الأخبار

“حكايات الشاطر”..

10

 

يبدو خيرت الشاطر، نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، دوماً لغزاً يصعب حله. كل هذا الغموض الذى يحيط بشخص يثير من المخاوف أضعاف ما يمكن أن يثير من الإعجاب، ولا نعرف عنه إلا جزءاً ضئيلاً من دوره فى محاولة إلقاء مصر فى هاوية لا يعلم مداها إلا الله. لا نعلم عن الرجل الثانى فى الجماعة إلا أنه كان القوة الحقيقية، والوقحة، فى جماعة لا تستحى من قتل من لا تحكمهم، وتحويل القتلة فيها إلى سادة وحكام. يظل خيرت الشاطر لغزاً لا يمكن إنكار دوره فى «هندسة» جماعة الإخوان، وبيعها وترويجها للعالم الخارجى ببراعة رجل أعمال لا تحكمه إلا المصلحة.

لعب «الشاطر» دوراً محورياً فى تلك المرحلة الفارقة من تاريخ الجماعة، مرحلة تقاطع فيها دوره مع عالم المخابرات والمال والأعمال والسلاح والإرهاب وسياسات الدول الكبرى. وعلى الرغم من خطورة دوره، لا تتناسب المعلومات المتاحة عن «الشاطر» أبداً مع حجم خطورته. حتى فى المصادر الغربية التى عرف عن أصحابها دقة التحرى وتقصى الحقائق، لا يبدو وكأن أحدهم قادر، أو حتى راغب، فى كشف أسرار «الشاطر». كان «الشاطر» يتحرك بشكل فعال فى لقاءاته مع قادة الرأى فى العالم الغربى، إلا أن قليلاً منهم يكشف بالصدفة عن جزء ضئيل مما دار بينه وبين نائب المرشد السابق. هل هو إدراك منهم لخطورة دوره السرى؟

هذا الكتاب الفرنسى يمثل فرصة نادرة لاختلاس نظرة إلى عقل وأساليب خيرت الشاطر التى كان يتعامل بها مع العالم الغربى، ذلك الوجه الآخر الذى كان يحاول إظهاره للعالم ليطمئنه على «مصالحه» بعد وصول الإخوان لحكم مصر. وإن كان مؤلف الكتاب، الخبير فى «حوارات» الجماعة، قد نجح فى كشف أكاذيب «الشاطر» بالمنطق أحياناً وبالدليل أحياناً أخرى. قائلاً إنه شعر من اللحظة الأولى من المقابلة أن ذلك الرجل الذى يتظاهر بالتقوى والصلاح، ويحرص على أداء صلاة الظهر فى وقتها أمام المراسلين الأجانب، هو فى حقيقة الأمر «غول»!

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود.

يبدو خيرت الشاطر، نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان، دوماً لغزاً يصعب حله. كل هذا الغموض الذى يحيط بشخص يثير من المخاوف أضعاف ما يمكن أن يثير من الاعجاب، ولا نعرف عنه إلا جزءاً ضئيلاً من دوره فى محاولة إلقاء مصر فى هاوية لا يعلم مداها إلا الله. لا نعلم عن الرجل الثانى فى الجماعة إلا أنه كان القوة الحقيقية، والوقحة، فى جماعة لا تستحى من قتل من لا تحكمهم، وتحويل القتلة فيها إلى سادة وحكام. يظل خيرت الشاطر لغزاً لا يمكن إنكار دوره فى «هندسة» جماعة الإخوان، وبيعها وترويجها للعالم الخارجى ببراعة رجل أعمال لا تحكمه إلا المصلحة، رغم أنه لا توجد أى مصلحة للناس فى وصوله للحكم.

لعب «الشاطر» دوراً محورياً فى تلك المرحلة الفارقة من تاريخ الجماعة، مرحلة تقاطع فيها دوره مع عالم المخابرات والمال والأعمال والسلاح والإرهاب وسياسات الدول الكبرى. وعلى الرغم من خطورة دوره، لا تتناسب المعلومات المتاحة عن «الشاطر» أبداً مع حجم خطورته. حتى فى المصادر الغربية التى عرف عن أصحابها دقة التحرى وتقصى الحقائق، لا يبدو وكأن أحدهم قادر، أو حتى راغب، فى كشف أسرار «الشاطر». كان «الشاطر» يتحرك بشكل فعال فى لقاءاته مع قادة الرأى فى العالم الغربى، إلا أن قليلاً منهم يكشف بالصدفة عن جزء ضئيل مما دار بينه وبين نائب المرشد السابق. هل هو خوف من «الشاطر» أم إدراك لخطورة دوره السرى؟

هذا الكتاب الفرنسى يمثل فرصة نادرة لاختلاس نظرة إلى عقل وأساليب خيرت الشاطر التى كان يتعامل بها مع العالم الغربى، ذلك الوجه الآخر الذى كان يحاول إظهاره للعالم ليطمئنه على «مصالحه» بعد وصول الإخوان لحكم مصر. وإن كان مؤلف الكتاب، الخبير فى «حوارات» الجماعة، قد نجح فى كشف أكاذيب «الشاطر» بالمنطق أحياناً وبالدليل أحياناً أخرى. قائلاً إنه شعر من اللحظة الأولى من المقابلة أن ذلك الرجل الذى يتظاهر بالتقوى والصلاح، ويحرص على أداء صلاة الظهر فى وقتها أمام المراسلين الأجانب، هو فى حقيقة الأمر «غول»!

يحمل الكتاب الفرنسى الذى صدر مؤخراً فى الأسواق الأوروبية عنوان: «الإخوان المسلمون: تحقيق حول الأيديولوجية الشمولية الأخيرة». فبالنسبة لمؤلف الكتاب الفرنسى «مايكل بارازان»، لا يوجد فارق كبير بين الإخوان، وبين أى نظام حاكم شمولى لا يسمح بالمعارضة ولا بالحرية ولا بالتقاط الأنفاس. كان الكتاب محاولة جادة وحقيقية لتعقب الجذور الفكرية للجماعة وتأثيراتها على تحركات تنظيمها الدولى حول العالم حالياً. ومن قلب مكاتب قيادات تنظيمها الدولى ومكتب إرشادها نجح «بارازان» فيما كان يسعى إليه، وقدم لقارئه رؤية تمتد من جذور الجماعة لفروعها، فى توقيت وصلت فيه إلى ذروة قوتها، وبدت فيه أنها على شفا تحقيق كل ما كانت تحلم به منذ تأسيسها منذ عقود.

تكشف قراءة كتاب «بارازان» عن وجود تناقضات وصراعات واختلافات كثيرة فى قلب جسد الجماعة المستشرى كالسرطان فى ٨٠ دولة حول العالم. وإن كان أكثر ما قد يهمنا فيه، هو ذلك الجزء الذى جاء فيه إلى القاهرة فى ٢٠١٢، قبل فترة وجيزة من تسلم محمد مرسى حكم مصر. وبين جولات عديدة فى مكاتب قيادات مكتب الإرشاد، أدرك «بارازان» ببساطة أن العقل المدبر الحقيقى للإخوان هو نائب المرشد، خيرت الشاطر، فأفرد صفحات عديدة من كتابه للحديث عنه، ونقل آراءه حول العديد من القضايا التى كان العالم مهتماً بمعرفة موقف الإخوان بشأنها. إلا أنه لم يكتفِ بدور الناقل المحايد (أو الأبله) لكل ما يريد «الشاطر» توصيله للعالم من خلال مراسليه. تدخل «بارازان» بالتعليق، والدليل، والحل والعقد فى كل ما كان يقوله «الشاطر» فى نفس الوقت الذى حرص فيه على إتاحة المجال كاملاً أمامه لكى يعبر عن وجهة نظره. ومن كلام «الشاطر» نفسه، وبلسانه، التف حبل الأكاذيب حول صاحبه، وكشف عن تخبطه أحياناً، وعن خطورته أحياناً أخرى، وعن كذبه وجهله أحياناً ثالثة، وهى كلها أمور تستحق أن نعرفها عن ذلك «الغول» الذى كان يحكم مصر لعام من الكواليس، كما يصفه «بارازان».

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى