الأخبار

إن لم يقتلك الإرهاب فالموت صعقاً بالكهرباء ينتظرك

98

 

 

 

فى الشيخ زويد، تمر الساعات مرعبة، إن غابت أصوات الرصاص والقذائف فكوارث الكهرباء متواصلة، الأسلاك الكهربائية فى نهر الشوارع عارية تماماً، الأطفال يلهون إلى جوارها وقد تقتلهم فى لحظة، الأهالى يشكون ولا مجيب، شركة الكهرباء ملاصقة لقسم شرطة الشيخ زويد، والذهاب إلى الشركة للشكوى مغامرة قد تزيد من صعوبتها قذائف الإرهاب الطائشة التى تستهدف القسم كل فترة وفى أوقات متفرقة.

مصطفى الشيخ، من أهالى المدينة، قال: تعرضت مكتبة حمادة الواقعة بوسط الشيخ زويد بجوار سوق الثلاثاء لسقوط الأسلاك الكهربائية، وأخبرنا المسئولين عن شركة الكهرباء أكثر من مرة، ولم يتحرك أحد، وأغلب أعمدة الإنارة بها ماس كهربائى، ونضطر لمراقبتها طوال النهار خشية أن يقوم الأطفال بلمسها أو العبث بجوارها.

وأضاف أحمد على، صاحب محل تجارى: «لا نستطيع أن نذهب إلى شركة الكهرباء؛ لأنها ملاصقة لقسم شرطة الشيخ زويد المستنفر تماماً بشكل يومى وطوال 24 ساعة، لخوفنا من وقوع اشتباكات أو اعتداء أو إطلاق رصاص عشوائى، كما حدث كثيراً فى السابق، ولذلك نعتمد فى شكوانا على الاتصال عبر التليفون الأرضى».

ويضيف مصطفى النصايرة: نتصل بالشركة مراراً، ولكن غالباً تكون جميع الخطوط مشغولة، وإن حدث وتم الرد، نسمع كلاماً معتاداً لا يزيد على «حاضر يا افندم، دقيقة واحدة»، ولا شىء جديد يحدث.

محمد العمرى من أهالى المدينة، قال: الأسلاك الأرضية الجديدة التى شرعت الحكومة فى توصيلها أكذوبة بدليل أن شيئاً لم يحدث، وأغلب الكابلات الأرضية ملقاة على جانب الطريق، غير مغطاة بالرمال أو مواسير برغم أن عمليات الحفر بدأت فى 2007، وإلى الآن لم يحدث شىء.

ويقول أحمد الحمايدة إن الأوضاع الأمنية جعلت الناس لا يستطيعون الحديث فى المشكلات، الأسلاك الكهربائية حينما تسقط على الأرض فأمامك حلّان، إما أن تنتظر أن تصلحها السماء، أو تتصل بالشركة و«انت وحظك»، لا توجد قرارات رادعة لأولئك الذين يتقاضون رواتب خيالية مقارنة بغيرهم، وهم دائماً خارج الخدمة، حالهم حال شبكات الهاتف فى المدينة. سعيد حمدان، من أصحاب المحال القريبة من سوق الثلاثاء، قال: هناك عطل فى المحول الموجود بالقرب من ساحة السوق، ونحن أصحاب ما يقرب من 10 محال تجارية وبعض المنازل، كلما نزلت الأمطار تنقطع الكهرباء عنا بالأيام، تقدمنا بشكاوى، ويتم إصلاح العطل بشكل مؤقت فى كل مرة، والعطل موجود منذ 5 سنوات، وفى آخر مرة قال لنا المهندس المختص إن الإصلاح مؤقت وليس جذرياً، لأن الصندوق قديم ومتهالك، وقال لنا نصاً: «قدموا شكوى فى العريش.. هنا محدش هيسأل فيكم، لأن أغلب الناس معتمدين على الواسطة والمعارف، ولا يوجد مسئول واحد مستعد يحل مشكلة واحدة فى الشيخ زويد ورفح، لأن سمعة الإرهاب أكبر من سمعة الناس ومشاكلهم».

حسن حنتوش، أحد النشطاء من الشيخ زويد، قال إن محافظ شمال سيناء لا يعرف شيئاً عن مدينة الشيخ زويد، وحينما نتقدم بشكاوى عن انقطاع المياه أو الكهرباء أو الشبكات أو نقص الخدمات الأخرى «يتم وضعها فى الدرج، ويا دار ما دخلك شر».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى