الأخبار

الحيوانات النافقة تحاصر مآخذ المياه في محطات الشرب

102

 

 

 

في مدينة الحسينية وقرى المركز، لم يكلف المسؤولون أنفسهم بالبحث عن نهاية لمشهد يتكرر صباحًا ومساءً، حيث تجوب سيارات بيع مياه الشرب، الشوارع، يستوقفها الأهالي الباحثون عن المياه الصالحة للشرب، يزداد الضجيج حول السيارة بمجرد توقفها، بينما يهرع أهالي المنطقة يتسابقون باتجاهها، وكأنها الملاذ الوحيد لهم للحصول على شرب المياه النقية لتقيهم العطش.. ينزل من السيارة شخص يبدأ في تعبئة الجراكن للأهالي بواسطة خرطوم من خزانات محملة على صندوق السيارة، هكذا الحال صباحا ومساء، في مركز الحسينية بالشرقية.

الأهالي الذين شكوا كثيرًا من هذا الوضع دون جدوى، يشيرون إلى أن ترعة السماعنة التي تمتد من فاقوس للحسينية تفسر جزءًا من معاناة الأهالي، فرغم كونها تعد مأخذًا رئيسيًا لمحطة مياه الشرب بالحسينية، إلا أن المار بجانبها لا يخطر بباله أن مياهها هي مصدر مياه الشرب، حيث تطفو على سطحها القمامة، والحيوانات النافقة، ما يجعل لمياهها لونًا لا تخطئه عين، فيما تنشر في النطاقات التي تمر بها روائح كريهة، مصدرها مياه سيشربها الناس في النهاية.

“المية بتنزل من الحنفية مالحة، وبها رواسب، عشان كدا لا نستخدمها للشرب إطلاقًا، ونستخدمها فقط في غسيل الملابس، والمياه التي نشربها تأتي في جراكن من باعة يحضرونها من محطات أهلية مفلترة”.. بتلك الكلمات بدأ السيد رحمو، نقيب الفلاحين، وأحد أهالي مركز الحسينية حديثه، وتابع قائلًا: “ترعة السماعنة تعد من أهم مصادر التلوث، وليس فقط مجرد مصدر مياه ملوثة، حيث تعد مأخذًا رئيسيًا لمحطة المياه بمدينة الحسينية وعلى الرغم من ذلك تمتلئ بالقمامة والحيوانات النافقة، إضافة لاختلاطها بمياة الصرف الصحي”، مشيرًا إلى أن العشرات من الأهالي في العديد من القرى منها الديدامون بمركز فاقوس، يقومون بتوصيل خطوط للصرف الصحي من منازلهم إلى الترعة مباشرة، للتخلص من مخلفات الصرف في منازلهم، بخلاف جرارات الكسح التي تلقي مياه صرف المنازل في الترعة”.

وأضاف “رحمو” أن المياه في المدينة تأتي ملوثة ونسبة أملاح مرتفعة”، ما يدفع القادرين لشراء فلاتر، بينما يلجأ غالبية الأهالي لشراء مياه الشرب بالجراكن، في حين يضطر البسطاء لاستخدام مياه الحنفية وغليها عدة مرات.

وقال إبراهيم الفاقوسي: “رغم تأكيد بعض المسؤولين أن محطة مياه الشرب بالحسينية مجهزة بأحدث الأجهزة والإمكانيات، إلا أن الحيوانات النافقة والقمامة المنتشرة على سطح المياه عند مأخذ محطة المياه من ترعة السماعنة، تعد دليلًا كافيًا على الإهمال الحكومي.

ولا يختلف الحال في مدينة الحسينية، عن القرى المحيطة والعزب التابعة لها، ففي قرية شميس ينتظر الأهالي سيارة بيع المياه 3 مرات يوميًا لسد احتياجاتهم من المياه التي يعتقدون أنها نقية.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى