الأخبار

شبح يلتهم “الغلابة”

45

شهدت الأسواق موجة من ارتفاع الأسعار لتضرب جميع السلع الغذائية بأنواعها، وخاصة “الخضراوات والفاكهة، والأسمدة، والمبيدات الزراعية”؛ لتزيد من معاناة المواطنين وغضبهم خاصة في ظروف عدم السيطرة من جانب الدولة علي الأسواق، وحماية المستهلك من جشع التجار.

 

وأصبح الغلاء وزيادة الأسعار شبح يطارد المواطنون “الغلابة” ويلتهم مرتباتهم الضئيلة، فقد قام الشعب بالثورة للقضاء على سلبيات عديدة متمثلة فى ارتفاع الأسعار وانخفاض المرتبات، فنخشى الأن، أن تكون الثورة القادمة هى “ثورة الجياع”.

 

حيث أصدر الرئيس “عبد الفتاح السيسى” تعليمات مشددة بسرعة مكافحة الفساد والعمل على ضبط الأسعار، ودراسة هامش الربح الذى يتخطى أحياناً بشكل مبالغ فيه القيمة الحقيقية التى تم شراء او استيراد السلع بها، مؤكدا على أهمية منح الأولوية فى العمل لتلبية احتياجات المواطنين.

 

ولكن الدولة لم تكلف نفسها بتنفيذ هذه القرارات من متابعة عملية البيع والشراء إلى فرض الرقابة على الأسواق، وحدث العكس تماماً، فالأسعار تتزايد بصفة جنونية، مما يحمل المواطنين اعباء وضغوط طوال الوقت.

 

واشارالمواطنون ان السبب الرئيسى في موجة الغلاء هذه هو طمع التجار وقيامهم برفع الأسعار بدون مبرر ليحققوا أكبر قدر ممكن من المكسب، دون النظر إلي حالة المواطنين البسطاء‏ والرفق بهم، بالإضافة إلي غياب الرقابة عن الأسواق‏.‏

 

 

قائمة بالأسعار قبل وبعد الزيادة.

 

حيث قال سيد عبد التواب “جزار”، أن اللحمة كلها سعرها زاد، وأرجع سبب هذه الزيادة إلى التكلفة فى “العلف”، وأشار ان اللحم الكندوز الصغير الممتاز كان سعرالكيلو 70 جنيه الى ان اصبح الان 80 جنيه.

 

 

بينما قال عبد الفتاح، “فرارجى”، عن زيادة الأسعار :” أن الفراخ البيضة وصل سعر الكيلو لـ 21 جنيه، والفراخ البلدى 28 جنيه للكيلو، والارانب 30جنيه، والرومى  40جنيه، والبط 35 جنيه، والحمام 45 جنيه، والبانية 50 جنيه “.

 

وأوضح حامد، “بائع اسماك”، أن أسعار الأسماك زادت بعد “شم النسيم” حيث وصل البلطى 16 جنيه للكيلو، والبورى بـ 35 للكيلو بعدما كان بـ 28 جنيه للكيلو.

 

وقالت الحجة فتحية، “بائعة خضروات”، أن سعر الخيار والبصل وصل سعر الكيلو لـ 4 جنيه بعدما كان 2 جنيه للكيلو، وسعر البطاطس 2.50 جنيه بعد 1.50، واشارت إلى أن زيادة الأسعار ليست مقتصرة على أنواع خضروات معينة بل شملت الخضروات بجميع انواعها.

 

وعبر اسحاق، بائع خضروات، عن غضبه الشديد تجاه غلاء الأسعار قائلاً: “السوق مريح خالص ومفيش بيع ولا شراء”، مشيراً إلى أن الطماطم سعرها ارتفع بشكل ملحوظ وارجع هذه الزيادة الى ” فرق العروة” بين موسم الصيف وموسم الشتاء على حد قوله.

 

وقال اسحاق، أن سعر الطماطم 8 جنيهات للكيلو بعدما كان بـ 2 جنيه من حوالى 10 ايام، وأوضح ان سعر البمية 20 جنيه للكيلو، مشيراً إلى أنها منتج جديد “موسم”.

 

 

آراء المواطنين فى زيادة الأسعار

 

قالت نهاد السيد موظفة على المعاش، أن الأسعار غير مستقرة ويومياً فى ازدياد، مشيرة إلى أن الطماطم دائماً فى زيادة لأحتياج المواطنين لها فى جميع “الأكلات”.

 

وعبر محمود شلش عن استياءه من زيادة الأسعار قائلاً :”ان زيادة الاسعار هذه سببها جشع التجار الزائد”، مشيراً إلى أن الحكومة ليس لها يد فى هذه الزيادة وإنما يجب ان تتدخل وتوجد تسعيرة جبرية ليلتزم بها التجار.

 

بينما قالت عنايات سليمان موظفة بالضرئب :” أنه يوجد الأن طفرة فى زيادة الأسعار، وأنها تقلل الكميات عند شرائها للخضروات”، وطالبت التجار بالإعتدال فى الأسعار، ومن جانب أخر طالبت الحكومة أن تفرض الرقابة على الأسواق؛ لحماية المواطنين من جشع التجار.

 

 

 الجانب الإقتصادى

 

وفى ذلك السياق قال الدكتور صلاح جودة الخبير الإقتصادى، فى تصريح خاص لـ “الفجر”، أن ضبط الأسعار لن يتم إلا بوجود حد أقصى فى هامش الربح لجميع السلع والخدمات، مؤكداً على أنه بدون هذا القانون لم يتم ضبط الأسعار.

 

 

إعادة بناء أجهزة الدولة

 

ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ضبط الغلاء والأسعار وكل هذه القضايا الكبرى لا تتم من خلال توجيه أوامر فقط، وإنما من خلال جهاز إدارى كفء فعال، ومن خلال رقابة شعبية وسياسية وقضائية، وهذا غائب عن الساحة الآن.

 

وأضاف نافعة فى تصريح خاص لـ”الفجر”، أنه لا يوجد فى مصر أى سياسة، وبالتالى لن يستطيع “السيسي” مكافحة الغلاء إلا من خلال إعادة بناء أجهزة الدولة ومن خلال بناء الديمقراطية في الحياة السياسية.

 

 

 

 

 

 

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=ZOVi6iyR7pI&feature=g-all-xit”]

 

 

 

 

 

 

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى