الأخبار

التعاون العسكري مع مصر يشهد تطورا كبيرا

100

 

قال الخبير العسكري العقيد السابق في سلاح البحرية الروسية، فيتشيسلاف جايلون، اليوم، إن التعاون المصري – الروسي في الفترة الأخيرة يشهد تطورًا كبيرًا للغاية خاصة في المجال العسكري، حيث زار وزير الدفاع المصري صدقي صبحي العاصمة الروسية موسكو للتباحث مع نظيره الروسي سيرجي شويجو، وتم عقد الاجتماع الأول للجنة الروسية المصرية للتعاون العسكري التقني، وشهد الاجتماع توقيع بروتوكول للتعاون العسكري بين البلدين.

وحول التعاون العسكري بين مصر وروسيا، أكد الخبير العسكري الروسي، في حوار خاص لوكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية، أن التعاون العسكري بين مصر وروسيا مثمر للغاية خاصة في المجال التقني، والتعاون بين البلدين لديه تاريخ طويل للغاية.

وردًا على سؤال للوكالة حول كيفية تطوير التعاون العسكري التقني بين مصر وروسيا في مجال العتاد العسكري والأسلحة، قال فيتشيسلاف جايلون “أولاً وقبل كل شيء، تجدر الإشارة أن شراء الأسلحة والعتاد العسكري وغيرها من التجهيزات المتعلقة بالجيش تعتمد بشكل مباشر على الأهداف الحيوية التي تفرض نفسها أمام القادة العسكريين والسياسيين في مصر، وبناءً على رؤيتهم وتحركاتهم الاستراتيجية، تترجم هذه الأهداف بشكل عملي، وتنعكس كل هذه الخطوات بصورة مباشرة على شكل ونمط التعاون العسكري التقني بأكمله، وبالتالي يتم تحديد كميات الأسلحة والنوعية ومواعيد الاستلام”.

وتابع قائلا “انطلاقًا من الأحداث الراهنة، يُنظر إلى مصر باعتبارها قوة إقليمية، لا تمزقها حروب أهلية، كما هو الحال في سوريا، ودولة متماسكة تحافظ على وحدة أراضيها واستقلالها، وتعمل جنبًا إلى جنب مع دول أخرى للتأثير بشكل كبير على الوضع في المنطقة، ولا شك أن تقوية التعاون العسكري التقني بين مصر وروسيا سيعمل على الحفاظ على مصر كدولة رائدة في المنطقة، وتعزيز دورها في هذا الإطار”.

وأوضح “أنه للوصول إلى تلك الحالة يتعين على مصر تطوير الجانب العسكري في المجالات الآتية: تطوير الخطوط الأمامية للجيش على خطوط المواجهة باستخدام الطيران والهجوم البري، تطوير الدفاع الجوي المضاد للطائرات، وتطوير الإنذار المبكر المحمول جواً، تطوير أنظمة الدفاع الجوي على سطح الأرض، بما في ذلك أنظمة التعامل مع صواريخ كروز من البحر، والأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، فضلاً عن المعدات والطائرات التي تعمل بدون طيار”.

وأضاف أنه يجب أيضًا تدعيم الجيش بالوحدات المدرعة التي تدعم قوات المشاة، واستخدام المدفعية بعيدة المدى، بما في ذلك قاذفات صواريخ متعددة، واستخدام الزوارق الحاملة للصواريخ والغواصات التي تعمل بوقود الديزل، واستخدام أنظمة الاتصالات الحديثة، والحرب الإلكترونية، والاستطلاع وقدرات رصد وتحديد الأهداف.

وحول وجهة نظره حول زيارة أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إلى مصر، قال جايلون “يجب علينا لفت الانتباه إلى أن باتروشيف التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهذا يدل على الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها هذه الزيارة من الجانبين المصري والروسي، ومن المعروف أن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، كان موجوداً مع الوفد، فضلاً عن ممثلين من وزارة الدفاع الروسية، ووزارة الداخلية، ووزارة العدل”.

وأوضح أن هذه الزيارة تبرهن أيضًا على بداية التفاعل الإيجابي على صعيد مجموعة كبيرة من القضايا، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وكذلك بناء العلاقات الثنائية على نطاق واسع في المجالات المختلفة، وأشار أن زيارة باتروشيف ليست إلى مصر فحسب، بل ذهب أيضًا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي يوجد فيها العديد من مجالات التعاون المباشر مع روسيا، حيث ناقش باتروشيف مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي الأعلى لدولة الإمارات موضوعات تتعلق بتنظيم “داعش” الإرهابي، والأمن الإقليمي بوجه عام.

وفيما يتعلق بكيف يمكن لروسيا مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب، أوضح الخبير الروسي أن هناك العديد من الجوانب التي يجب أن توضع في الاعتبار عند النظر إلى عملية المساعدات التي يمكن تقديمها في مجال مكافحة الإرهاب، الجانب الأول، من الناحية السياسية التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بإنشاء وتخصيص نهج مشترك وسياسات وعمليات وإجراءات رامية إلى منع التهديدات الإرهابية والقضاء عليها.

وتابع أن الجانب الثاني، يتعلق بنواحي التعاون العسكري التقني وتطوير التعاون، مع استمرار تطور الأوضاع وتبادل المعلومات الحساسة، وتوريد الأسلحة والمعدات، وتدريب الطلاب العسكريين، وحول نوعية الأسلحة التي تحتاج مصر شراءها من روسيا ذكر جايلون أنه في المقام الأول مصر بحاجة إلى شراء نوعيات الأسلحة التي لها أهمية قصوى في الدفاع عن البلد، بما يتفق مع قدراتها المالية والاقتصادية، ويبدو أنه من الضروري تحديث القوات الجوية المصرية، بما في ذلك المقاتلات وطائرات الهجوم، لأن هذه الأسلحة يمكن أن تسبب ضربات سريعة وفعالة للعدو سواء كان هذا العدو جيشاً نظامياً أو كيانات إرهابية تقع بعيدًا عن المناطق الحساسة في البلاد، مشيرًا أن طائرات النقل هي أيضا ضرورية لأنها تسمح بنقل المشاة، والمركبات الآلية المحمولة جوًا في أقرب وقت ممكن، خاصة في ضوء الشبكات المتطورة من المطارات في مصر.

وأضاف أنه في ضوء حقيقة أن هناك تهديدات محتملة للهجوم على مصر من البحر، فمن المهم أن تكون هناك أنظمة صواريخ ساحلية قادرة على توفير الغطاء للمناطق البحرية على مسافات كبيرة، ويتمتع استخدام هذه الأنظمة بمميزات أنها تعمل تحت ستار الدفاع الساحلي وغطاء الطيران، مما يزيد مستويات تأمينها بشكل كبير، وتجدر الإشارة أن شراء الأسلحة يجب أن يكون شاملاً، أي أنه لا يشمل فقط الحصول على نوعيات معينة من الأسلحة، لكن يتعين أن تتوافر معها أيضا أنظمة الدعم والخدمات المرتبطة بها، فضلاً عن التدريب.

وفيما يتعلق بالأخبار حول قيام مصر بتسلم 12 مقاتلة من طراز “سوخوي- 30 كا”، من الجيل الرابع، وأهمية هذه الصفقة لمصر، قال الخبير الروسي “تسليم هذه الطائرات لمصر مثير للاهتمام من جهات عدة؛ أولا، هذه الطائرة أثبتت أنها من الطائرات المقاتلة التي تعمل بنجاح وكفاءة وشاركت في مناورات واسعة النطاق في القطاع الجنوبي من روسيا الاتحادية، ثانيًا، إن هذه المقاتلة تتمتع بقدرات قتالية كبيرة كما أنه تم تحديثها، إذ طورت روسيا طرازًا جديداً منها، هو (سوخوي- 30 إم كا أي)، لكن الأخيرة ستكون ذات تكلفة كبيرة على المشتري، ليس من حيث سعر شرائها فحسب، بل بالنسبة للتكلفة الإجمالية في ضوء ما تتمتع به هذه المقاتلة من تكنولوجيات متطورة أيضاً، ثالثا، لا شك أن هذه النماذج من المقاتلات ستزيد من الاستقرار القتالي للقوات الجوية المصرية من قدرتها على مواجهة التهديدات الخارجية”.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى