الأخبار

“المناطق الصناعية” بقنا.. مليارات ضاعت فى الهواء..

 

155

 

“مناطق قنا الصناعية ” تبحث عن مستثمرين جادين للاستفادة من المزايا والتسهيلات
مديرة منطقة صناعية بقنا: قفط أكثر المناطق المؤهلة لاستقبال المستثمرين
محافظ قنا: انتهينا بنسبة 100% من كهرباء “قفط” و94 % فى “هــو” بنجع حمادى
المستثمرون: المناطق الصناعية بها عقبات أبرزها عدم توافر المياه والكهرباء وغياب الأمن

الوضع لا يختلف كثيراً فى المناطق الصناعية بقنا، عن بقية المناطق المنتشرة بالمحافظات المصرية، فنفس الأعراض والمشاكل تعانى منها هذه المناطق التى أنشأتها الحكومة وتركتها بلا تطوير أو اهتمام، كما أن بعضها أو أجزاء منها لم يسلم من اللصوص وتجار الخردة ، الذين يستغلون حالة الفراغ التى تشهدها هذه المناطق لاقتناص وسلب كل ما تستطيع أن تحمله أيديهم.

يرى محمد عبدالمعطى “مستثمر”، أن المناطق الصناعية مثل الأطفال الأيتام،لا يجدون من يراعيهم وكل جهة تتشدق بما تقدمه لهم، لكنها شعارات إعلامية ، فحقيقة الوضع تختلف تماماً عما يتم تداوله من تصريحات حكومية عبر وسائل الاعلام المختلفة، فالمناطق الصناعية منشآت بناها المستثمرون ، لكنها لم تجد من يحفظها ويصونها أو يوفر لها السبل المناسبة لتسويق منتجاتها كما كان متفقاً عليه فى البداية.

ويشير محمود مصطفى ،مدير شركة،إلى أن الدولة وفرت مساحات وتسهيلات مناسبة لرجال الأعمال، لكن عدم اكتمال البنية الأساسية لمنطقة قفط ،أدى لهجر الكثير من رجال الأعمال لهذه المناطق ، ومن ابرز المعوقات الموجودة حتى الآن عدم توفير رصيف للحاويات التى تورد أو تصدر منتجات ومواد خام لمصانع المنطقة.

يقول عبد الرحمن جمعة، وكيل أحد المصانع ، إنه لم يتمكن من توصيل الكهرباء إلي مصنعه بمنطقة هو الصناعية بنجع حمادى إلا بعد فترة طويلة من إنشائه، حيث أنشأت شركة الكهرباء، محولين كهربائيين بالقرب من المصنع، كما أن المستثمرين الجدد الذين تبعد مصانعهم عن يعانون بشدة من عدم توفر الكهرباء.

فيما أشار عزت أبو ربعي،” مالك لأحد المصانع “إلى أن جلب المياه العذبة اللازمة لحاجة المصنع يكلفهم حوالي 1500 جنيه في اليوم الواحد، لوجود مياه مالحة بالمنطقة رغم بعد المنطقة عن مدينة بركه بـ7 كيلو فقط.

وأكد أحمد حسين “مالك مصنع” بأن منطقة نجع حمادى الصناعية شهدت سرقات عديدة خلال الفترة السابقة، من بينها سرقة مواد بناء من أحد المصانع، وسرقة منتجات مصنع آخر ، بالاضافة لسرقة أعمدة وأسلاك الكهرباء ، وهو ما يضرنا لاستئجار حراس ، وهو ما يزيد من العبء المادى علينا.

أما حسن محمود ” عامل” ، فيشكو من سوء معاملة أصحاب المصانع والحكومة على حد سواء، قائلاً:” الحكومة وفرت فرص العمل لنا فى المنطقة الصناعية واعتبرت ذلك من انجازاتها العظيمة، لكن لم تسأل ولم تتابع معاملة أصحاب الشركات لنا ، وحقوقنا التى يجب أن نحصل عليها”.

وأضاف محمود، العمل هنا ليس مريحا كما يظن البعض ،لكن الظروف تجبرنا على الاستمرار فى العمل ، رغم مساوئه من أجل أولادنا وأسرنا التى تنتظر عودتنا ولو بالقليل لسد الاحتياجات الأساسية لأى أسرة.

واعتبر محسن عبدالناصر “مدرس “، بأن المناطق الصناعية بقنا عبارة عن مليارات أنفقتها الدولة لكنها ضاعت فى الهواء، لأنها لم تستوعب عمالة ولم تقدم للدولة عملة صعبه تساهم فى تحسين الاقتصاد القومى ، فرغم الخدمات والإمكانيات الموجودة فى هذه المناطق وخاصة منطقة قفط الصناعية ، إلا أن المواطن لم يشعر بأى ثمار حقيقية لها.

فيما تقول المهندسة فاطمة إبراهيم،مدير عام المنطقة الصناعية بكلاحين قفط ، إن المنطقة تعد من أكثر المناطق على مستوي الجمهورية مؤهلة لاستقبال المستثمرين ،حيث إنها تتمتع بعدة مزايا منها وجود قرار بتمليك الأراضي بالمجان لتشجع المستثمر والإعفاء الجمركي لمستلزمات الإنتاج وعدم خضوعها للضرائب والدمغات المعمول بها، ومياه تأتي عن طريق نهر النيل عبر مرشح مخصص لها وليس مياه آبار.

فمحطة الكهرباء التي تغذي المنطقة قدرتها 2/25 ميجاوات وقابلة للتوسيع لتوفير استهلاك الكهرباء للمستثمرين، لافتةً إلى أن مساحة المنطقة تبلغ 570 فدانا تم استقطاع 216 فدانا منها لإقامة منطقة حرة عامة فيها و385 فدانا لإنشاء المصانع وأنها مكتملة البينية الأساسية من طرق ومياه وصرف صحي وتليفونات وكهرباء ، كما أنها تقع على طريق حيوي وهو طريق قفط القصير عند الكيلو 7 وهو طريق محوري ضمن مشروع المثلث الذهبي المزمع إنشائه وتطويره.

وأوضحت مديرة المنطقة، بأن المنطقة بها عدد من خطوط الإنتاج لمشروعات متنوعة منها الغذائية والهندسية والكيميائية ومصانع لإنتاج الدقيق الرخام والجرانيت والمواسير والبلاستك والأجهزة الكهربائية مثل التكليفات ومصانع للبسكويت والشبسي وإنتاج الشحوم والكحول والخميرة والعطور وغيرها من الصناعات المختلفة ، حيث يوجد بالمنطقة حوالي 50 مصنع ما بين مصانع تحت الإنشاء ومصانع منتجة وبعضها متعثر بسبب ضعف التمويل لدي المستثمر نفسه وعدم دراسته للمشروع جيدا قبل البدء فى إنشائه.

وأضافت مديرة المنطقة، بأن المنطقة يوجد بها بعض الخدمات منها نقطة إطفاء وسنترال سعة 2000 خط ومحطة تمويل سيارات وجاري إنشاء نقطة شرطة على مساحة 1200 متر/ م وذلك لتأمين المنطقة، كما يجري حاليا الإعداد لطرح 14 محلا تجاريا بالمنطقة الصناعية وعلى طريق قفط- القصير للخدمات المختلفة.

أيضاً سوف يتم طرح أراض فى منطقة الخدمات للبيع فى المزاد العلني لإنشاء مراكز صيانة مختلفة أو معارض أو أى خدمات تحتاجها المنطقة ، وبالنسبة للخدمات الإدارية يوجد مبني إدارية فى المنطقة الصناعية يشمل على إدارة المنطقة الصناعية وذلك للقيام بالخدمات الإدارية مثل تسليم الأراضي واستبدال رخص المباني والموافقة على توصيل المرافق المختلفة واستصدرا رخص التشغيل وكل الخدمات الإدارية وبها “ختم شعار لإنهاء الأوراق من الإدارة.

وتقترح المهندسة فاطمة من القائمين على المؤتمر الاقتصادي جلب المشروعات الكبيرة للمنطقة لأنها سوف تساعد على تطوير المنطقة ، بخلاف المشروعات الصغيرة وإنشاء وحدات جاهزة بالمنطقة لتسلميها لصغار المستثمرين من الشباب حتي لا يتم استنفاد رأس المال الخاص بمشروعاتهم فى المباني والإنشاءات ومن ثم يتعثر فى بدء المشروع.

وشددت المهندسة على إنشاء رصيف للحاويات فى ميناء سفاجا حتي يتم تشجيع الاستثمار الأجنبي أو المشروعات التصديرية وذلك لأن ميناء سفاجا يبعد عن المنطقة الصناعية مسافة تقل عن 185 كيلو وهذا يفيد المناطق الصناعية فى الصعيد كله خاصة بعد إنشاء طريق الصعيد البحر الأحمر الجديد.

فيما قال المهندس محمود حجاجي، مدير منطقة “هـو” الصناعية بنجع حمادي، إن المنطقة تبلغ مساحتها المنطقة الصناعية 500 فدان وعدد المستثمرين وخطوط الإنتاج 32 مستثمر،موضحاً بأنه تم تشغيل شبكة المياه والكهرباء ومحولات التثبيت وإنشاء إدارة لحل مشاكل المستثمرين.

ومن جانبه قال اللواء عبدالحميد الهجان،محافظ قنا، بأن أعمال الكهرباء والطرق بمنطقة قفط الصناعية ، انتهت بنسبة 100% بتكلفة بلغت 4 ملايين و246 ألفاً ، لافتاً إلى أنه تم إنهاء جميع الشبكات ومحطة المياه المرشحة ومآخذ المياه وتم دخولهم الخدمة الفعلية ، كما تم إنهاء شبكات الانحدار ومحطة الرفع وخط الطرد وأحواض المعالجة وتم تسليمها بشكل مبدئي.

وحول منطقة “هـو” الصناعية بنجع حمادى ، أكد محافظ قنا، بأنه تم إنهاء أعمال الكهرباء بنسبة 94 % والمخصص لها مبلغ 9 ملايين 731 ألفاً وكذلك أعمال الشرب والصرف الصحي تم الانتهاء من التسليم المبدئي لمحطة الرفع الرئيسية والمساعدة وخط التغذية الرئيسي وشبكة المياه المدنية بطول 22 كم وكذلك تم تنفيذ الخزان العالي سعة 1000 م3 ومبني السنترال والمبني الإداري.

وتم تنفيذ الشبكة الداخلية وخط الطرد وبرك الأكسدة ومحطة رفع المياه المنقاة وأحواض الموازنة لأعمال الصرف الصحي بالمنطقة وبالنسبة للمزرعة الخشبية جار استكمال الإجراءات المطلوبة لنهو إصدار قرار تخصيص للمزرعة بمساحة 356 فدانا وتمت موافقة “هيئة التنمية الزراعية والمناجم والمحاجر والآثار” علي قرار التخصيص.

وأوضح محافظ قنا، بأن قنا مازالت خيراتها بكراً وإنها تعطي امتيازات كبيرة للمستثمرين، وموجهاً دعوته للمستثمرين ورجال الأعمال للاستثمار بقنا.

 

 

 

 

 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى