الأخبار

قتلتها عشان علبة سجاير

 

 

119

 

طوال رحلتها الطويلة التى قطعتها من بلدها طاجكستان حتى وصلت إلى القاهرة، بصحبة باقى أفراد أسرتها الذين حضروا للدراسة فى مدينة البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، كانت صوفيا تداعب خالها الذى كان يجاورها فى المقعد على الطائرة، بينما لم تتخيل أن يكون مصيرها الموت على يد نفس الخال بعد 12 يوماً فقط من وصولها إلى القاهرة، وعاد جثمانها فى صندوق إلى بلدها مرة أخرى، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة على يد خالها الذى بدأ فى تعذيبها حتى الموت داخل عقار فى منطقة الظاهر بالقاهرة.

الضحية «صوفيا. ش» 14 سنة، تعرضت للضرب المبرح من خالها عندما رفضت تنفيذ طلبه بشراء بعض احتياجاته الشخصية، وعندما تعالت صرخاتها للاستغاثة بالجيران لتخليصها من أيدى خالها، تمكن الأخير من حبس أنفاسها حتى فارقت الحياة فى الحال فى غياب والدتها التى ذهبت إلى مدينة البحوث الإسلامية لحضور المحاضرات.

فشل المتهم «م. أ» 33 سنة، فى التخلص من الجثة عندما تأكد من وفاتها، فاتصل بوالدتها وأخبرها بالواقعة، فحضرت بعد دقائق قليلة من تلقيها الاتصال، وكانت تتحرك بسرعة كبيرة على غير العادة، ولاحظها حارس العقار الذى كان الخيط الرئيسى أمام المقدم إيهاب الصعيدى رئيس مباحث الظاهر للكشف عن ملابسات الجريمة، بعد محاولة الأم التستر على الجريمة والادعاء أمام المباحث أنها أصيبت خارج الشقة، وعندما دخلت فارقت الحياة قبل أن تكشف عن إصابتها.

انتهت الأم وشقيقها من تجهيز الجثمان للدفن، حيث اشترت الكفن الأبيض والصندوق الخشبى، واستدعت مفتش الصحة فى الظاهر لتوقيع الكشف الطبى على ابنتها، تمهيداً لنقل الجثمان إلى بلدها، لكن مفتش الصحة اكتشف وجود آثار تعذيب واحمرار حول رقبتها وفى مناطق متفرقة من جسدها، فأخطر قسم شرطة الظاهر بالواقعة، انتقل رئيس المباحث على رأس قوة من مباحث الظاهر، بإشراف اللواء خالد يحيى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وتبين أن جميع أفراد الأسرة من دولة طاجكستان، فتم إخطار السفارة والاستعانة بمترجم، وادعت الأم فى محضر الشرطة أن ابنتها أصيبت خارج المنزل وفارقت الحياة عقب دخولها الشقة، هذه الرواية لم تكن كافية لإقناع رئيس المباحث الذى كثف تحرياته حول الواقعة، وبسؤال حارس العقار أقر أنه شاهد والدة المجنى عليها تتحرك بسرعة كبيرة تتجاوز الحركة العادية لأى سيدة، وعندما صعدت إلى الشقة عرف بعد ذلك أن ابنتها توفيت عن طريق استدعائها لمفتش الصحة لاستخراج شهادة وفاة.

الأسرة حاولت التستر على الجريمة.. والمباحث والطب الشرعى كشفا الجانى بعد 48 ساعة

انتقل مدير نيابة الظاهر، بإشراف المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة، إلى مكان الحادث وتمت مناظرة الجثة وتبين وجود آثار تعذيب وخنق حول رقبة المجنى عليها، فقررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة، واستمعت لرواية الأم وشقيقها، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.

تقرير الطب الشرعى كذّب رواية الأم وشقيقها، حيث أكد أن المجنى عليها تعرضت لضرب تعجيزى قبل أن يتم حبس أنفاسها حتى الموت، هذه المعلومات أكدت لرئيس المباحث ومعاونيه أن المجنى عليها تعرضت للضرب داخل الشقة، فتم القبض على خالها وبإعادة مناقشته ومواجهته بتقرير الطب الشرعى وأدلة الاتهام انهار واعترف بتفاصيل جريمته النكراء، وأقر أنه اعتدى على ابنة شقيقته بالضرب المبرح بالأيدى حتى سقطت على الأرض، وعندما بدأت فى الصراخ والاستعانة بالجيران تمكن من حبس أنفاسها لمدة ثوان قليلة حتى فارقت الحياة.

برر المتهم جريمته برفض المجنى عليها تنفيذ طلباته وأوامره، وأنه فوجئ بعدم وجود شقيقته فى المنزل عندما استيقظ من النوم، وعندما سأل ابنتها أخبرته أنها توجهت إلى مدينة البحوث لحضور المحاضرات، وبعد مرور قرابة نصف ساعة طلب من ابنة شقيقته شراء «علبة سجائر» فرفضت، وانهالت عليه بالسباب والشتائم عندما أصر على تنفيذ طلباته، عندها قرر الانتقام منها وانهال عليها بالضرب المبرح وتمكن من كتم أنفاسها بيديه حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، اتصل المتهم بشقيقته وأخبرها بالواقعة واتفقا على التستر على الجريمة والادعاء بأنها أصيبت خارج المنزل لكنها فارقت الحياة أثناء محاولتهما إسعافها قبل نقلها إلى المستشفى.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى