الأخبار

«كشك الشهداء»: رحمة ونور على ضحايا سوريا

52

فى مدخل شارع «نادى الصيد» بالدقى، تستقبلك لافتة «كشك الشهداء»، ليسوا شهداء ثورة 25 يناير، بل شهداء الثورة السورية الذين ما زالوا يتساقطون. هكذا قرر يوسف السورى، أن يكرّم شهداء سوريا، لكن على أرض مصر التى جاءها هارباً من أتون الحرب الأهلية.

جاء «يوسف» من مدينة الشهباء بسوريا، منذ 3 سنوات بحثاً عن الاستقرار، وقرر أن يفتتح مشروعاً للحلويات والمنتجات الشامية، وأطلق عليه «كشك الشهداء»، تكريماً لشهداء سوريا: «المحل استأجرته من 3 سنوات، وسميته الشهباء مسقط رأسى، لكن لما عرفت بموت أصحابى بالحرب فى سوريا مسحت نقطة حرف الباء عشان اللى يقرأها يعرف أنها الشهداء». أقارب «يوسف السورى»، 25 عاماً، وأصدقاؤه وجيرانه راحوا ضحية الصراع الدائر فى سوريا: «المشكلة أننا مش عارفين القاتل، ولا سبب الموت.. كل اللى نعرفه أن الحرب قضت على بلادنا، وخليتنا ضيوف عند المصريين». لافتة شهداء على منتجات حلويات، اسم ربما لا يناسب المحتوى، لكن «يوسف» أصر عليه: «يمكن ناس كتير تشوف اللافتة تحزن، لكن مش أكتر من حزننا على فراق أصحابنا وأهلنا وكمان فراق الدار والأهل، أنا قبل ما آجى على مصر كنت فى الأردن والإمارات.. يعنى بقالى سنين وأنا متغرّب عن وطنى والله عالم هنرجع إمتى؟».

«يوسف» اختار الحلويات الشامية كمشروع يساعده فى مصاريف جامعته بالقاهرة، حيث قرر أن يترك الشهادة التى حصل عليها من الجامعة بسوريا، باعتباره خبير تخاطب ليسجل أوراقه بالسنة الأولى بكلية التربية فى عين شمس: «شهادتى ما بيعترف بيها فى مصر أو أى بلد، فحبيت أرجع أدرس من أول وجديد عشان أقدر أشتغل بعد التخرّج مدرس بأجر ثابت وأترك العمل بالحلويات، لأن الأجر فيها باليوم، يتقص منه الإيجار ومصاريف الدراسة والمواصلات».

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى