه من الواضح أن “داعش” لديها كادر عمل متخصص في صناعة الأفلام، و”بصرف النظر عن جودة أدواتها، إلا أنها تكشف عن وجود محترفين تقنيين لديها”.
ورجح أن يكون فريق “داعش” لإخراج هذا التسجيلات “من فئة الشباب القادرين على مخاطبة جمهور “اليوتيوب” والـ”سوشيال ميديا” بشكل عام، فهم لديهم خبرة كما هو واضح ببرنامج “الفاينال كت”، ويبدو أنهم خاضعون لدورات تدريبية”.
كل هذه الأمور تؤكد أن “داعش” لديها قوة إعلامية كبيرة وتمتلك آلات تصوير الجيل الخامس، كما أكد الكثيرين من متخصصي الإنتاج الفني والذين أكدو بدورهم أن “داعش” صنعت أفلامها بتقنيات حديثة جدا مثل التي في هوليوود، مما يدل على نجاحها فى الحرب التى تقودها بفضل التقنيات الإعلامية، وبتلك الحالة ساهمت فى جذب الكثير من العقول الغائبة الى صفوفها، وملئت فراغ مقاتليها بمشاهدة تلك القنوات الخاصة بهم.

 

 

 

 

 

 

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى