الأخبار

بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. «لحظة وداع»

27

أدَّت النتيجة الكبيرة التي حققها حزب “المحافظين”، في الانتخابات العامة في بريطانيا، وتشكيل حكومة أغلبية، إلى زيادة الشكوك من جانب مسؤولي الاتحاد الأوروبي في نوايا الحزب الحاكم، وما إذا كان يسير بالبلاد نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي.

واستغل رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، خطاب إعادة انتخابه، أمس، لتأكيد تعهده بتنظيم استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بنهاية عام 2017.

ومثل معظم البريطانيين، توقع مسؤولو الاتحاد الأوروبي وصول البلاد إلى برلمان معلق دون وجود أغلبية، مع وضع معظم استطلاعات الرأي الحزبين الرئيسيين في مستوى متساو.

وذكرت صحيفة “ذي تايمز” البريطانية أنه في حين كان يخشى مسؤولو ودبلوماسيو الاتحاد الأوروبي من عواقب جمود برلماني يطول أمده، كان الكثير منهم يأمل في أن يؤدي ذلك إلى تراجع ما وعد به كاميرون من إجراء هذا الاستفتاء.

وأكدت ريبيكا هارمز، زعيمة أعضاء حزب الخضر الألماني في البرلمان الأوروبي، أنَّ رئيس الوزراء يحمل الآن “مسؤولية كبيرة” فيما يتعلق بعلاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي ومستقبل الاتحاد الأوروبي، محذرة من أنَّ بريطانيا كانت “تسير في طريقها للخروج من الاتحاد الأوروبي”، بسبب غياب القيادة السياسية، مع “وجود عواقب وخيمة وسلبية”.

وقالت: “يمكننا فقط أن نأمل بأن يستيقظ ديفيد كاميرون أخيرًا إلى هذا الخطر، وأن يقود حملة لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي”.

ونقلت صحيفة “ذي تايمز” عن ستيفان ماير، من التحالف الحاكم في ألمانيا، إنه يأمل في أن تقنع الأغلبية التي حققها كاميرون في الانتخابات بقية دول الاتحاد الأوروبي بالاتفاق لإبقاء بريطانيا في المنظمة، مشيرًا إلى أنه يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لمهاجري الاتحاد الأوروبي للمطالبة باعانات الرعاية الاجتماعية.

وفي تهنئته لرئيس وزراء بريطانيا على “انتصاره المدوي”، قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر: “أنا على استعداد للعمل معكم للتوصل إلى اتفاق عادل للمملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، ونتطلع إلى الاستماع الى أفكاركم و مقترحاتكم في هذا الصدد”.

واتصل رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، برئيس الوزراء البريطاني ليهنئه على الفوز بالانتخابات ويطلب منه المساعدة على إبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

وأكد دونالد توسك أنه يعوِّل على رئيس الوزراء، الذي أعيد انتخابه أمس، في المحافظة على بريطانيا، عضوةً في الاتحاد الأوروبي، معربًا عن استعداده لمساعدته على ذلك.

وذكر توسك، في بيانٍ له، أنَّ بريطانيا لعبت دورًا رئيسيًا في ضمان امتلاك أوروبا “لأجندة منطقية سليمة”، مشدِّدًا على ضرورة وجود اقتصاد قادر على المنافسة، وسوق واحد فعال وتجارة حرة، مضيفًا: “أنا على قناعة تامة أنه ليس هناك حياة أفضل خارج الاتحاد الأوروبي لأي دولة، اتحاد أوروبي أفضل ليس في مصلحة بريطانيا فقط، ولكن لكل دولة عضو”.

وخلال اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي في 25 يونيو المقبل، من المنتظر أن يقدم كاميرون مقترحاته لاصلاح الاتحاد الأوروبي وتغيير معاهدة الاتحاد الأوروبي، التي سيقول إنها لازمة لضمان الفوز في استفتاء عام 2017، حيث سيحاول استغلال أغلبية حكومته في مجلس العموم للضغط على الاتحاد الأوروبي لتغيير المعاهدة وسط عزوف الفرنسيين والألمان عن الاستفتاء البريطاني مع إقامة الانتخابات في نفس السنة في البلدين.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى