الأخبار

قطر وضعت الفن المصري على …

94

قال الناقد السينمائى ومؤرخ السينما المصرية ، سمير فريد ، إن حضارة دولة قطر هى التي وضعت الفن المصرى والعربى على خريطة العالم ، مشيرا إلى ان قطر ليست قناة الجزيرة فقط.

وأضاف فريد خلال مقالة نشرها اليوم في صحيفة ” المصرى اليوم ” ان العلاقات الثقافية بين الشعوب، وهى فوق الخلافات السياسية بين الحكومات، بل ويجب أن تزداد قوة فى حال وجود خلافات سياسية.

وهذا نص المقال :

عندما توليت رئاسة الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى العام الماضى لم أتردد فى الاهتمام بوجود مشاركات من إيران وتركيا وقطر رغم الخلافات السياسية بين الحكومة المصرية وحكومات هذه الدول، ولم يتردد أعضاء مجلس إدارة المهرجان فى الموافقة على ذلك.

واستند موقفى إلى عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى عند حضوره اجتماعات الأمم المتحدة فى تعليقه على تصريحات أردوغان التى وصلت إلى حد الوقاحة، فعندما سأله أحدهم هل ستقطع مصر العلاقات مع تركيا رد «لن تقطع أبداً»، كما استند إلى رسالة تحريرية من وزير الخارجية سامح شكرى، والذى دخل التاريخ بوصفه من أعظم من تولوا هذه المنصب، وجاء فيها أنه يوافق على دعوة أفلام إيرانية وعلى الاحتفال بمئوية السينما التركية

كان لابد من مراعاة موقف الدولة لأن المهرجان تنظمه الدولة عن طريق وزارة الثقافة، ولكن الأصل فى هذا الموقف أن العلاقات الثقافية بين الشعوب، وهى فوق الخلافات السياسية بين الحكومات، بل ويجب أن تزداد قوة فى حال وجود خلافات سياسية، تماماً كما أن أصوات أنصار السلام يجب أن ترتفع فى أوقات الحروب، وليس فى أوقات السلام، وتلك بدهية منطقية، ولكنها مع الأسف تغيب حتى عند بعض العقلاء.

تم توجيه الدعوة إلى فيلمين من إيران أحدهما عرض فى المسابقة، ورأت لجنة التحكيم منحه جائزة الهرم الذهبى لأحسن فيلم، ولم يحل دون الاحتفال بمئوية السينما التركية غير عدم وجود نسخ عرض حديثة للأفلام الكلاسيكية، وكانت المشاركة القطرية ببحث عن مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية فى حلقة بحث مهرجانات السينما الدولية فى العالم العربى.

قطر ليست قناة الجزيرة، وإنما هناك قطر التى تصنع الحضارة والتى يساهم فيها أكثر من 200 ألف مصرى يعملون بها، ويزيدون كل يوم، وقد قامت قطر الحضارة فى العقد الماضى بوضع الفن المصرى والعربى بصفة عامة على خريطة العالم لأول مرة، وأصبحت اللوحات والتماثيل المصرية والعربية تباع فى المزادات، خاصة مزاد كريستيز الأعرق والأشهر فى العالم.

وفى يوم 18 أبريل الماضي عقد كريستيز فى دبى، وحققت الأعمال المصرية ما يقرب من 3 ملايين دولار، وجاءت فى المقدمة، وكانت لوحة الفنانة المصرية تحية حليم «1919-2003» «فرحة النوبة» أغلى الأعمال وبلغ سعرها 749 ألف دولار أمريكى، وإذا لم تكن هذه قفزة حضارية فماذا تكون.

 

صدي البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى