الأخبار

أم «كيرلس»: من يوم ما اتخطف في ليبيا «لا باكل ولا باشرب»

109

 

على حصيرة متهالكة، التفت القريبات والجارات بثيابهن السوداء حول منى سليمان إبراهيم، أم الشهيد كيرلس بشرى، تعقد الأم ذراعيها أمام بطنها، مثبتة عينيها فى الأرض لا ترفعها إلا من حين لآخر لتنظر إلى صورة لابنها فى ثياب الجيش مع صديقين سابقين «ابنى استشهد شاب صغير، عنده 22 سنة، لما سافر ليبيا كان عايز يكوّن نفسه، كان يا دوب مخلص الخدمة فى الجيش فى شهر 9 اللى فات، وراح قال عايز أسافر أشوف حظى فى ليبيا». حاولت الأم فى البداية إثناء ابنها عن فكرة السفر إلى ليبيا؛ نظراً لما يصلها من أخبار عن الدولة الجارة (ليبيا) حيث تضيف: «قلت له: يا بنى اشتغل هنا جنبى على قد المقسوم، بس صمم يسافر». وتشير الأم إلى أن محاولاتها لم تنقطع حتى بعد سفر ابنها إلى ليبيا، لا سيما بعدما علمت باختطاف سبعة كانوا فى طريق عودتهم إلى مصر، «السبعة كانوا تبعنا ونعرفهم، وهما اللى دلّوا اللى قتلوا ابنى على مكانه هو وصحابه فى السكن، ولما اتخطفوا اتصلت بابنى، وكنت كل شوية أقول له: انزل يا حبيبى، كان يرد يقول لى: يا أمى أنا بخير والدنيا هنا هادية».

عندما تعرض السبعة المسيحيون للخطف أول مرة قبل أيام من اختطاف ابنها ازداد طلب الأم لابنها بالعودة، لكنه كان يرد عليها من وقت لآخر بأن تهدأ، «كان يقول لى: يامّا خليكى حلوة. وأنا كنت أقول له: يا ضنايا طول مانت طيب وحلو أنا حلوة، بس تعالى ورب هنا رب هناك ونرضى بالرزق المقسوم».

ازداد قلق الأم التى علمت باختطاف ابنها، لكنها كانت تداوم على الصلاة من أجل عودته، بحسب قولها، وكانت تكذب الجميع بأنه قد تم اختطافه من الأساس، «كنت بكدّب نفسى وبكدب الناس، وكنت بقول للكل: ابنى مع المسيح ابنى ماتخطفش».

«كنت زى الصايمة لا أكل ولا شرب» تقول والدة كيرلس، واصفة نفسها خلال الأيام التى تجاوزت الخمسين التى ظل ابنها فى عداد المختطفين فى ليبيا على أيدى المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فى ليبيا. «كنت حاسة بالحزن والمرار لما كان مخطوف قبل ما يتقتل، كنت زى الصايمة لا أكل ولا شرب، وماكنتش عارفة هو بياكل ولا بيشرب ولا عامل إيه».

رسالة توجهها «أم كيرلس» الثكلى إلى خاطفيه، ذات مضمون متسامح: «بقول للى قتلوا ابنى: أشكركم، وربنا يلمس قلبكم علشان ما يكون لكم مكان فى جهنم، ماقدرش أقول لهم حاجة تانى»، وتضيف الأم أنها لا تريد انتقاماً، فتقول «مش عايزة الدولة تنتقم لى، عايزة بس كل واحد يتمنى إنه يعيش بسلام، مش عايزة إلا إن مصر تقف على حيلها».

«أبوه من يوم موته فى الكنيسة» تصف الأم حال زوجها الذى لم تره لساعات طويلة بقى خلالها فى الكنيسة، مضيفة «ربنا يعزيه، كيرلس هو ابننا البكرى ورغم إن معايا 4 غيره 3 صبيان وبنت، بس كيرلس هو أول فرحتى أنا وأبوه، بس ربنا يحمى اللى عايش ويعزينا فى اللى راح».

 

 

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=kGHR-8buGeI&feature=g-all-xit”]

 

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى