الأخبار

تفاصيل كتاب “عدلي منصور رئيسا لمصر” :

54

 

قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بتسليم المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق ورئيس المحكمة الدستورية العليا، النسخة الأولى من الكتاب الذي أصدرته مكتبة الأسكندرية توثيقاً لفترة رئاسته لمصر.

وقال الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الاسكندرية ورئيس فريق العمل الذي أعد الكتاب أن الكتاب صدر ضمن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، وضم فريق العمل 13 باحثا منهم محمود عزت وايمان الخطيب ومحمد غنيمة وايمن منصور ومحمد حجازي ، أما تصميم الكتاب لهبة حجازي ، والخط العربي الذي زين الغلاف والكتاب للفنان محمد جمعة فنان الخط العربي بمكتبة الاسكندرية.أما مقدمة الكتاب كانت للدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية.

وأضاف عزب أن الكتاب يقع في 600 صفحة، ويضم صور نادرة لعدلي منصور منذ طفولته حتى مرحلة الرئاسة ، ثم توثيق دقيق لمرحلة الرئاسة بالكامل، مشيرا إلأى أنه يضم مجموعة صور تنشر لأول مرة. كما أن الكتاب تم بالتعاون مع مكتب المتحدث الرسمي برئاسة الجمهورية. وينقسم لمرحلتين هما مرحلة ما قبل الرئاسة في حياة عدلي منصور ، ثم مرحلة الرئاسة.

وقال الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية في مقدمة الكتاب ” كان من حُسن حظ مصر أن يقدِّر لها الله عزَّ وجل النجاة من الانهيار والتغلب على الأخطار في مرحلة فاصلة؛ حيث جاء المستشار عدلي منصور؛ رئيس المحكمة الدستورية العليا كرئيسٍ مؤقت للجمهورية وِفقًا لخارطة الطريق التي أقرها الشعب لحين انتخاب رئيسٍ جديد.

وتابع ” فكان للرئيس عدلي منصور أن يعيد أواصر المواطنين التي تهتكت، وأن يحافظ على وحدة الوطن، ويعيد لمؤسسة الرئاسة هيبتها واحترامها… ولقد نجح في فترة وجيزة في إنجاز ذلك بكل إخلاص وتجرُّد ونزاهة، ولم يتردد في التضحية بنفسه من أجل الحفاظ على كيان الدولة ووحدة الشعب. ولقد لبَّى النداء فلم يخذل أحدًا من الذين وضعوا آمالهم فيه، بل إنه اكتسب ثقة غيرهم كانوا قد فقدوا الثقة في الجميع”.

وأضاف في مقدمة الكتاب ” كان أغلب المصريين قد يئِسوا من وجود رئيس على رأس الدولة زاهد في الحكم، طاهر اليدين يسعى إلى مصالح الناس وصالح البلد لا مصالحه أو مصالح من حوله، ينتصر لإرادة الشعب، ويرعى الضعفاء والفقراء قبل الأقوياء والأغنياء، يعيد نعمة الأمن على الناس التي ضاعت وانتُهكت؛ فلم يكن أحد يأمَن على شيء أو على نفسه، فتمكن الرئيس الجديد في فترة وجيزة أن يعيد قيمًا كادت تضيع ومبادئ سامية طُرحت جانبًا؛ وهي قِيم ومبادئ احترام الإنسان والالتزام بالقانون والعمل والبناء والاستقرار، ويعيد لمصر مكانتها، ويحرص على التعاون بينها وبين غيرها من الأمم”.

وأشار اسماعيل سراج الدين إلى انه لم يكن يصلح لهذه المهمة الصعبة في مرحلة انتقالية عصيبة إلا حاكم عادل، قاضٍ وقف في ساحات القضاء فأدرك معنى الظلم وبشاعته، رئيس زاهد في الحكم والشهرة… فجاء المستشار عدلي منصور فدائيًّا في معركة إنقاذ مصر منتصرًا لإرادة الشعب.

وتابع : لقد طالت المدة وزادت الأعباء، ولكنه جابه التحديات، وتحمل المسئولية على أكمل وجه ولم يتهاون لحظة؛ حيث ظل يغرس ويبني ويشرِّع حرصًا على العطاء ومصلحة البلاد. إلى أن سلَّم الراية لرئيس انتخبه الشعب هو الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات عمل المستشار عدلي منصور أن تكون نزيهة وشفافة ثم وقَّع على وثيقة تسليم السلطة لخلفه، في سابقة ديمقراطية حضارية تعطي دروسًا وتبعث برسائل إلى من بالداخل والخارج.

هكذا يقول التاريخ كلمته، ويسجِّل بمدادٍ من ذهبٍ الرئيس عدلي منصور ضمن من أسهموا بكرامة وشجاعة في طيِّ صفحة مظلمة في حياة بلدنا وفتح آفاق جديدة لمستقبل مصر.

تحمَّل المسئولية فأحسن تحملها، وقف في مقدمة الصفوف في معركة محتدمة فما توانى وما وهن، وكان رمزًا لمن ينكر ذاته ويعلي مصالح أمته ووطنه.

لقد حرصت مكتبة الإسكندرية على أن تورد في هذا المجلد سجلاًّ وثائقيًّا مصورًا لأبرز الأحداث واللقاءات التي عقدها المستشار عدلي منصور خلال فترة رئاسته للدولة… كما حرصنا على إيراد النص الكامل لخطابه الأخير؛ خطاب الوداع؛ الذي يعتبر وثيقة تاريخية شاملة لكل معاني الوطنية؛ والذي تضمن التحية للشهداء ولشعب مصر الذي نجح في أولى خطوات البناء بانتخاب رئيس جمهورية جديد.

كما تحدث المستشار عدلي منصور في هذا الخطاب عن أولوية التنوير والارتقاء بالذوق العام وتجديد الخطاب الديني والاهتمام بالفنون والآداب والإبداع. كما تحدث عن الاهتمام بالمرأة المصرية وضرورة تمكينها، وأثنى على دور الأقباط مؤكدًا أنهم نسيج أصيل في المجتمع المصري، كما أكَّد على العدالة الاجتماعية واحترام القضاء وعلى حقوق الإنسان والحريات في سبيل نهضة مصر.

بذلك كله استحق عدلي منصور الثناء من الجميع وتقدير خلفه واحترام الغالبية العظمى من المصريين وضمن أن يذكره التاريخ بكل خير بعد أن استطاع أن يسير بالبلاد إلى بر الأمان.

لكن ما جعلنا نولي مشروع توثيق رئاسة الرئيس عدلي منصور لمصر، هو رئاسته بحكم القانون رقم سنة 2001 لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، فبالرغم من مشاغله والضغوط القاسية عليه، فإنه أولَى المكتبة اهتمامه فسعى إلى متابعة مشاريعها ورأس اجتماع مجلس أمنائها السنوي.

من أجل ذلك تشرُف مكتبة الإسكندرية بإصدار هذا المجلد؛ لينضم إلى الموقع الإلكتروني المخصص للرئيس المؤقت عدلي منصور ضمن سلسلة رؤساء مصر، وكذا الأرشيف الرقمي له؛ حيث تعتبر مكتبة الإسكندرية أن ذلك واجب عليها في إطار مهمتها لتوثيق تاريخ مصر الحديث وصنَّاعه. وقد تم ذلك بالتعاون الوثيق مع رئاسة الجمهورية ومكتب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في عهد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

ويسعدنا أن يخرج هذا العمل إلى النور لينقل لجميع الذين عاصروا هذه الحقبة من تاريخنا وللأجيال القادمة دور المستشار عدلي منصور مواطنًا ورئيسًا، بحبه للوطن ونزاهته وشجاعته والذي يمثل مثالاً يحتذى به.

 

 

 

 

 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى