الأخبار

تفعيل دور الإعلام في مواجهة الإرهاب

 

136

 

أجرى الدكتور عادل عبدالغفار، عميد كلية الإعلام جامعة بني سويف وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، دراسة علمية حول حالة الإعلام المصري بعد ثورة 25 يناير بين الفرص والتحديات، وتناولت الدراسة فى أحد محاورها الأساسية تقييم معالجة الإعلام المصري للإرهاب.

وكشفت الدراسة، التي حصلت «الشروق» علي صورة منها، عن نقاط القوة والضعف في تناول الإعلام المصري لقضايا الإرهاب، كما قدمت الدراسة عددًا من التوصيات التنفيذية لتفعيل دور الإعلام في التصدي مستقبلا للإرهاب.

وتضمنت الدراسة على المستوى الإيجابي، كان للإعلام المصري دور بارز على عدة مستويات، حيث خصص مساحات إعلامية كبيرة لتقديم تطورات ما تشهده البلاد من حوادث إرهابية، وأبرزت الفضائيات على الهواء مباشرة الحجم الحقيقى للمظاهرات، كما أوضحت ما تخلل المظاهرات من عنف استهدف الأجهزة الأمنية، وقدمت إنجازات الأجهزة الأمنية في ضبط الأسلحة والمعدات والمتفجرات، التي كان يتم إعدادها لتنفيذ عمليات إرهابية.

كما قدمت تحليلات الخبراء حول تفسير سلوك التطرف والإرهاب، وأبرزت تضحيات الجيش والشرطة في مواجهة العمليات الإرهابية، وكشفت زيف بعض وسائل الإعلام الإقليمية والدولية التي حرفت الحقائق وقدمت معالجة غير مهنية لأبعاد أحداث الإرهاب فى مصر، وقدمت تطورات محاكمات وتحقيقات النيابة بشأن ما ارتكب في المجتمع من أعمال إرهابية في حق المجتمع، ونقلت وسائل الإعلام أنباء الملاحقات الأمنية للعناصر المتورطة في أعمال إرهابية، وأبرزت طبيعة التحالفات الإقليمية والدولية التي استهدفت استقرار مصر وأمنها، وعكست وسائل الإعلام استنكار الرأي العام المصري لأعمال الإرهاب، التي استهدفت المجتمع ومقدراته، كما نجحت وسائل الإعلام في خلق رأي عام مساند للدولة في مواجهة التطرف والإرهاب.

وتابعت الدراسة: لا تمنع الإيجابيات السابقة في تناول أحداث التطرف والإرهاب، وجود بعض المآخذ على الأداء الإعلامي في معالجة أحداث الإرهاب، حيث افتقدت بعض وسائل الإعلام المهنية فى التعامل مع حرمة الموت في تغطية الأحداث الإرهابية، وأصبح عرض صور جثث الموتى ومشاهد العنف أمرًا معتادًا على شاشات الفضائيات، كما روجت بعض المعالجات الإعلامية دعاية لبعض المنظمات الإرهابية لم تكن تستطع الوصول إليها بجهودها الذاتية، وروجت بعض المعالجات الإعلامية لبعض الأسلحة والمتفجرات وطريقة صنعها محليًا وتكلفتها المادية وطريقة التعامل معها في عمليات التفجير.

ووقعت بعض المعالجات الإعلامية في أخطاء التعميم في التعامل مع أحداث الإرهاب التي شهدتها مصر، وخلطت بعض المعالجات الإعلامية في معالجتها لحوادث الإرهاب بين الإعلام والدعاية وخلطت المعلومات بالآراء على حساب المهنية، والتأثير السلبي للسبق الإعلامي على دقة ما ينشر من أخبار بشأن بعض حوادث الإرهاب التي شهدها المجتمع المصري خلال الفترة الماضية، وغلبة تركيز الخطاب الإعلامي على الأداء الأمني دون تفعيل مواز لدور مؤسسات المجتمع الدينية والثقافية والتعليمية في مواجهة الإرهاب.

وقدم الدكتور عادل عبد الغفار من خلال الدراسة، مقترحات مستقبلية لتفعيل دور الإعلام فى مواجهة الإرهاب، منها: أظهرت التغطية الإعلامية لحوادث الإرهاب التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة الحاجة الماسة إلى كود مهني يرشد أداء الإعلام في التعامل مع حوادث الإرهاب، والحاجة الماسة أيضًا لمرصد إعلامي حول الأداء المهني للإعلام المصري في تغطية حوادث الإرهاب يرصد نقاط القوة والضعف في الأداء الإعلامي في معالجة هذه القضية المهمة، وأهمية قيام الإعلام المصري بدوره المهني والوطني في حث كافة مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية لمواجهة الإرهاب والتطرف بكافة صوره، فاجتثاث جذور الإرهاب لا يمكن تحقيقه بالمواجهة الأمنية فحسب، ولن يتمكن المجتمع من اجتثاث جذور الإرهاب والتطرف إلا من خلال استراتيجية شاملة تضمن تخطيط وتنسيق الجهود التي يمكن أن تسهم بها كافة أجهزة الدولة والمجتمع المدني في تحقيق المواجهة الشاملة للإرهاب.

كما أن التركيز على تغطية أحداث الإرهاب لا ينبغي أن تثني وسائل الإعلام عن دورها فى البناء والتنمية على كافة المستويات، ورصد ومتابعة جهود البناء والتطوير والتحديث في كافة مجالات الحياة في مصر، وتكثيف دورها في تقديم المبادرات الإيجابية والأفكار الإبداعية والخلاقة للتصدي السريع لمشكلات المجتمع، واستضافة الخبراء القادرين على تقديم حلول تنفيذية ملائمة لواقع وظروف المجتمع، واستدعاء التجارب التاريخية والوطنية لنجاح الشعب المصري في تجاوز العديد من المحن والأزمات بفضل تماسك الجبهة الداخلية ومؤازرة جيشه وقوات أمنه فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وإيثار الوطن والمصلحة العامة على المصالح الذاتية، وإعلاء قيم الوطنية والانتماء وقدسية الأرض والوطن، والحفاظ على روح معنوية مرتفعة فى كافة أوساط الرأى العام فى مواجهة دعاوى اليأس والإحباط، والتعامل المهنى المسئول مع قضايا الأمن القومى بوجه عام والشأن العسكرى بوجه خاص، وأهمية التوازن بين الحفاظ على يقظة الشعب واستنفاره فى مواجهة ما يحاك له فى الداخل والخارج من ناحية وبث الطمأنينة والإحساس بالأمن فى نفوس المواطنين لضمان استمرار عطاءهم فى العمل والتنمية من ناحية أخرى، وبث الثقة فى الذات بقدرة الشعب بتلاحمه وتماسكه على تجاوز كافة التحديات مهما كان حجمها.
الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى