الأخبار

“ملاك” يختفى في ليبيا والقلق يأكل أسرته

 

 

55

 

لم يكن المشهد محتملا، أو متوقعا، فهؤلاء الراقدون على التراب سيلقون حتفهم بعد قليل، قطعا للرأس على يد داعش.. يتفحص جرجس الوجوه جيدا أمام شاشات الأخبار، ينقل عينه بين الصور باحثا “فين ملاك؟”.

لا يعرف إن كان شقيقه بين من قتلوا أم لا؟ لا يرى وجهه بينهم، لكنه لا يضمن ألا يكون قد قتل ولم تنشر صورته “مافيش حاجة مضمونة، لو عايش ما بيكلمناش ليه، ولو مات طب فين صورته وفين جثته؟”.

على سلم نقابة الصحفيين، وقف جرجس يرفع صورة شقيه الأصغر “ملاك فرج إبراهيم”، الذي قرر أن يسافر لليبيا باحثا عن فرصة عمل كمبيض محارة ، غير مبال بما يحدث هناك، وأخبار داعش المتواترة “كان فاكر إنه بعيد عن اللي بيحصل لكن هما أصلا قاصدين المسيحيين”.

الحزن حاله عامة بالمكان بعد أن قطع مئات الكيلومترات، رغبة عارمة في البكاء تجتاح الرجل الصعيدي القادم من المنيا، لكنه بكاء بلا دموع، “عايز أعرف أخويا عايش ولا ميت، لو مات أخد تاره ولو عايش يرجعوه”.

بعد شهر واحد من سفر ملاك إلي مدينة “سرت” الليبية، وصل خبر اختطافه إلى أهله “الأول اتخطف وطلبوا فدية والسواق اللي كان معاه هو وزمايله سابوه عشان مسلم ومن ساعتها اتصل بينا مرة واحدة وقال إنهم حرروه ومستني يكمل العدد عشان يرجع مصر، ومن يومها ما كلمناش”.

عدد المختطفين في ليبيا أكبر من المعلن عنه بكثير بحسب “صموئيل” الأخ الأكبر للمختطف “نسيم بشري”، مؤكدا أن الهدف هو أن يسوق داعش أن مصر أضعف من أن تدافع أو تحمي مواطنيها، ويقول “إحنا صعايده ومابنسبش تارنا وسنثأر من التنظيم الإرهابي الخائن آجلاً أم عاجلاً”.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى