الأخبار

إسرائيل تعزز تواجدها العسكري في باب المندب

 

 

23

يحلم الكيان الإسرائيلى منذ أن تم زرعه في المنطقة بالسيطرة على كل شبر في المنطقة، وكان للبحر الأحمر جزء كبير من هذا الحلم، خاصة مضيق باب المندب، نظرًا لأنه يتحكم في التجارة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأن السيطرة عليه تحمى المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط.

ولكن إسرائيل لها أبعاد أخرى أيضًا من السيطرة على مضيق باب المندب، كون أن إغلاقه أو المساس به يعرقل عبور السفن من قناة السويس، وهذا يأتى ضمن مخطط صهيونى لضرب الاقتصاد المصرى.

الأساطير اليهودية
ويوجد في الأساطير والأدبيات اليهودية حكايات عن أن البحر الأحمر كان بحرا يهوديا في الماضي، ذلك لأن دولة اليهود في الماضي السحيق امتدت إلى اليمن عندما تزوج سيدنا “سليمان” من ملكة سبأ “بلقيس”.

وكثفت القوات البحرية الإسرائيلية من قطعها الهجومية وزوارقها الحربية حول مضيق باب المندب المؤدي إلى قناة السويس المصرية بغرض مراقبة السفن التي تشك في أنها تحمل أسلحة من الممكن أن تهدد تل أبيب.

وكشفت وكالة استخبارات أمريكية أن لإسرائيل وجودا عسكريا في الدول المجاورة للمضيق من بينها إريتريا المجاورة للسودان، وصفته بأنه ذو مغزى.

وبحسب التقرير الاستخباراتى فإن إسرائيل تعمل داخل إريتريا، ولها وحدات بحرية صغيرة في أرخبيل دهلك وميناء مصوع، ومركز للتنصت في جبال أمبا سويرا.

ويهدف الوجود الإسرائيلي في أريتريا بوجه خاص إلى جمع معلومات استخبارية لرصد نشاطات تحركات الدول التي تعتبرها معادية لها في البحر الأحمر.

أهمية المضيق
ويمثل مضيق باب المندب أهمية كبرى بالنسبة للدول العربية، وإغلاق يمنع الناقلات والسفن من الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب سوميد وتحويل مسارها للإبحار حول الطرف الجنوبى لأفريقيا وهى رحلة تستمر 40 يوما على الأقل.

السيطرة على القرن الإفريقي
وعززت تل أبيب من التواجد الإسرائيلي بالقرن الأفريقي بصفة دائمة خلال السنوات الماضية وخلقت علاقات متينة مع إثيوبيا وإريتريا بهدف السيطرة على البحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية الإسرائيلية مع إثيوبيا وغيرها من دول حوض النيل تهدف إلى تطبيق نظرية شد الأطراف على مصر والدول العربية بما يعمل على تطويقها وحصرها في محيطها الإقليمي‏.

محطات لرصد السفن
وقامت إسرائيل ببناء مهابط للطائرات ومحطات لرصد ومتابعة السفن في جزيرتي (فاطمة) و(حالب) بالقرب من مضيق باب المندب، بالإضافة إلى شق مجري مائي في جزيرة دهلك لاستخدامه من جانب القوات الإسرائيلية عند الضرورة وبناء قاعدة عسكرية ومطار في تلك الجزر التي تسيطر عليها منذ عام 1990.

بالإضافة لجزيرة رأس سنتينان التي استأجرتها من إثيوبيا منذ عام 1973، وقامت بتجهيز مرفأ لاستقبال السفن الحربية الإسرائيلية، وآخر في جزيرة موسى جنوب عصب، وإلي الجنوب منه رادار على قمة جبل سوركين، وذلك لمراقبة السفن التي تمر عبر باب المندب عند مدخل البحر الأحمر.

ووقعت إسرائيل اتفاقا إستراتيجيا مع إثيوبيا في عام1996 م يمنحها تسهيلات عسكرية واستخباراتيه في الأراضي الإثيوبية.

صفقة إسرائيلية إريترية
ووقعت إسرائيل وإرتيريا على اتفاقية تحصل بموجبها إرتيريا على أسلحة بقيمة مليار دولار من طائرات ودبابات إسرائيلية مقابل حصول إسرائيل على قاعدة بحرية عسكرية في أرتيريا على منفذ باب المندب بحيث تسيطر عليه عسكريا.

ومنذ إعلان استقلال أرتيريا عن إثيوبيا في عام (1993) تمتع (أسياس أفوركي) رئيس إرتيريا بعلاقات متينة مع تل أبيب، خصوصًا بعد أن أقنعه قادة إسرائيل أنهم أنقذوا حياته حين حملوه من إرتيريا إلى مستشفى في تل أبيب لمعالجته ويقيم في إسرائيل (35) ألفًا من الإرتيريين تستقبلهم كلاجئين للعمل.

تفتيت الدول العربية
والقاعدة الإسرائيلية في إرتيريا تهدد مصر والسعودية والسودان والأردن في البحر الأحمر ومن باب المندب، فإسرائيل شنت غارات جوية على السودان منذ عام (2009) وفي عام (2012) وعام (2014) بحجة دعمه «للإرهاب» ولم تتحرك أي دولة من دول البحر الأحمر لإيقاف هذا العدوان، وتتطلع إسرائيل الآن إلى فرض تحالف جديد للهيمنة على باب المندب وعلى ممرات البحر الأحمر حتى إيلات، ويواجه العرب تحديات وأخطار توسع المشروع الصهيوني في تفتيت الدول العربية من دون استثناء.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى