الأخبار

تزايد أعداد كبار الأثرياء يفرض التوسع فى إدارة الثروة

4302d70b-5068-41d6-ae7f-54432d79d1fbارتبط إنشاء أقسام إدارة الثروات فى المؤسسات المالية، برغبة عملاء التجزئة الأكثر ثراء فى الحصول على خدمات مميزة وعروض أكبر، بعد تزايد أعدادهم، وهو ما رفع الطلب على الحلول والخبرات المالية الراقية فى جميع أنحاء العالم.

وبما أن التعامل فى هذه الأقسام يقتصر إلى حد كبير على الأفراد، فلا بد من مراعاة فروق مهمة تفصل التعامل مع المستثمرين الأفراد عن المؤسسات، ويحدد معهد «CFA» اثنين من العوامل الأساسية، التى تسهم فى التفرقة بين المسائل التى تواجه المستثمرين الأفراد، وتلك التى تواجه المؤسسات، وهما:

اختلاف النطاق الزمنى، إذ يواجه الأفراد فترة حياة محدودة، مقارنة بالحياة اللا نهائية للمؤسسات. ويتطلب هذا الأمر توفير استراتيجيات تتيح تحويل الأصول عند موت المستثمر الفرد. ويخضع هذا التحويل لقوانين وتشريعات تتفاوت من مكان لآخر، وهو ما يحتم ضرورة تنويع الاستراتيجيات.

تتزايد احتمالات فرض أنواع من الضرائب على عوائد استثمار الأفراد، قابلة للتنوع من مكان لآخر، ولا بد لذلك من مراعاة الهياكل الضريبية عند وضع التقنيات المستخدمة فى إدارة محافظ استثمار الأفراد.

بدأ مصطلح إدارة الثروة فى الظهور مطلع عام 1933، وتم إنشاء قسم «تجزئة النخبة» لخدمة العميل الخاص فى شركات، مثل جولدمان ساكس أو مورجان ستانلى؛ بغرض التفرقة بين الخدمات التى تقدمها تلك الأقسام وعروض السوق العامة، لتبدأ منذ ذلك الحين موجة انتشار تلك الأقسام فى قطاع الخدمات المالية. وقام بنك مورجان ستانلى بإنشاء قسم للتجزئة متعلق بـ”الإدارة الخاصة للثروة”؛ لكى يركز على خدمة العملاء الذين يحتفظون بأصول استثمارية تزيد على 20 مليون دولار، ثم قام البنك بإنشاء قسم آخر حمل اسم «الإدارة العالمية للثروة»، يتعامل فى الحسابات التى تقل قيمتها عن 10 ملايين دولار.

وفى أواخر الثمانينيات من القرن الماضى، بدأت البنوك الخاصة وشركات السمسرة إقامة ندوات لعرض خبرات وقدرات البنوك والشركات الراعية المقدمة لخدمات إدارة الثروة. وظهر نموذج أعمال جديد بعد عدة سنوات، فتشكلت كيانات جديدة مثل فاملى أوفس إكستشنج فى 1990، ومعهد المستثمر الخاص فى 1991، وسى سى سى الياينس عام 1995. واستهدفت تلك الكيانات تعليم المستثمر صاحب الثروات الكبيرة وتمكينه من إقامة اتصالات لحظية مع مجتمع المستثمرين الكبار، وكذلك إقامة شبكة يشارك فيها الأفراد الأثرياء وأُسرهم. وأصبح نمو تلك الكيانات منذ التسعينيات مؤشرًا على نشوء سوق متشوقة لتصبح مطّلعة بشكل أكبر على نشاط إدارة الثروة. وترجِّح تقديرات أن يصل إجمالى إنفاق قطاع إدارة الثروة العالمى على تكنولوجيا المعلومات مثلا، لنحو 35 مليار دولار بحلول 2016، وتم كذلك إنفاق استثمارات ضخمة على القنوات الرقمية.

وتقدِّم العديد من الجامعات خدمات تعليمية لصقل مهارات المحترفين، الذين يقدمون نصائح للمستثمرين الأفراد، أو لهؤلاء المستثمرين الأفراد أنفسهم من أصحاب الثروات الطائلة. ومنذ عام 1999 استكمل نحو 5 آلاف شخص من 100 دولة تقريبًا حول العالم، برنامج إدارة الثروة الذى أعدّته مؤسسة “GAFM CWM”.

وتم فى عام 1999 تصميم أول منهج دراسى مصمّم خصِّيصى للمستثمرين من أصحاب الثروات الكبيرة. واستكمل نحو 730 مستثمرًا من 39 دولة دورة تدريبية استمرت خمسة أيام. وقدمت كذلك جامعة تشيكاغو برنامجًا لتثقيف المستثمرين والمحترفين فى إدارة الثروة، استمر نحو 5 أيام. وعرضت جامعة كالومبيا عام 2009 برنامجًا مدّته ثلاثة أيام حول الاستثمار فى القيمة؛ لتثقيف المستثمرين من أصحاب الثروات الكبيرة.

سعت العديد من الشركات منذ 2009 إلى إعلان التزامها بمعايير موحدة؛ وذلك أملا فى استعادة الثقة التى فُقدت خلال الأزمة المالية. وتعلن شركات حاليًا التزامها بميثاق الشرف الذى نشره معهد “CFA”. وسمح لمستشارى إدارة الثروة بحلول عام 2013 بالاطلاع على قائمة بممتلكات العملاء.

أفضل 10 شركات إدارة الثروة

وضعت مؤسسة يورومنى تصنيفًا لشركات إدارة الثروة لعام 2013، يراعى حجم الأصول التى تتم إدارتها وصافى الدخل وصافى الأصول الجديدة، وتوصلت إلى أن الأصول المصرفية الخاصة العالمية التى تمت إدارتها قد نمت بنسبة %10.8 سنويًّا، مقارنة بنسبة %16.7 منذ 10 سنوات. وتَصدَّر قائمة أفضل 10 شركات، بنك UBS ليحصل على لقب أفضل الجهات المقدِّمة للخدمات المصرفية الخاصة.

كشف تقرير الثروة العالمى لعام 2013 الذى صدر فى يونيو 2013، أن ثروة وعدد كبار المستثمرين ارتفعت خلال 2012، خصوصًا فى منطقة اليورو، رغم الاضطرابات الحادة التى تَعرَّض لها الاقتصاد العالمى. ورغم تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى خلال تلك الفترة لكنهم استفادوا من عوائد السوق المرتفعة.

وقال %61 من كبار المستثمرين فى مسحٍ أجرته مؤسسة آر بى سى لإدارة الأصول، إنهم شعروا بالثقة فى قدرات مديرى ثرواتهم من الأفراد والشركات فى الربع الأول من 2013، بزيادة تتراوح بين 3 و%4  على التوالى، مقارنة بالفترة المناظرة من العام السابق. وكشف المسح كذلك أن %75.4 من كبار المستثمرين فى العالم عبّروا عن ثقتهم فى قدرة المديرين على توليد الثروة بحلول 2014.

 

المال

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى