الأخبار

اليوم الثاني من “عاصفة الحزم”

131

 

واصلت طائرات قوات التحالف العربى، بقيادة المملكة العربية السعودية، اليوم، غاراتها ضمن عملية «عاصفة الحزم» على مواقع جماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح.

وأغارت الطائرات، لليوم الثانى، على مواقع عديدة فى العاصمة اليمنية «صنعاء» بصورة أشد من اليوم الأول، واستيقظ أهالى صنعاء على أصوات الانفجارات والمضادات الأرضية التى تعالت أصواتها فجر اليوم، حيث واصلت الطائرات القصف لمدة تزيد على الساعة تقريباً.

«خادم الحرمين» يشكر «السيسى» فى اتصال على الدعم الذى تقدمه مصر سياسياً وعسكرياً

وتركز القصف على معسكرى ألوية الصواريخ والاستقبال غرب «صنعاء» ومعسكر القوات الخاصة «الحرس الجمهورى» فى «الصباحة» غرب صنعاء ومركز الدار فى جبل النبى شعيب، ومعسكر الفرقة الأولى مدرع، حيث يتمركز «الحوثيون» وقيادة المنطقة السادسة العسكرية فى وسط صنعاء، وامتدت الغارات الجوية، التى وقعت اليوم، إلى منطقة «كتاف» بمحافظة «صعدة» وشملت «اللواء 131» الذى يتمركز هناك.

وكانت الطائرات أغارت على مواقع عدة فى العاصمة صنعاء، مساء أمس ، وهدأت الأمور بعد نحو ساعة إلى أن عادت الغارات فجر اليوم لتتوسع وتشمل لضرب «الحوثيين» فى المحافظات الجنوبية فى لحج وقاعدة «العند» و«الضالع» و«تعز».

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، اليوم، إن انفجارات قوية هزت، فجر اليوم، صنعاء فى الوقت الذى شن فيه التحالف الإقليمى الذى تقوده السعودية، غارات جوية على «الحوثيين» الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية.

وقال شهود عيان للوكالة الفرنسية إن الانفجارات أعقبها دوى نيران المضادات الأرضية التى أطلقت رداً على ما قالوا إنه غارة جوية نفذها التحالف العربى الإقليمى، على قاعدة الاستقبال العسكرية عند المدخل الغربى للعاصمة. وأضاف شهود العيان أن الغارات استهدفت أيضاً قاعدة عسكرية شمال «صنعاء» تستخدمها وحدات الجيش اليمنى التى تأتمر بأوامر أحمد على صالح، نجل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، الذى أصبح حليفاً لـ«الحوثيين» الشيعة ويعتمد على قوات من الجيش بقيت وفية له.

وفى جنوب البلاد الذى يحاول «الحوثيون» وحلفاؤهم الزحف إليه لتوسيع نطاق سيطرتهم، استهدفت غارتان جويتان قاعدة «العند» العسكرية التى استولى عليها «الحوثيون»، الأربعاء الماضى، كما استهدفت غارة جوية أخرى قاعدة تابعة لقوات خاصة موالية لـ«الحوثيين» فى «قتابة» شمال عدن، كما شوهدت طائرات حربية فى سماء مدينة «أبين» الواقعة شرق «عدن»، حيث قاعدة «المجد» العسكرية التى يعتقد أن موالين لـ«الحوثيين» يسيطرون عليها.

الحوثيون يستهدفون وسائل الإعلام اليمنية.. و«موسكو»: ندرس مشروع القرار الخليجى فى مجلس الأمن

وفى «عدن»، معقل الرئيس اليمنى عبدربه منصور، تواصلت المعارك مساء أمس ، بين «الحوثيين» وميليشيات مناهضة لهم، بعدما تمكنت الأخيرة خلال النهار من استعادة السيطرة على مطار المدينة.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء «رويترز» إن طائرات حربية قصفت قاعدة جوية فى محافظة «مأرب» اليمنية المنتجة للنفط شمال شرقى العاصمة صنعاء، ما أسفر عن تدمير محطة رادار على بعد 5 كيلومترات فقط من حقل «صافر» النفطى، وعلى الرغم من أن «مأرب» لا تخضع لسيطرة الحوثيين الذين تستهدفهم الغارات التى يشنها التحالف، فإن المحافظة تضم قوات موالية للرئيس على عبدالله صالح الذى تتهمه الأطراف اليمنية بالتحالف مع «الحوثيين».

وأعلنت اللجان الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس «هادى» حظر التجول فى «عدن»، ابتداء من الساعة 7 مساء اليوم، ولمدة 12 ساعة، ودعت أهالى «عدن» إلى البقاء فى منازلهم والالتزام بالحظر، مؤكدة أن ذلك لن يستمر طويلاً.

وفى سياق متصل، قال مسئولون فى وزارة الصحة فى صنعاء إن 39 مدنياً قُتلوا على الأقل فى اليمن منذ بدء الغارات الجوية، التى ينفذها التحالف العربى الإقليمى بقيادة السعودية على «الحوثيين» المدعومين من إيران. وأكد مسئول عسكرى، لوكالة «فرانس برس»، اليوم، أن مقاتلات التحالف الذى تقوده السعودية ضربت خلال الليل معسكراً يحتوى على «مستودع للسلاح» فى الضاحية الجنوبية لصنعاء. وأشار إلى وقوع عشرات الضحايا فى المعسكر الذى تعد قيادته أيضاً موالية للرئيس على عبدالله صالح.

وقالت قناة «المسيرة»، التابعة لجماعة «الحوثيين»، اليوم، إن الطائرات السعودية قصفت سوقاً شعبية فى «صعدة» فى شمال اليمن، ما أسفر عن مقتل 20 يمنياً وإصابة 40 آخرين، وزعمت القناة أن معظم الضحايا قتلى من النساء والأطفال، وقالت إن «الحوثيين» أسقطوا طائرة فى منطقة «الصباحة» غرب صنعاء دون الإشارة إلى أى تفاصيل، وأوضحت مصادر عسكرية للقناة أن الطائرة بدون طيار.

من ناحية أخرى، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدنى السعودى عن البدء تدريجياً بتسيير الرحلات الداخلية والدولية المتجهة من وإلى مطارات المملكة الواقعة فى المنطقة الجنوبية بالتنسيق مع الجهات الأمنية، بعد أن تم إيقافها مؤقتا أمس .

وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس ، اتصالاً هاتفياً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية. وأعرب العاهل السعودى خلال الاتصال عن خالص الشكر وعميق التقدير للدعم الذى تقدمه مصر لعملية «عاصفة الحزم» سياسياً وعسكرياً، حيث قررت مصر المشاركة بقوات بحرية وجوية للمساهمة فى إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن الشقيق. وأوضح أن تلك المواقف المصرية الشجاعة والوقفات المشرفة ليست غريبة على مصر، قيادة وشعباً.

من ناحية أخرى، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، إن جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) انتفضت للرد على هجمات «عاصفة الحزم» تنفيذاً لتعليمات قائدها عبدالملك الحوثى، فأغلقت عدة مواقع إخبارية إلكترونية وهاجمت قناتى «سهيل» و«السعيدة» الفضائيتين اليمنيتين فى صنعاء بهدف إخماد الأصوات التى تنتقدهم بعد يوم واحد من التهديدات التى أطلقتها وزارة الإعلام اليمنية لوسائل الإعلام التى تحرض ضد مؤسسات الدولة.

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، أمس، ضرورة استئناف العملية التفاوضية فى اليمن من أجل تسوية الأزمة، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن «لافروف» قوله «إن السبيل الوحيدة لحل الأزمة اليمنية هى المفاوضات»، وشدد على أن اللعب على التناقضات بين الشيعة والسنة أمر بالغ الخطورة. وذكر الوزير الروسى أن موسكو ستصر على استئناف المفاوضات اليمنية التى تم إعدادها بتوسط المبعوث الدولى الخاص، معرباً عن أمله أن تحذو سائر الدول المعنية بالأزمة فى اليمن حذو روسيا.

وفى سياق متصل، أعلن المتحدث باسم البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة، إليكسى زايتسيف، أن بلاده تدرس حالياً مشروع قرار دول الخليج للتعامل مع الوضع فى اليمن. وقال «زايتسيف» لوكالة أنباء «نوفوستى»، اليوم، إن دول الخليج قدمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولى، وقد اطلعنا على هذه الوثيقة.

وكانت دول الخليج العربية قد أبلغت، اليومالأول، رسمياً، مجلس الأمن الدولى عن بدء العمليات العسكرية فى اليمن، ووجهت رسالة موقعة من قبل الممثلين الدائمين لمملكة البحرين، والكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى رئيس مجلس الأمن الدولى، الممثل الدائم لفرنسا فرانسوا ديلاتر. ويذكر أنه فى وقت سابق ترددت أنباء عن أن دول مجلس التعاون الخليجى تنوى عرض مشروع قرار على مجلس الأمن الدولى بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لدعم الرئيس اليمنى عبدربه هادى منصور وإدانة «الحوثيين».

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى