الأخبار

تقرير بريطانيا عن الإخوان لن يتهم التنظيم بالإرهاب

32

 

 

قبل ساعات من إعلان الحكومة البريطانية التقرير النهائى لمراجعة أنشطة جماعة «الإخوان» فى بريطانيا، وما إذا كانت بريطانيا ستُعلنها «جماعة إرهابية أم لا»، أشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فى تقرير لها، أمس، إلى احتمال حدوث خلاف دبلوماسى مع المملكة العربية السعودية ومصر، وقالت إن «رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، يستعد لهذا الخلاف المتوقع».

وكان «كاميرون» أمر منذ ما يقرب من عام بفتح تحقيق حول جميع أنشطة جماعة «الإخوان» فى بريطانيا وأعضائها والجمعيات التابعة لها، ما دفع البعض إلى اتهامه بأنه فتح هذا التحقيق تحت ضغط الأسرة السعودية الحاكمة، وخاصة الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز. والتحقيق الذى تم تحت إشراف جون جينكينز، السفير البريطانى فى السعودية، من المتوقع أن يُقر بأن «جماعة الإخوان لا ينبغى أن تكون جماعة محظورة، وأنها ليست منظمة إرهابية». لكن من المرجح أيضاً أن يتم حث الجماعة على أن تكون أكثر وضوحاً وشفافية حول صلتها بالمنظمات التابعة لها، ومنها المساجد والجمعيات الخيرية.

وأوضحت الصحيفة أن توقيت الإعلان عن التقرير النهائى لأنشطة «الإخوان»، والذى جاء قبل يومين من تقديم وزير المالية البريطانى، جورج أوزبورن، الميزانية النهائية للتحالف، يؤكد الشكوك التى أُثيرت من قبل حول أن الحكومة البريطانية تحاول التقليل من أهمية هذا التقرير والدعاية السلبية له، وأضافت أنه من المقرر حجب التقرير وعدم نشر أى تفاصيل عنه.

وأرجع وزير الخارجية البريطانى السابق مالكولم ريفكيند، السبب فى تأخر إعلان التقرير النهائى إلى «المشاكل الدبلوماسية المحيطة بالنتائج التى توصل إليها التقرير»، مضيفاً: «لدينا عدد كبير من الحكومات الصديقة يعارضون جماعة الإخوان وغيرهم ممن أخذ الرأى المعاكس»، وتابع: «يجب أن يكون هناك بعض الاعتبارات المعقدة جداً التى كان لا بد من أخذها بعين الاعتبار».

وقال مصدر قريب من لجنة التحقيق فى نشاطات «الإخوان» إن «هناك هستيريا حول حظر جماعة الإخوان منذ العام الماضى»، مضيفاً أن «هذا الأمر ليس حقيقياً، والسعودية تفهم ذلك». كما صرح ستيفن ميرلى، المحرر المتخصص فى شئون «الإخوان»، أن «بريطانيا هى مركز القيادة والسيطرة للإخوان فى أوروبا، وهذا لا يمكن إنكاره»، مضيفاً أن «ما تجيده جماعة الإخوان هو جعل المسلمين غاضبين جداً من الغرب من خلال فكرة أن الغرب لديه دائماً حالة حرب ضد الإسلام».

«ذا تاور»: إيران تحاول حالياً تعزيز علاقتها مع فروع «الإخوان» فى الشرق الأوسط لتوسيع نفوذها فى المنطقة

وأكد الدكتور لورينزو فيدينو، خبير فى شئون جماعة «الإخوان» بالغرب، أحد المساهمين فى التحقيق، أنه «غير مندهش من أنه سيتم الإعلان عن التقرير الآن فى نفس أسبوع تقديم الميزانية»، مضيفاً أن «بريطانيا تتعرض لضغوط من السعودية للقضاء على جماعة الإخوان، فى حين أن قطر تسعى لتخفيف أى إجراءات ضدها». وقال توبى كادمان، محامى مؤسسة «قرطبة»، التى تم ربطها بجماعة الإخوان: «أعتقد أن هذا هو شىء يسبب حرجاً كبيراً للحكومة، حيث يتم الضغط عليها من قِبل شركاء استراتيجيين لها فى الشرق الأوسط».

فى الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء البريطانى السابق، تونى بلير، أن «هناك مشكلة يجب حلها داخل الإسلام نفسه، لكى يتقدم الشرق الأوسط»، موضحاً، خلال حوار مع شبكة «سى إن بى سى»، أمس، أن «هذه المشكلة ليست مع الدين الإسلامى ولكنها داخل المجتمعات الإسلامية وهى العلاقة بين السياسة والدين»، وأضاف، على هامش مشاركته فى المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ، أن هذه المشكلة إذا تم حلها «ستشكل موجة إيجابية للغاية فى دول الشرق الأوسط، وسيعمل ذلك على تقليل التطرف».

على صعيد آخر، أكدت صحيفة «ذا تاور» الأمريكية، فى تقرير لها، أمس، أن «إيران تحاول حالياً تعزيز علاقتها مع فروع جماعة الإخوان فى مختلف دول الشرق الأوسط، كجزء من سياستها لتوسيع نفوذها فى المنطقة»، وأضافت الصحيفة أنه، بحسب محللين، «فإن نوايا إيران بدأت تظهر خاصة بعد زيارة على لاريجانى، رئيس البرلمان الإيرانى، إلى العاصمة القطرية الدوحة». وأكدت الصحيفة أنه «خلال الزيارة، التقى لاريجانى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس، وأشاد بالحركة»، وأشارت إلى أن هذا اللقاء يرمز إلى التقارب بين الطرفين بعد عدة سنوات من التوتر. ويعتقد المحللون أن التقارب بين إيران وحركة «حماس»، الفرع الفلسطينى لجماعة «الإخوان» بحسب الصحيفة، يمكن أن يؤدى إلى أن تصبح الحركة وفروع الإخوان الأخرى وكلاء إيران الإقليميين فى المنطقة. وأضافت «ذا تاور» أن حركة «حماس» ترى إيران كمصدر كبير لتمويلها بالأموال والأسلحة، لكنها تعلم أنه لا يمكنها أن تحقق نفس القرب من طهران الذى يتمتع به «حزب الله» فى لبنان. أما إيران، بحسب الصحيفة، فهى لا تحتاج «حماس» أو «الإخوان» فى المعارك التى تخوضها بسوريا والعراق، لأن لديها بالفعل قوات ضخمة من «حزب الله والميليشيات الشيعية»، لكن طهران تعتقد أن تجنيد «حماس» سيساعدها فى النضال ضد الطموح السعودى لإقامة تحالف واسع من السنة فى الشرق الأوسط.

54dfca696e996

اخبار مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى