الأخبار

العمليات الانتحارية صناعة “الوهم والخيال”

75

أصدر مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية تقريره الـ15 بعنوان “العمليات الانتحارية: صناعة الوهم والخيال” في أعقاب بث تنظيم منشقي القاعدة “داعش”، فيديو لشاب مصري يدعى أبو مصعب المهاجر، يعلن فيه مسؤوليته عن عملية انتحارية استهدفت من وصفهم بـ”المرتدين” في مدينة بنغازي.

تناول التقرير العمليات الانتحارية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة تحت مسميات متعددة، مفندًا الفتاوى والأسانيد التي يسوقها المتطرفون لتبرير تلك الأعمال الإجرامية، والدوافع والأسباب وراء القيام بتلك العمليات، وخصوصًا ما يتعلق منها بالدوافع الدينية والنفسية والاجتماعية، وأهم الفئات المستهدفة من تلك الجماعات لكي تكون النواة للقيام بتلك العمليات في المستقبل.

وأكد التقرير، أن الإسلام أسس دولته وجعل قاعدتها الأولى أمن واستقرار المجتمع؛ فالأمان في الدولة هو مناط الإنتاج والتقدم، فإنه من دون الأمن لن تبقى المجتمعات، كما حارب الإسلام جميع أشكال التخريب وترويع الآمنين والإفساد في الأرض.

وحذر التقرير من موجة من العمليات الانتحارية “تستهدف المنطقة العربية والإسلامية في إطار تنفيذ مخططات وأهداف تلك التنظيمات والجماعات التكفيرية، حيث دأبت تلك الجماعات على بيع الوهم والخيال إلى الشباب المتهور ليقدم على تنفيذ عمليات تفجيرية ضد المدنيين مسلمين وغير مسلمين.

وأضاف أن الجماعات التكفيرية تعمل بشكل مكثف على نشر فتاوى مضللة تبرر قتل النفس، وتتفاخر بالعمليات الانتحارية وتصنفها باعتبارها شهادة مشروعة في سبيل الله، وعملاً فدائيًّا يُعلي شأن منفّذه ويرفعه إلى مصاف الخالدين؛ سعيًا منها لجذب متطوعين جدد يحققون الأهداف المرجوة.

وأوضح التقرير، أن عددًا من المداخل التي ينطلق منها الفكر التكفيري لجذب الانتحاريين، منها التركيز على الباعث الديني وتصوير العمليات الانتحارية كأرقى درجات الشهادة، والعمل على ترويج الفتاوى التي تؤكد هذا المعنى، بالإضافة إلى عمليات “غسيل المخ” للعناصر الموالية لها، وشحنها بعقائد تحض على كره الآخر وقتاله.

وفي إطار العمل على محاربة تلك الآفة وهذا المرض الخبيث، سعى التقرير إلى البحث في الأسباب النفسية المؤدية إلى القيام بتلك العمليات، والتي تركزت غالبيتها في الشعور بالإحباط واليأس من إمكانية تحقيق الطموحات الشخصية والحياتية، وخصوصًا لدى فئات الشباب، والرغبة في الانضمام والانتماء لمجموعة تعبر عن الذات والهوية الدينية.

وفيما يتعلق بدور المرأة في العمليات الانتحارية، أوضح التقرير أن المرأة تمثل عاملًا حيويًّا لدى تلك الجماعات، وأشارت الدراسات إلى أن نحو 10% من إجمالي العمليات الانتحارية تنفذها نساء، كما تستخدم المرأة أيضًا كخلايا منظمة يناط بها مهام عدة مثل الوقوف عند نقاط التفتيش ورصد ومراقبة المواقع المستهدفة، بالإضافة إلى القتال والعمليات التفجيرية.

وأشار التقرير إلى أن النسبة الأعظم من ضحايا التفجيرات والعمليات الانتحارية من المسلمين القاطنين في الدول الإسلامية، بينما شكل الأجانب الغربيون نسبة هامشية في جملة الضحايا الذين سقطوا إثر تلك العمليات الانتحارية التي نفذتها عناصر التنظيمات التكفيرية في أنحاء متفرقة من العالم.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى