الأخبار

السفير الألمانى بالقاهرة: نحن أصدقاء لمصر

 

186

الجماعة صارت متسامحة مع العنف لكن لا دليل يثبت أنها إرهابية.. وصورة مصر ستتحسن بتغيير قانون التظاهر
معجب برؤية السيسى لمواجهة التحديات بتوفير فرص العمل.. وخطابه الأخير عكس وعيا واسعا بالمشكلات الداخلية

قال السفير الألمانى بالقاهرة هانز يورج هابر إن ألمانيا صديقة لمصر وليست عدوا، وأنها ترغب فى أن تكون مصر دولة مستقرة ومتطورة، وأن الخلاف فى وجهات النظر بين القاهرة وبرلين فى بعض الملفات لا يعنى العداء، بل النقاش حتى الوصول إلى رؤية توافقية.
وأضاف هابر، فى تصريحات صحفية بمناسبة الإعداد لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المرتقبة إلى ألمانيا 3 يونيو المقبل، أن هناك عدة نقاط تشغل بال ألمانيا تجاه الأوضاع فى مصر، منها الحاجة الماسة إلى تحليل دقيق لظاهرة غياب الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، لأن الإرهابيين لهم توجهات مختلفة.
وأكد أن «الإخوان ليسوا خلف كل العمليات الإرهابية التى تشهدها مصر، وليس لدينا علم أو دليل على ذلك، ولم يعلمنا أحد بدليل يثبت أن الإخوان إرهابيون» مشيرا إلى معارضته القول بأن «كل إرهابى جذوره إخوانية» لأن هناك إرهابيين خارج مصر تأثروا بأفكار شخص مثل أبى الأعلى المودودى، وليس بسيد قطب أو التيار القطبى الذى تتبناه مجموعات تكفيرية ليسوا من الإخوان.
وأوضح هابر أن «ألمانيا ليست صديقة للإخوان، وكانت ومازال لديها تحفظات كبيرة عليهم سياسيا، لكنهم كانوا حاضرين فى النظام البرلمانى وفى رئاسة الجمهورية، ولم يكونوا متهمين بالإرهاب، ثم وصفوا بالإرهاب».
وذكر أنه لاحظ تطورا خطيرا طرأ على تصرفات الإخوان يتمثل فى أن «صفحاتهم الإلكترونية وبعض قنواتهم التى تبث من تركيا، تتضمن نوعا من التسامح مع العنف والإرهاب»، معتبرا أنه رغم ذلك أيضا «فهذا لا يعنى أن لدينا دليلا قويا يثبت ضلوع الإخوان فى العمليات الإرهابية».
ووجه هابر انتقادات لقانون التظاهر وتطبيقه قائلا: «هناك شباب ممن دعموا الرئيس السيسى يقبعون حاليا فى السجون بسبب مشاركتهم فى المظاهرات، وفقا لهذا القانون، الذى إذا تم تعديله أو تغييره فسوف تتحسن صورة مصر الخارجية».
واستطرد: «أسمع دائما أن قانون التظاهر مستمد من القوانين الأوروبية، ولكن المشكلة ليست فيه بل فى كيفية تعاطى الشرطة والقضاء معه وتطبيقه، ولذلك دعونا مجموعة من الشرطة المصرية إلى ألمانيا لتدريبهم على كيفية إدارة الحشود فى مباريات كرة القدم على سبيل المثال».
وردا على ما يثار عن عدم جواز التعليق على أحكام القضاء، قال هابر: «لدينا صعوبة فى فهم صدور أحكام إعدام بالجملة، وأحكام إدانة أخرى لم تقدم فيها دلائل دامغة، وسبق أن اطلعنا على ملف القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية الجزيرة» ولم نفهم ما الجرم الذى ارتكبه الصحفيون، وعندما عرض الملف على محكمة النقض تم إلغاء حكم الإدانة وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح».
وأشار هابر إلى أن «صدور أحكام ولو ابتدائية قابلة للطعن بهذه الصورة، أمر ينال من سمعة القضاء المصرى، لا سيما وأن المبدأ القضائى الراسخ هو أن الشك يفسر لمصلحة المتهم، كما أن القضاء المصرى معروف برسوخه تاريخيا منذ عهد الملكية حيث له سوابق عديدة فى الوقوف فى وجه الحكومات، ونشأت منه شخصيات لها بعد دولى كالدكتور محمد البرادعى والدكتور نبيل العربى».
وشدد هابر على أن «النظم القانونية والقضائية تنمو وتستقر كلما اتخذت خطوات ضد النظام الحاكم وليس لصالحه»، مستشهدا بقصة رفض القضاء الألمانى قرار استحواذ فريدريش الثانى ملك بروسيا على طاحونة مملوكة لفلاح نهاية القرن الثامن عشر، وما عكسته هذه الواقعة من أثر إيجابى على المحاكم الألمانية.
وإيضاحا لبعض الانتقادات الخارجية التى توجه إلى «اتساع مساهمة القوات المسلحة فى الاقتصاد المصرى»، قال السفير الألمانى إن «بلاده لا تعترض على ذلك، فاختيار النظام الاقتصادى الأفضل لمصر هو شأن مصرى خالص، لكننا نرغب فى معرفة ما إذا كانت هذه المساهمة تؤثر على مبدأ التنافسية الذى يعزز قوة الاقتصاد المصرى».
وعن الزيارة المرتقبة، قال هابر إنه «معجب برؤية الرئيس السيسى لمعالجة التحديات الحالية التى تواجه مصر، فهو يرى أن خلق فرص العمل يؤدى إلى الاستقرار، كما تبين من خطابه الأخير للشعب المصرى أن لديه وعيا واسعا بأوجه القصور الداخلية والفساد».
ووصف هابر المؤتمر الاقتصادى الأخير فى شرم الشيخ بأنه «بداية لطريق طويل لإعادة رسم الخارطة الاستثمارية، خاصة أن قانون الاستثمار لم يصدر إلاّ قبل المؤتمر بيوم واحد»، منوها إلى أن الاتفاقيات التى وقعت كانت بين مستثمرين ألمان والحكومة المصرية وأبرزها مساهمة شركة سيمنز فى قطاع الكهرباء والطاقة.

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى