الأخبار

هل تنزل الملكة إليزابيث عن عرشها هربا من فوضى البريكست

عاصرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية منذ اعتلت العرش 14 رئيسًا للوزراء، وعاصرت كذلك إنهاء الاستعمار البريطاني للمستعمرات الإفريقية واستقلال كندا، وهي على كل حال صاحبة أطول عهد ملكي في تاريخ بريطانيا، على أن أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) تنذر باحتمال إقدامها على قرار لم تفكر فيه طوال 67 عامًا استقرت خلالهم فوق عرش المملكة المتحدة.

وبحسب صحيفة “إكسبريس” البريطانية، فبينما يسعى رئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون للعثور على مخرج من أزمة البريكست، طفا على السطح خيار تعليق جلسات البرلمان بأمر من الملكة.

وصحيح أن الملكة تتمتع بالحق الحصري في إصدار أمر تعليق جلسات البرلمان، لكنها سلطة صورية تمارسها الملكة عادة بناء على مشورة رئيس الوزراء، والمشكلة أن البرلمان البريطاني صوت ضد تعليق جلساته، خشية استغلال جونسون ذلك لتنفيذ تهديده بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق مع الأخير.

وأضافت الصحيفة أنه إذا ما طلب جونسون من الملكة إليزابيث إصدار أمر تعليق جلسات البرلمان واستجابت له، فستكون تلك أكبر خطوة سياسية تقدم عليها منذ تولت العرش.

ونقلت الصحيفة عن أليكس دو رويتر، مدير مركز دراسات البريكست التابع لجامعة برمنغهام سيتي، أن هذا الخيار ينطوي على قدر كبير من التسييس لدور الملكة، التي من المعروف أن منصبها شرفي وبروتوكولي أكثر منه منصبًا تنفيذيًا.

وأضاف دو رويتر “من المستحيل تقريبًا أن تحاول الملكة تجاوز برلماننا المنتخب، لكن تجاهل طلب رئيس وزراء في فترة ولايته سيكون مشكلة كبيرة بالنسبة لها كذلك”.

يومًا ما، وبينما كانت الملكة شابة في عامها الحادي والعشرين، وقفت لتلقي خطابًا عامًا قالت فيه “إنني أعلن أمامكم جميعًا أن عمري كله، طال أم قصر، سيكون مكرسًا لخدمتكم وخدمة أسرتنا الإمبراطورية العظيمة التي ننتمي إليها جميعًا”.

وقد برهن التاريخ على أن الملكة تمتعت بعمر طويل حقًا، وبدأ البعض يتسائلون عما إذا كان الوقت قد حان كي تنزل الملكة من فوق عرشها وتكمل ما تبقى من عمرها مع زوجها الأمير فيليب.

وقال الخبير بشؤون العائلة المالكة دونكان لاركومب “إنها في العقد العاشر من عمرها الآن، وصحيح أنها تتمتع بصحة جيدة، لكن أعتقد أن الوقت قد حان كي تتقاعد أخيرًا”.

ومؤخرًا، لم تخف الملكة استيائها من أداء السياسيين المتناحرين داخل مجلس العموم البريطاني، وفي خطاب ألقته أمام البرلمان الاسكتلندي بمناسبة مرور 20 عامًا على انعقاده للمرة الأولى في إدنبره، قالت “ربما يجدر القول إن المعنى الحقيقي لكلمة برلمان هو مكان لتبادل الحديث. ولا شك لديّ أن هذه القاعة ظلت خلال السواد الأعظم من السنوات العشرين الماضية هكذا بالضبط: مكان لتبادل الحديث”.

وأضافت الملكة “لكن البرلمان بالتأكيد يجب أن يكون كذلك مكانًا للإنصات، مكان لسماع رؤى قد تختلف فيما بينها جذريًا، ومكان لإيلاء الاعتبار الواجب لهذه الرؤى”.

وأوضحت الصحيفة أن هذه اللغة التي استخدمتها الملكة في خطابها جديدة عليها تمامًا، هي التي اعتادت النأي بنفسها عن أمور السياسة، لكن هذا التغيير طبيعي على كل حال بالنظر إلى أن البلاد تمر بأوقات غير طبيعية بالمرة.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى