الأخبار

بعد تقرير الإندبندنت بأن «الإخوان ليست منظمة إرهابية»..

87

 

شهادة وفاة الإخوان كتبت في ثورة يونيو
بريطانيا توظف الإخوان لمعرفة أخبار العالم العربي
طبيعي لتحقيق أحلام بريطانيا الاستعمارية

«الإخوان ليست منظمة إرهابية».. تقرير صادر في صحيفة الإندبندنت البريطانية، مساء أمس، نوهت فيه بأن التحقيقات التي تجريها الحكومة البريطانية بشأن أنشطة جماعة الإخوان بتكليف من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للسير جون جينكينيز سفير بريطانيا لدى المملكة العربية السعودية سوف توصل إلى ضرورة عدم تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
ما قالته الصحيفة البريطانية قبل إصدار التقرير بشكل رسمي من جانب الحكومة البريطانية اثار جدلا في الأوساط السياسية في مصر وفتح باب التساؤلات حول احتمالية توتر العلاقات الدولية بين مصر وبريطانيا على هامش اعتبار مصر لجماعة الاخوان كمنظمة إرهابية.
فيما يرى أحمد بان المتخصص في شئون الجماعات الاسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان، أن موقف بريطانيا من الجماعة وقيادتها المتواجدة هناك والذي يميل إلى تبرئتها من ارتكاب أي نشاط إرهابي أمر غير مفاجئ وفقا للحالة التي شكلها الإخوان والعلاقات الراسخة والوطيدة التي جمعتهم مع بريطانيا منذ تأسيس الجماعة عام 1928 وتواصلهم مع سلطات الاحتلال البريطاني، وفقا لما يتفق مع مصالحهم الاستراتيجية.
وأوضح بان في حديثه لـ«الشروق»، أن جماعة الاخوان واصلت دعمها لبريطانيا منذ مساندتها لحزب العمال البريطاني وهو حزب سياسي يحسب على يسار الوسط في بريطانيا ويرجع تاريخه إلى عام 1900 حين تكونت لجنة لتمثيل العمال في البرلمان.
وأشار المتخصص في شئون الجماعات الاسلامية أن الرهان حتى يومنا هذا مازال قائمت على جماعة الاخوان في مصر من جانب الحكومة البريطانية موضحا أنه لا عجب في الأمر فبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تقدم بديلا إسلاميا قابلا للحداثة لكي يصبح لها ظهيرا سياسيا قويا.
بينما خالد الزعفراني القيادي السابق بالجماعة الاسلامية يقول، إن موقف بريطانيا ثابت ليس فقط تجاه جماعة الإخوان إنما مع جميع فصائل تيار الاسلام السياسي منذ دعم التمرد الاخواني أيام الثورة العربية الكبرى ضد الامبرطورية العثمانية بفضل المخابرات البريطانية لتحقيق أحلام بريطانيا الاستعمارية في المنطقة العربية .
وأوضح القيادي السابق بالجماعة الاسلامية بأن بريطانيا تقيم علاقات عميقة مع تيار الإسلام السياسي في لندن وأكبر دليل على ذلك دعم الحكومة البريطانية للمراكز الإعلامية المتطرفة التي يرتكز عليها الإخوان في إيصال رسائلهم للتنظيم في مصر ومنها هيئة الإغاثة الإسلامية التي يترأسها عصام الحداد منذ أكثر من 10 سنوات وكان يستغلها لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأمريكان بفضل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وأضاف «الزعفراني»، أن بريطانيا تحاول توظيف الإخوان لمعرفة أخبار العالم العربي تحديدا مصر، فعندما طالبت الحكومة من الاخوان أن تعلن بشفافية عن كافة أنشطتها مقابل عدم اعتبارها منظمة إرهابية كان غرضها مواصلة مزيد من الضغوط على الإخوان للتعاون مع الجهات الأمنية في بريطانيا لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن نشاطهم السري.
وفي سياق متصل، ويوضح سامح عيد الباحث والمتخصص في شئون الجماعات الاسلامية بأن بريطانيا والغرب حريصون على مصالحهم الاستراتيجية مع جماعة الإخوان لإدراكهم بوجود نفوذ حقيقي لتيار الإسلام السياسي في تونس والمغرب والأردن وكذلك جماعة أنصار فجر ليبيا والتي تسيطر على الأمور هناك.
وأشار عيد في حديثه لـ«الشروق»، إلى أن الخارجية المصرية لا تملك رفاهية العداء مع بريطانيا على غرار موقف مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبرها حليفا استراتيجيا، مشيرا إلى أن الموقف المصري يجب أن يتسم بالمرونة فهي في حاجة إلى دعم الدول الأوربية ومنها بريطانيا لحل الموقف المعقد في ليبيا.
الدكتور حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن نتيجة التقرير لا تؤدي في أي حال من الأحوال إلى تغيير الأمر، مؤكدا أن عدم اعتبار الاخوان كيانا إرهابيا، هو قرار راسخ قبل وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وأن علاقة بريطانيا مع السعودية أو مصر يجب ألا تتأثر بمثل هذا التقرير.
وأضاف السفير حسين هريدي بأن التقرير أخذ أكثر من حجمه في وسائل الاعلام العربية والغربية مشيرا الى ضرورة تجاوز المسئولين في مصر لمرحلة الاخوان، مؤكدا أن شهادة وفاتهم قد كتبت بعد الإطاحة بهم في 30 يونيو 2013.

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى