الأخبار

هل تعتذر الكنيسة للإخوان والسلفيين؟

طوال السنوات السابقة كنا نوجه الاتهامات لجماعة الإخوان وللسلفيين ومن والاهم بأنهم صناع الفتنة الطائفية، وأنهم وراء كل حادث طائفى وكل اعتداء على كنيسة.

لكن كلام الأنبا بيمن أسقف نقادة وقنا خلال لقائه بالأقباط المصريين فى أمريكا منذ أيام أعطى صك البراءة للتيارات المتطرفة والإرهابية، حيث وجه اللوم للمسيحيين وقال إن 60% من حوادث الفتنة سببها الأقباط، سواء لأنها تنتج عن علاقة طرف مسيحى بآخر مسلم أو لأن فى بعض الحالات يبنون الكنائس دون ترخيص.

وقال إنه فوجئ هو شخصيًا بالأمن يبلغه ذات مرة بأن أحد المسيحيين يبنى كنيسة داخل محيط أبرشيته دون أن يخطره أو يستأذنه وهو ما عطل ترخيص بناء كنيسة أخرى كان يسعى لاستخراج أوراق بنائها.

كلام الأنبا بيمن التقطه الإخوان والسلفيون وأعادوا نشره على نطاق واسع وبطريقة “شهد شاهد من أهلها”، كما سيتم استغلاله مستقبلا عند أى حادث طائفى جديد لأنه صادر من إحدى قيادات الكنيسة، فهو أسقف منذ 25 عاما إذ تم ترسيمه عام 1991، مما يعنى أن لديه خبرة كبيرة، وهو يتولى مسؤولية منطقة مهمة فى صعيد مصر، أى أنه على دراية بما يحدث من اعتداءات على المسيحيين فى محافظات الجنوب، كما أنه مكلف بملف العلاقات بين الكنيسة المصرية والكنيسة الإثيوبية مما يؤكد أنه يحظى بثقة البابا والمجمع المقدس.

ولهذا لن يجد المتطرفون فرصة أفضل من هذه لإعلان براءاتهم من الجرائم المرتكبة فى حق المسيحيين وأن يتحولوا من جانٍ إلى ضحية ومن مجرم إلى مجنى عليه، وربما يطالبوا بحقهم، وأن تعتذر إليهم الكنيسة عن جرائم الأقباط فى حقهم طالما كانوا وراء أغلبية الأحداث الطائفية.

أعلم أن الأنبا بيمن لم يقصد ما سبق وأن كلامه جاء فى إطار تهدئة الأقباط فى أمريكا إزاء حوادث العنف المتكررة ضد أخواتهم فى مصر وخصوصًا فى الصعيد، وأنه كان يريد أن يبعد عن كاهل الدولة الاتهام بتقاعسها عن حماية المسيحيين وتهاونها فى تطبيق القانون على المعتدين عليهم، ولكن خانه التوفيق وجانبه الصواب.

هذا الأمر يفتح العديد من الملفات داخل الكنيسة، مثل طريقة اختيار الأساقفة وهل هم مؤهلون لهذه المهمة الثقيلة؟ وأيضا على أى أساس يتم اختيار مبعوثى البابا؟ وهل لهم دراية بمهمتهم وكيفية الحديث عنها؟ وهل لديهم القدرة على إقناع المبعوثين إليهم بأفكار ورسالة البابا؟ والأهم تحديد الخيط الدقيق بين الدور الوطنى للكنيسة والعمل السياسى.

فهل تستجيب الكنيسة وتعقد مؤتمرا يشارك فيه العلمانيون بجانب رجال الدين لمناقشة هذه القضايا المهمة حتى لا يتكرر الخطأ غير المقصود ونعطى المتطرفين وأعداء الدولة المدنية السلاح الذى يحاربوننا به؟

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى