الأخبار

الشيخ عصام اتقتل

226

 

رغم هروبه لأكثر من 16 عاماً من لعنة الثأر، فإن الشيخ «عصام» لقى حتفه فى النهاية على يد أبناء عائلة بقرية مجاورة لمسقط رأسه فى سوهاج، المتهمون بالقتل لم ينسوا أن قتل الشيخ سيؤلم أسرة قاتل شقيقهم، المفاجأة التى أكدتها التحريات هى الاشتباه فى أن المتهمين استعانوا بأمين شرطة تربطهم علاقة به، زور محضراً بنقطة شرطة بأرض اللواء بالجيزة، يثبت وجودهم بالنقطة وقت الجريمة، إلا أن أسرة الشيخ عصام أبلغت النيابة التى أثبتت تورطهم فى إراقة دمه وتورط الأمين فى التزوير.

فى عام 1999 ترك الشيخ «عصام الدين صياد محمد على»، 48 سنة، موظف، سكنه بقرية فى دار السلام بسوهاج، واصطحب معه عائلته، وأقاموا جميعاً فى بندر سوهاج، للابتعاد عن الخلافات ومشاكل قائمة بسبب الخلاف على ملكيه الأراضى الزراعية، وعاش وأسرته وأفراد عائلته فى هدوء وسكينة.

وفى 12 ديسمبر من عام 2013 وقعت مشاجرة مع عائلة من قرية أبوشوشة فى مركز جرجا وقرية الشيخ عصام وسقط قتيل من قرية أبوشوشة، وعلى الرغم من ذلك لم يذهب الشيخ عصام إلى قريته، وظل بعيداً عن تلك الخلافات حتى سمع من أحد أقاربه بأن عائلة المجنى عليه تركوا جرجا وانتقلوا للإقامة فى أرض اللواء بالجيزة، وقررت أخذ الثأر منه لما له من كلمة مسموعة بالإضافة إلى أن قتله سوف يترك ألماً كبيراً فى نفوس أهالى قرية دار السلام.

الشيخ لم يشغل باله كثيراً بالأمر، إلا أنه فى 17 مارس من الشهر الماضى وفى تمام الساعة التاسعة صباحاً وأثناء توجهه إلى عمله أمطره شخص بالرصاص من سلاح آلى وفر هارباً فى سيارة ملاكى يستقلها ثلاثة آخرون، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة سوهاج، واتهمت أسرته الأشقاء الأربعة بأخذ الثأر من الشيخ عصام، بالإضافة إلى شهادة الشهود وسيارة المتهمين المعروفة لدى أهالى سوهاج، وكانت المفاجأة أن نقطة شرطة أرض اللواء أقرت بأن المتهمين الأربعة كانوا وقتها داخل النقطة لتحرير محضر ضرب ضد أحد السكان فى ذات العقار المقيمين فيه، وتم عرضهم على مستشفى إمبابة العام لعمل التقارير الطبية اللازمة.

عائلة الشيخ عصام لم تقتنع بكلام أمين الشرطة، لأنها لا تكذب أعينها والشهود، وحضروا إلى الجيزة وتقدموا ببلاغ للمستشار أحمد دبوس، رئيس نيابة العجوزة، وتم فتح تحقيق فى القضية، وتبين العديد من المفاجآت التى تؤكد قيام أمين الشرطة المقيم فى عقار المتهمين بالتلاعب فى المحضر وإثبات حضورهم داخل النقطة بصور البطاقات وقت ارتكاب جريمتهم فى سوهاج.

وقال شوكت محمد محمود، 43 سنة، موظف، وابن خال المجنى عليه: «إحنا من عائلة تقدس العلم، والعنف لا نعرفه، لذلك قررنا الابتعاد عن قريتنا قبل 16 عاماً حتى نبتعد عن الخلافات والثأر الذى طاردنا رغم أننا لم نكن طرفاً فى تلك المشكلة التى أسفرت عن مقتل شقيق المتهمين بقتل الشيخ عصام قبل عام ونصف العام، الشيخ عصام ابن خالى ومتزوج من سيده فاضلة وحاصلة على ليسانس حقوق وتعمل فى لجنة فض المنازعات بالمحافظة ولديه أحمد فى الصف الثالث الثانوى العام، وزياد فى المرحلة الإعدادية، وحافظ كتاب الله، وقبل موته بعدة أشهر قليلة سمعنا أن أشقاء الشخص الذى قتله أهالى قرية دار السلام قرروا الانتقام من الشيخ عصام لما له من مكانة كبيرة وسط أهالى القرية الذين يفتخرون به ويذهبون إليه فى سوهاج لتخليص مصالحهم وشكاواهم»

حتى فوجئنا بالقتل فى التاسعة صباح يوم الثلاثاء الموافق 17 مارس الشهر الماضى، وبالفعل الجميع شاهدوا الأشقاء الأربعة وهم يقتلون الشيخ عصام، وهم ياسر على محمود محمد، 43 سنة، عاطل، ويحيى على محمود محمد، 32 سنة، عاطل، وشهرته محيى، وسنجاب محمد محمود على، 48 سنة، سائق، والسيد محمد محمود على، 41 سنة، عاطل، وشهرته نور. وتم تحرير محضر بالواقعة ودفن الجثمان، وأخطرت مديرية أمن سوهاج مديرية أمن الجيزة بالواقعة وبأسماء المتهمين، ولكن كانت المفاجأة أن مباحث الجيزة أخطرت سوهاج بأن اثنين من المتهمين موجودان فى نقطة شرطة أرض اللواء ومتهمان فى محضر ضرب مع أحد سكان العقار الخاص بهم.

حضرنا إلى الجيزة ووجدنا أن النقطة أخلت سبيلهما واختفيا من محل سكنهما فى منطقة أرض اللواء، وتقدمنا ببلاغ فى نيابة العجوزة بمضمون ما حدث، وكانت المفاجآت تتوالى تباعاً، وجدنا أن أمين الشرطة محرر المحضر مع اثنين من المتهمين داخل النقطة هو نفسه ساكن فى العقار ملك المتهمين، كما أثبتت التحريات أن المتهمين الأربعة اتفقوا مع أمين الشرطة بأنهم سوف يأخذون بالثأر من قاتل شقيقهم فى سوهاج ويريدون إثبات وجودهم فى الجيزة للإفلات من العقوبة.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى