الأخبار

ربة منزل تتهم دورية شرطة بمدينة نصر بإطلاق الرصاص على شقيقها

44

 

 

 

اتهمت ميرفت حمادة موسى، ربة منزل، ضباط دورية شرطة بإصابة شقيقها محمد، 36 عاماً، بطلق نارى فى رأسه عشية يوم 20 مارس بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، بعد اشتباههم به أثناء مروره فى المنطقة، وقالت ميرفت إن أخاها كان يجوب المنطقة بالقرب من منزلها حين حاولت دورية شرطة إيقافه، ولأنه يعانى من هلاوس سمعية، شعر بالخوف فلم يستمع لضباط الشرطة الذين عاجلوه بإطلاق النيران، لتستقر رصاصتان فى جسده، إحداهما أصابته فى رأسه والأخرى جاءته فى فخذه، وبعد إصابته تلقت ميرفت مكالمة هاتفية من ضابط شرطة يُدعى شريف عز العرب أخبرها أنه ألقى القبض على شقيقها أثناء محاولته حرق سيارتها، وأنهم اضطروا للتعامل معه، وطلب منها الحضور لتسلمه من قسم الشرطة.

وتضيف ميرفت أنها لم تستوعب الموقف، خاصة أنها تعلم أن شقيقها كان قد ذهب ليشترى ربطة عنق، حتى يحضر بها فرح أحد أصدقائه، ولم تستطع أن تفهم ما قاله الضابط من أن أخاها حاول حرق سيارتها، لكنها رجّحت القبض عليه بسبب سوء تفاهم. وعلى الفور كما تقول ميرفت توجهت للمصحة التى كان شقيقها يتلقى فيها العلاج من اضطرابات نفسية ألمت به، وحصلت منها على تقرير طبى كامل يوضح حالته الصحية وتاريخ دخوله المصحة وأسبابه، ثم توجهت إلى قسم أول مدينة نصر لتعرض على الضباط تقرير المصحة الطبى خوفاً من أن يكون شقيقها يواجه اتهامات غير حقيقية.

وتواصل ميرفت: «عندما رأيت أخى فى غرفة رئيس المباحث، كان مغطى تماماً بالدم، ورأسه ملفوف بشاش كله دم، وأوضحوا أن أخى مصاب بجرح سطحى فى الرأس حوالى 5 غرز فقط، حاولت التحدث مع محمد ولكنى وجدته فى حالة تامة من الهذيان، خاصة أنه قد مر عليه من وقت الحادثة حوالى 12 ساعة، بحثت فى مقتنياته فلم أجد الفيزا كارد الخاصة به، ووجدت الكرافتة التى ذهب فعلاً لشرائها، والورقة الخاصة بالركن، وبها تاريخ خروجه من مول سيتى ستارز، ووجدت محفظته ورخصة قيادته».

حاولت ميرفت أن تستفسر عن الحالة التى يبدو عليها شقيقها فأخبرها الضباط أن دورية شرطة حاولت إيقافه للاشتباه به، وطالبته بالتوقف مرة بعد الأخرى ولكنه لم يتوقف، فأطلقوا عليه النيران، وبعدها اصطدم بجدار مبنى تابع للقوات المسلحة بعد مدرسة المنهل فى مدينة نصر، وعند تفتيش سيارته لم يجدوا معه شيئاً: «تصورت أن كل الخسائر لم تتخط ما حدث لسيارته، وبالتالى تم إعداد محضر دون ذكر حدوث أى مطاردة أو إطلاق نار، ووقّعت عليه لأنى كنت أرغب فى تسلم أخى».

تكمل ميرفت: «أنا لا أدين رئيس مباحث قسم مدينة نصر، بالعكس هو حاول مساعدتى بإنسانية طوال الوقت، وضباط الدورية هم الذين أخفوا عنه الحقيقة، كما أنه أرسل معى أمينى شرطة ليساعدانى فى نقل أخى للمصحة التى يعالج بها، وعندما ذهبت إلى المصحة أخبرنى الطبيب المعالج أنه من الضرورى إجراء أشعة لرأس محمد، لأنه من الممكن وجود نزيف فى رأسه أو ارتجاج فى الجمجمة، ويجب دخوله لمستشفى به طوارئ وعناية مركزة، وقتها شعرت بخوف حقيقى، لأنى كنت أتصور أن الموقف بسيط».

تسكت ميرفت لدقائق قليلة وتكمل كلامها: «ذهبت إلى المركز الطبى التخصصى ولكنهم رفضوا استقبال أخى، وأخبرونى أن الأشعة المقطعية لديهم لا تعمل يوم الجمعة، فأجريت اتصالاً برئيس مباحث قسم مدينة نصر الذى ساعدنى بإنسانية شديدة فى إدخال شقيقى لمستشفى الشرطة، خاصة أننى كنت فقدت السيطرة على أعصابى، ولم يعد بإمكانى التحرك به أكثر من ذلك، وبعد إجراء الأشعة فى مستشفى الشرطة، اكتشفنا مصيبة، وهى استقرار رصاصة فى الجزء الأيسر من المخ ورصاصة أخرى فى الفخذ فى الجانب الأيسر من جسده، وفى عدة دقائق انقلبت إدارة المستشفى رأساً على عقب، ووجدت نائب مدير المستشفى يأتى إلىّ مهرولاً ليخبرنى بأن طبيباً فى مستشفى هليوبوليس قام بخياطة الجرح الموجود فى رأس أخى على الرغم من وجود رصاصة بداخله، وكتب تقريراً طبياً مفاده أن علاج أخى أقل من 21 يوماً».

«ميرفت»: «محمد» كان نازل يشترى «كرافتة» لقيته فى القسم غرقان فى دمه.. وظابط قاللى «كان بيحاول يحرق عربيتك فتعاملنا معاه»

بعد إجراء الأشعة التى كشفت عن وجود طلقة رصاص فى رأس محمد تقول ميرفت إن مستشفى الشرطة طلب منها تسلم أخيها والخروج به من المستشفى فوراً، بحجة عدم وجود أى سرير متاح فى العناية المركزة، بالرغم من أن زوجها كان يعالج فى نفس المستشفى فى نفس التوقيت وأخبرها بأن هناك أماكن كثيرة متاحة فى العناية.

ومن مستشفى الشرطة الذى أُجبرت ميرفت على مغادرته توجهت بشقيقها إلى مستشفى عين شمس التخصصى، ثم مستشفى كليوباترا، فمستشفى القاهرة، جميعهم رفضوا تسلم محمد بعد اطلاعهم على الأشعة المقطعية، ومعرفتهم أن فى جسده رصاصتين، وأخيراً قرر المسعفون إنزاله من سيارة الإسعاف، وهو فى حالة تامة من الإعياء فى الشارع ليخلوا مسئوليتهم أيضاً: «حاولت التفاوض معهم ولكنهم رفضوا تماماً».

تكمل ميرفت كلامها بمرارة: «وقفت أبكى فى الشارع وأخى ملقى بجوارى، وضعته فى سيارتى، كنت أشعر أن أخى يمكن أن يموت فى أى لحظة، خاصة لو تحركت الطلقة النارية فى رأسه، أقرب مستشفى لنا كان القاهرة التخصصى، بقيت هناك أبكى داخل المستشفى وأتوسل إليهم أن يقوموا حتى بالإسعافات الأولية لمحمد أخى أو أن يعطوه محاليل، لتعويض ما نزفه من الدماء، وبعد كل ما أجريته من اتصالات ومحاولات نزل لى نائب مدير مستشفى القاهرة التخصصى، وقال لى: هتكلم معاكى بكل صراحة أنا عندى مكان فى العناية المركزة بس مش هقدر آخده».

تضيف ميرفت: «بصعوبة شديدة وجدت فرصة لنقله إلى مستشفى الجلاء العسكرى، وعندما تواصلت مع المستشفى سألتهم: هل لديكم مكان فى العناية قالوا أيوه بس لازم تدفعى 20 ألف جنيه مقدم، وافقت طبعاً، وتحايلت على الموقف وأخفيت عنهم أن أخى عنده رصاصة مستقرة فى الرأس خوفاً من أن يتنصلوا من تسلمه وأخفيت الأشعة، وبعدما أعدوا هم أشعة جديدة فى مستشفى الجلاء العسكرى، وقبل أن يقوموا بأى إجراءات دفعت الـ20 ألف جنيه مقدماً».

المستشفيات رفضت تسلمه بعد علمهم بإصابته فى رأسه.. ورئيس مباحث ساعده فى دخول مستشفى الشرطة

وتواصل ميرفت: «تم تحرير محضر جديد بعد معرفة النيابة بالواقعة، واستدعونى للشهادة والإدلاء بكل أقوالى، وفى نفس الوقت دخل أخى غرفة العمليات وتم استخراج الطلق النارى من فخذه وأصبحت الطلقة حرزاً عند النيابة، طلقة 9 مم، أما الطلقة الأخرى فى الرأس فبقيت كما هى، وظل أخى فى العناية 3 أيام، وبعدها تم نقله لغرفة عادية، ثم أخرجته إدارة المستشفى دون إخبارى أو إخبار أى أحد من أقاربه، ونقلته الشرطة إلى النيابة ليخلى المستشفى مسئوليته، وفوجئت بأخى يتحرك فى النيابة فى حالة إعياء».

ولأن الرصاصة كانت لا تزال مستقرة فى رأس شقيقها فقد توجهت به مرة أخرى إلى المصحة النفسية التى كان يعالج بها فى المعادى، بعد أن رفضت المستشفيات تسلمه، وفى المصحة دخل محمد قسم الحالات الخاصة بعد أن طلبت ميرفت من العاملين هناك أن يحركوه بحذر حتى تجد مكاناً تعالجه فيه، ثم واصلت هى طريقها من أجل الكشف عن ملابسات إصابة شقيقها بطلقة ميرى فى رأسه: «أنا واثقة فى العدالة، الطب الشرعى أجرى أشعة على رأس أخى، وحدد مكان الطلقة النارية، وحصلت النيابة على الطلقة الأخرى المستخرجة من فخذ أخى كحرز، بالإضافة لعلامات الطلقات النارية فى سيارة محمد، وسيتم تحديد المسافة التى تم من خلالها إطلاق النيران عليه، وهل كان هناك سبب لإطلاق النار عليه أم لا».

وتختتم ميرفت حديثها بقولها: «نفسى حق أخويا يرجع زى ما حق الكلب ماكس رجع فى أسبوع، حرام. أخويا اتظلم قوى، ودلوقتى ما بقاش قادر يتكلم، والمستشفيات اللى رمتنا فى الشارع، ربنا ينتقم منهم كلهم». من ناحية أخرى أكد مصدر بوزارة الداخلية أن السيدة ميرفت سبق أن تقدمت بشكوى ضد أحد الضباط إلى قطاع التفتيش والرقابة الذى أحال الواقعة بكاملها للنيابة ولا يزال التحقيق جارياً.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى