الأخبار

4 حيوانات مذكورة في القرآن

125

توجد عجائب لقدرة الله في أرضه تجعل الإنسان يعجز عن تفسيرها، وخصوصًا عندما تكون تلك العجائب متمثلة في كائنات ليس ليها عقل يتدبر ويفكر مثل عقل الإنسان، بل وقد كرَّم الله تلك الكائنات بذكرها في كتابه العزيز.

كائنات غيَّرت حياة أمم بأكملها، منها من جعلت مملكة تؤمن بالله، ومنها من غيَّرت مسار جيش، ومنها من رفض هدم الكعبة مخلوقات تطيع أمر الله ولا تعصيه بل أيضًا تضيف دروسًا في حياة البشر.

– “الهدهد” كان سببًا في هداية أمة

لقد شاهد الهدهد إبان طيرانه قومًا يعبدون الشمس، شاهد هذا المنكر العظيم، ولم يقف موقفًا سلبيًا، وإنما ذهب وتحرك وتقصى، وألقى بالنبأ إلى سيدنا سليمان عليه السلام، باذلًا بذلك كل وسعه في تغيير المنكر، وضاربًا بذلك أروع المثل في الإيجابية العملية.

وأنزل الله تعالى في هذا الهدهد قرآنًا قال تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم”، هكذا كان الهدهد في هداية قوم بلقيس.

“غراب” علم البشر دفن الموتى:

وقعت أول جريمة قتل نفس بشرية كانت بين ابني آدم قابيل وهابيل حينما قتل قابيل أخاه هابيل والسبب هو إبليس وحقده وكرهه لآدم وذريته، فبعث الله عز وجل غرابًا ليعلِّم بني آدم دفن موتاهم ولم يبعث طائرًا آخر.

قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ *لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ *إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ*فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ”.

– “نملة” غيَّرت مسار جيش

خرج سليمان بجيشه وملكه الذي وهبه الله له وعن يمينه فرسان الأنس وعن يساره فرسان الجن وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الإنس ومردة الجن، وانتشرت الطيور جماعات في السماء تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم يرَ الناس مثله وتحرَّك الجيش إلى الجنوب وظل أيامًا يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة: “نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”، فسمع سليمان عليه السلام قولها وفهم حديثها فتبسّم ضاحكًا من قولها وقال: “وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” ، وهنا أحسَّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها، ذلك أمر لا يؤتى لأحد غير سليمان عليه السلام، وبمشيئة الله وقدرته عز وجل فقام سيدنا سليمان بتغيير اتجاه سير جيشه العظيم حتى لا يعتدي على وادي النمل.

وذكر ذلك الله تعالى في كتابه الكريم فقال: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ “، النمل.

– “فيل” رفض هدم الكعبة

قام والي اليمن أبرهة ببناء كنيسة عظيمة وكبيرة، وأراد من ذلك أن يغيِّر وجهة حج العرب فيجعلهم يحجون إلى هذه الكنيسة بدلًا من أن يؤدوا مناسك الحج في بيت الله الحرام، وكتب أبرهة إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبنِ أحد مثلها لملك من قبل، وأنا لست بمنتهِ حتى أصرف إليها حج العرب.

ورفض العرب ذلك، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم المتوارثة فهم أبناء إسماعيل وإبراهيم، فكيف يتركون البيت الذي بناه آباؤهم ويحجّون لكنيسة قام ببنائها شخص نصراني.

فعزم أبرهة حينها على هدم الكعبة، وجهَّز من أجل ذلك جيشًا جرارًا، ووضع في مقدمته فيلًا مشهورًا عندهم، فعزمت العرب حينها على أن تقاتل أبرهة.

وأمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة لكن الفيل لم يتحرك وبرك مكانه فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه، فوجَّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول، ثم وجَّهوه ناحية الشام، فتوجّه، ثم قاموا بتوجيهه جهة الشرق، فتحرّك فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك.

وأنزل الله تعالى في قرآنه سورة لهذا الفيل سميت باسم “الفيل” لما قام به هذا الذي لا يملك عقلًا كالإنسان ولكن تصرف تصرفًا أفضل من البشر حتى تعلموا واتعظوا منه قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى