الأخبار

بروفايل| سليمان فياض.. صاحب “أحزان حزيران”

152

 

عاش طوال حياته مجاورًا للأزهر، طالبًا العلم مهتمًا باللغة العربية.. ظل عمره كله راهبًا في محراب الكلمات‏،‏ لا تعنيه الشهرة ولا المجد ولا المال،‏ يعنيه فقط أن يكتب، ليرحل في هدوء عن عالمنا صباح اليوم تاركًا إرثًا من المشروعات اللغوية التي ستظل تبحث عن قاريء يهمه الأمر.

سليمان فياض، ابن محافظة الدقهلية التي ولد على أرضها في السابع من فبراير عام 1929، ليبدأ مشوار طويل في حياته الدراسية والعملية بدأ بحصوله على شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس من كلية اللغة العربية عام 1959.

أحب اللغة العربية بشغف كبير، ما دفعه إلى كتابة عشرات السير الذاتية عن علماء وأدباء العرب، كما كتب عن قضايا تهم اللغة العربية كثيرًا وكتب معاجم فى اللغة العربية منها “معجم الأفعال العربية المعاصرة” و”الدليل اللغوي” و”أنظمة تصريف الأفعال العربية” و”الأفعال العربية الشاذة” و”جموع التكسير”.

عمل كصحفي في مجلة الإذاعة والتليفزيون، ومجلة البوليس، ومجلة الشهر، وجريدة الجمهورية حتى عام 1969، ورأس تحرير مجلة إبداع في الفترة من 1983 حتى 1993، بالإضافة إلى عمله خبيرًا لغويًا في مشروع تعريب الحاسوب لبعض برامج اللغة العربية بشركتي صخر والعالمية بالكويت والقاهرة.

اشتهر “فياض” في الوسط الأدبي بعد صدور روايته “أصوات” الصادرة عام 1972، والتي تحكي قصة المصري حامد البحيري الذي يعود من أوروبا إلى قريته الريفية في مصر، وبصحبته زوجته الفرنسية “سيمون” التي يحدث وجودها زلزالًا اجتماعيًا في القرية، ينتهي بمأساة.

وطغت شهرة الإبداع الروائي والقصة القصيرة على الجانب الآخر من إبداع سليمان فياض، وهو إبداعه في مجال الدراسات حول التاريخ العربي والإسلامي.

قدم طوال مسيرته العديد من المؤلفات، أبرزها: عطشان يا صبايا، وبعدنا الطوفان، وأحزان حزيران، وأصوات، ووفاة عامل مطبعة، والقزويني، وابن يونس، ذات العيون العسلية.

وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة: جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، عام 1970، جائزة الشاعر سلطان العويس من الإمارات العربية المتحدة عام 1994 في حقل القصة، جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 2002، كما كرمته ديوان العرب بمنحه درع المجلة في 2006 تقديرا لجهوده الأدبية.

توفي الروائي والقصصي عن عمر ينهاز 87 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، عمل بدأب كبير منذ نصف قرن تقريبا في تعميق تجربته الإبداعية وترسيخها، وفي التزود بثقافة واسعة منفتحة على العالم.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى