الأخبار

قطر عقدت صفقات اقتصادية لضمان الحصول على “كأس العالم”

 

 

39

 

قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، فى تقرير أمس، إن الضغوط تعود من جديد لتلاحق الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، على خلفية تورط القطرى محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوى السابق لكرة القدم، فى حصول قطر على حق تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022. وقالت الصحيفة البريطانية إنه مع اقتراب نشر كتاب «اللعبة القبيحة»، الذى يوثق تفاصيل الرشاوى والعمولات والفساد التى انتهجتها قطر للحصول على حق تنظيم البطولة، فإن النشطاء والمهتمين بالشأن الكروى يزيدون من ضغوطهم على «فيفا» لإعادة التحقيق فى القضية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن كريس إيتون، رئيس فرع الأمن بـ«فيفا» خلال تقديم عطاءات استضافة كأس العالم 2022، دعا إلى إجراء تحقيق كامل فى تورط «بن همام»، خاصة بعد الاتهامات الجديدة بتورطه فى عقد صفقة مع المصوتين لمنح أصواتهم لصالح قطر. وأضاف «إيتون»: «على الاتحاد الدولى لكرة القدم أن ينظر بجدية فى تلك الاتهامات، التى يتناولها الكتاب الجديد، حيث إنه فى حال وجود أدلة جديدة داخل الكتاب، وبغض النظر عن أى تداعيات محتملة، لا بد للاتحاد الكروى أن يحقق فى تلك الاتهامات والأدلة، وهذا هو الأمر المناسب الذى يجب فعله. الاتحاد الدولى لكرة القدم يجب أن يمحو أى بقعة تلطخ سمعته، خاصة بعد أن تلطخت بالفعل بسبب عدم الشفافية».

تقرير «الجارديان» عن تورط «بن همام» فى الصفقة

وقالت «جارديان» إن الكتاب البريطانى الجديد «اللعبة القبيحة»، يحمل أدلة جديدة على أن قطر عقدت صفقات مع مقدمى عروض إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2018، فى مقابل التصويت لصالحها للحصول على كأس العالم 2022. وأشار «إيتون» إلى أنه سبق أن طُلب منه التحقيق فى تلك القضية، ولكنه فشل فى العثور على أى أدلة، إلا أن رئيس «فيفا»، سيب بلاتر، اعترف فيما بعد بوجود تبادل أصوات بين قطر وإسبانيا والبرتغال، وقلل من أهميته على الرغم من فوز قطر بتنظيم كأس العالم، إضافة إلى أن مايكل جارسيا قال إنه أعلن استقالته بسبب التغاضى عما توصل إليه فى التحقيق الذى أجراه. ولفتت «جارديان» إلى أن تقرير «جارسيا» لم ينشر حتى الآن على الرغم من وعود بنشره فى «صيغة مناسبة».

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن «كتاب اللعبة القبيحة يكشف أيضاً عن أن القطرى غانم بن سعد آل سعد، مدير الذراع الاقتصادية لـ(الدوحة) شركة ديار القطرية، دفع مبالغ ضخمة للممثلين البرازيليين والأرجنتينيين فى الاتحاد، إضافة إلى دفع 10 ملايين دولار لشركة (جلوبال إليفن)، التى كانت تمتلك حق تنظيم الجولة العالمية فى البرازيل قبل خوض منافسات الحصول على تنظيم البطولة». وبحسب الكتاب، فإن «بن همام» دفع أموالاً ضخمة هو الآخر لبعض المسئولين الكرويين، بهدف ضمان الحصول على الأصوات لصالح قطر.

وأشارت «جارديان» إلى أن الكتاب البريطانى يؤكد أن «بن همام» استخدم 5 ملايين دولار للترويج لبلاده فى أوساط مسئولى «فيفا» فى أفريقيا وأماكن أخرى، إضافة إلى أنه قام بتسهيل دفعات كبيرة لبعض المسئولين. وأضاف الكتاب: «كانت هناك سلسلة من الاستراتيجيات القطرية لضمان الحصول على تنظيم البطولة، كانت أولاها المشاركة فى الاقتراع الرسمى، وبعدها إنفاق مئات الملايين من الدولارات على السفراء والعلاقات العامة والسفريات، بهدف حصد تأييد المسئولين لصالح قطر، إضافة إلى عقد صفقات تجارية مع دول مختلفة لضمان الحصول على أصواتها، مثل صفقة الغاز مع تايلاند وصفقة تحالف الغاز مع روسيا».

من جانبها، قالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، إن كتاب «اللعبة القبيحة» يكشف خمسة أمور أساسية تعد اتهامات للمسئولين فى «فيفا» وقطر، أولها أن رئيس «فيفا»، سيب بلاتر، عقد صفقة سرية مع «بن همام» فى 2011 لضمان حصول قطر على تنظيم البطولة مقابل امتناع الأخير عن الترشح لسباق رئاسة «فيفا»، وثانيها أن محققى «فيفا» رفضوا فحص أدلة تثبت إجراء صفقة للتأثير على الأصوات. وبحسب الصحيفة، فإن الاتهام الثالث هو عقد صفقة سرية بين البرازيل والأرجنتين وقطر، فى حين أن الاتهام الرابع هو وجود صفقات تجارية ضخمة بمئات الملايين من الدولارات مع تايلاند وروسيا لضمان الحصول على الصفقة، فى حين أن الاتهام الخامس هو عقد صفقة تبادل أصوات بين قطر وإسبانيا.

وفى الوقت ذاته، أعلن مشجعو كرة القدم فى بريطانيا، نيتهم اتخاذ الخطوة الأولى ضد قطر، من خلال التظاهر ضد انتهاكات حقوق العمال التى تجرى بحق العاملين فى إنشاءات كأس العالم 2022 فى «الدوحة». وقالت شبكة «حقوق العمال» الدولية، إن «مشجعى نادى تشيلسى الإنجليزى قرروا حشد التأييد والقوى بهدف إطلاق حملة من خلال اتحاد النقابات العمالية، للمطالبة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان فى قطر، وبالفعل نظمت تلك الحملة مظاهرات فى ستامفورد بريدج ولندن ومناطق أخرى من بريطانيا قبل يومين». ولفتت «حقوق العمال» إلى أن هناك 1200 حالة وفاة مؤكدة فى أوساط العاملين فى إنشاءات قطر لكأس العالم، وهم من الهند والنيبال وبنجلاديش، وتوفوا فى الفترة ما بين 2012 و2014.

من جانبهم، طالب عدد من نواب البرلمان الأوروبى بدعوة «فيفا» إلى إعادة التصويت فى حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم. ولفت بيان صادر عن عدد من نواب البرلمان الأوروبى، إلى أن الجمعية العامة للبرلمان ناقشت أمس دعوة «فيفا» إلى إعادة التصويت على منح قطر حق تنظيم البطولة، قبل أسابيع قليلة من انتخاب رئيس جديد للاتحاد الدولى لكرة القدم. ولفت النواب إلى أن دعوتهم لإعادة التصويت تأتى فى إطار الكشف عن «دفعات غير قانونية» قدمتها قطر لضمان الحصول على كأس العالم. وبحسب المسئولين الأوروبيين، فإن رشوة قطر للمسئولين فى اتحاد الكرة لضمان الحصول على تنظيم كأس العالم، يعد دليلاً كافياً على وقف تلك العملية وإعادة التصويت من جديد. وقال المسئولون الأوروبيون: «كميات ضخمة من الأموال تم دفعها إلى 30 مسئولاً بارزاً من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم من خلال محمد بن همام، لضمان الحصول على أصواتهم، وهو ما ضمن لـ(الدوحة) الحصول على أصوات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم».

وطالب اتحاد النقابات العمالية فى بريطانيا، المرشحين على مقعد رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، بالتعهد بالالتزام بحقوق الإنسان والحريات الشفافية فيما يتعلق بمستقبل «فيفا»، خاصة حقوق العمال ومنع الفساد والتحقيق فى الانتهاكات المتعلقة بحصول قطر على تنظيم كأس العالم 2022 وروسيا على تنظيم كأس العالم 2018. ودعا الاتحاد المرشحين الأربعة لرئاسة «فيفا» إلى التعهد بالالتزام بالتحقيق فى انتهاكات حقوق العمال ومنع الاستيلاء على حقوقهم فى إطار إنشاءات كأس العالم 2022، خاصة بعد أن تقدمت قطر بوعود عدة على مدار الأشهر الماضية دون أن تنفذ أياً منها لضمان سلامة وأمن العمال ومنع الوفيات فى أوساطهم. وأضاف الاتحاد: «قطر مسئولة بشكل كامل عن انتهاكات خطيرة ضد حقوق العمال المهاجرين الذين يعملون هناك، خاصة أن الانتهاكات تتعلق بظروف العمل وعدم حصولهم على أجورهم وتعرضهم لظروف عمل قاسية ومحبطة وصادمة حتى بالنسبة لأدنى معايير الإقامة، إضافة إلى تعرضهم لنظام الكفيل الذى يدفعهم إلى السقوط ضحية للكفيل القطرى الذى يستغلهم وينتهك حقوقهم».

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى