الأخبار

«إم 21» وعجان السم

 

118

 

 

لاتوجد طائرة باسم إم 21. تمنى وجودها كطائرة مصرية من عندى. «إم» من: مصرى مسلم مسيحى مسالم مقاتل مثابر متحضر مؤمن مكافح ومواويلجى.. إلخ. أتمنى وجودها وأنا أستعيد محاولة بناء الطائرة المقاتلة القاهرة 200 والقاهرة 300 مع الهند والتى توقفت بعد 67. لست حربجيا. أعرف الحكمة العربية القائلة «ما الحرب إلا ما علمتم وذقتم.. » ولكن الخوف من غدر إف 16 يقلقنى. قلت لخبير عسكرى سابق إن الذين منحوا الأردن إف 16 هم من منحوا داعش الصاروخ الذى أسقط الكساسبة. يعرفون نقاط ضعفها. هم عجان السم. التزام أقصى الحذر واجب فى الضربات المصرية للإرهاب فى شرق ليبيا بطائرات إف 16 (أو غيرها) حتى لا يحدث مكروه ويسقط طيار مصرى فى الأيدى الخسيسة. قال لى إن من يتعاونون مع مصر ليسوا فقط من السلطة الليبية الشرعية ولكن من المواطنين الليبيين.. بفضلهم نعرف ما لدى الإرهابيين وأين يوجد وخصائصه.. اطمئن.

شعب شقيق حقا. نسايبنا. الأمر يوجب الاتفاق مع السلطات الليبية على تعويض أى مدنى يضار من الضربات المصرية – أو الدولية والعربية لاحقا إذا حدث. أهل ليبيا (درنة) كاهل رفح. أهلنا. أعرف أن الإخوانجية يتاجرون بصور الأطفال الذين ماتوا – شوف الحنية – لكن أعرف أيضا أن إخوان طرابلس بلغ بهم الجنون مداه. كانوا يظنون أن الخطف سيمنحهم فرصة لنتوسل إليهم كمصريين ونكلم كيرى وكاميرون وأوغلو لنطلب تدخلهم وبالتالى يملون شروطهم للعودة إلى البرلمان والعملية السياسية. الذين هم على استعداد لذبح كل أطفال العالم حتى تعود دولة المرشد والأميرة ويصبح خليفة بن حمد واليا للعثمانيين على مصر لا يحق لهم أن يأملوا فى العفو. لكن الإخوان فى ليبيا لن يخرجوا خاسرين من هذا الإجرام على أى حال.. سيعوضهم الإسرائيليون بالتأكيد فوحشية داعشخان رسالتها الأولى: «ياااااااااااه… عشان تعرفوا إن إسرائيل أرحم بكتير». شوفوا دى تساوى كام عند نيتنياهو وصقوره الإرهابية؟.

قالت «شبكة نبض الإخوان» إن السيسى فى خطاب ما بعد ذبح المواطنين المصريين بدا غير مرتبك وغير متفاجئ وهذا يعنى أن أمر الاختطاف والذبح مرتب سلفا لتبرير التدخل فى ليبيا. إخوان ليبيا هم أساسا نتاج التدخل الحقير للناتو ونتاج تحطيم ليبيا. إخوان مصر هم أساسا رأس الحربة ليدخل الناتو وحلفاؤه مصر ويأخذوا معا مقاولة هددها وإعادة إعمارها. على رأى المثل: «اللى مربتوش أمه وأبوه ودينه وضميره تربيه أولاد الزوانى». تربيه ليقول مثل هراء الشبكة إياها.

من إم 21 إلى الغواصات. أتمنى لو تمكنت الغواصات المصرية الجديدة من البحث فى الأبيض المتوسط قبالة «سرت» عن بقايا جثامين المصريين المذبوحين. أى ريحة من الأحباب لتدفن فى مصر وتهدأ النفوس. أقترح إقامة نصب تذكارى لهم هناك وهنا فى العور. أعرف حالة وحيدة رفض فيها مواطن مصرى عاش عمره فى أمريكا فكرة أن يدفن فى مصر بعد موته. قال أمريكا هى التى أعطتنى. كل مصرى أعطته أمريكا أو غير أمريكا يعتبر البلد العاطى مجرد فرصة عمل ويتمنى هو أو أهله أن يدفن فى بلده. يتمنى حتى لو كان فى البقيع (حصل). الألم الذى يعتصر قلوب أهل المذبوحين لغياب جثامينهم أعرفه. من سيقرأ الفاتحة يوم الجمعة أو يوم العيد على الراحل؟ من يشهد عند التغسيل والتكفين أن الراحل كان يشع نورا أى مات مغفورا له؟. من يحمل الكفن / التابوت أو يضع إكليلا أو سعف نخلة أو يوقد شمعة الفصح ويطلق صيحة: وحدوه لأجل الذاهب إلى الأبدية؟.. من يوزع رحمة ونور عليه؟.. يطلب منه أن يسلم على الحاج فلان أو المقدس فلان.. السابقين فى الغياب؟.. من يتوسل لكى يكون الغالى مع المسيح فى الأعالى؟.. لا نعيش فى مصر ونحن فى مصر أحيانا أو كثيرا بسبب الفقر والحرمان والمعاناة ومع هذا لا يمكن أن نتنازل عن أن ندفن فى مصر. ترابها زعفران. بجد مش قادر أكمل. دمعتى تسبق حرفى…

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى