الأخبار

محلل إسرائيلي: واشنطن تتجنب انتقاد قطر..

43

 

نشرت صحيفة “اسرائيل اليوم” مقالا للبروفيسور أيال زيسر خبير شئون الشرق الأوسط تحت عنوان “ضيف مرغوب في البيت الأبيض من قطر” كتب فيه: أنه خلال الاسبوع الماضي زار الولايات المتحدة أمير قطر. 

وقد حظي باستقبال الملوك في البيت الأبيض ومجلسي النواب والشيوخ. وقد بثت قناة الجزيرة أيضا – التي يمتلكها أمير قطر – تقارير حول المحادثات المثمرة والودية مع مضيفيه، كما هو متبع بين الحلفاء المقربين الذين تربطهم صداقة وثيقة منذ عهد طويل.

يمكن الافتراض أن المضيفين الأمريكيين امتنعوا عن دعوة أمير قطر لدفع الديمقراطية في بلاده؛ أو إدانته لعدم منحه حقوق “العمال المهاجرين” الذين يمثلون 85% من سكان قطر البالغ عددهم مليوني نسمة، والذين جلبتهم قطر من شبه الجزيرة الهندية للعمل في البلاد وتعزيز اقتصادها.

وبعد كل شيء، فإن العتاب واللوم على غياب الديمقراطية تحتفظ بهما الإدارة الأمريكية كما هو معروف فقط لمصر السيسي، التي تعتبر حليفاً قديماً وتقليدياً لواشنطن التي تحارب حالياً التطرف الإسلامي، الذي تقف من ورائه قطر. إن واشنطن غير مستعدة لتغفر التخلص من محمد مرسي رجل الاخوان من السلطة قبل عامين، في محاولة لمنع عملية الأسلمة التي قادها مرسي في البلاد.

وقد اختارت الإدارة الأمريكية تجاهل استخدام تمويل قطر للجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا، التي خطفت منذ زمن الثورة السورية من أيدي الثوار في الدولة. ولكن لماذا توجه الإهانة للضيوف المرغوبين أثناء زيارتهم؟

يمكن أن نفهم رغبة الإدارة الأمريكية في إرضاء أمير قطر. فالإمارة تعد حليفا قديماً للولايات المتحدة ويوجد على أراضيها أيضا قيادة القوات الامريكية في منطقة الخليج، التي نقلت إليها من المملكة العربية السعودية. لذا فإن دعم قطر هو أمر ضروري لاستمرار السيطرة الأمريكية على الخليج العربي، وباستثناء ذلك لايستطيع أحد تجاهل القوة الاقتصادية للإمارة، التي تراكمت في خزانتها تريليونات كثيرة من الدولارات التي يتم استثمارها ليس فقط في دعم التطرف الإسلامي وإنما أيضا في الاقتصاد والصناعة بالولايات المتحدة.

رغم هذا فإن مصر وإسرائيل أيضاً حليفتان للولايات المتحدة، ولكنهما لا تتمتعان بتعامل متسامح من جانب إدارة اوباما. والسر يكمن على ما يبدو في أن القطريين، وكذلك أردوغان في تركيا، تعلموا منذ زمن طويل كيفية التعامل مع واشنطن. فهم يتجرؤون ويتحدون الإدارة الأمريكية ويعملون على عكس رغبتها مراراً وتكراراً، ورغم هذا فإن هذا الأمر يُكسبهم احتراماً ويرفع قدرهم في أعين الأمريكيين. 

كما تساعد قطر المتطرفين الاسلاميين في أرجاء العالم وكذلك اردوغان الذي يحجم عن الانضمام إلى النضال الأمريكي ضد داعش في سوريا والعراق، مطالباً أولاً أن تقدم له واشنطن مفهوماً شاملاً بشأن مستقبل تلك الدول قبل أن تنضم تركيا للسياسة الأمريكية التي تدعم حتى ولو عن غير قصد نظام بشار الأسد والوجود الإيراني في سوريا والعراق.

ويبدو أن هذا ما فهمه السيسي أيضاً وهو ما عبرت عنه زيارة الرئيس الروسي إلى مصر. 

واستقبل الضيف بحماسة في القاهرة خاصة في اللحظة التي تعاني فيها العلاقات الروسية-الأمريكية من أزمة خطيرة للغاية وغير مسبوقة في السنوات الأخيرة.

ورغم ذلك فإن السيسي لا يزال بحاجة إلى الدعم الأمريكي، ولكنه يريد أن يلوح لأوباما بأن جميع الخيارات مفتوحة، وأن استمرار تجاهل واشنطن له قد يدفعه أكثر نحو الروس. 

كما أدرك السيسي أيضا أنه عندما يتم تحدي إرادة الإدارة الأمريكية والتجرؤ عليها فمن سخرية القدر أن هذا هو ما يمنح الاحترام والتعامل الجيد.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى