الأخبار

خالد على “المنسي”

 

 

48

 

عوامل كثيرة جمعت حمدين صباحي وخالد علي بخلاف «دكة المعارضة»، فكلاهما يتبنى خطاباً متشابهاً، فى مقدمته قضايا العمال والفلاحين والعدالة الاجتماعية، وكلاهما يقف فى مساحة الوسط المعارضة للنظام القديم والتيار الدينى، وكلاهما جاء من نفس الميدان ونفس الثورة، وإذا تفاوتت كتلتاهما التصويتية للمرشح الناصرى على حساب المرشح اليسارى، إلا أنهما سارا معاً نحو مصير مشترك، وأصبح الاثنان على قيد الحياة، لكنهما خارج قيد الحياة السياسية. ففى الوقت الذى سارع فيه الأول لتأسيس ما سماه «التيار الشعبى» الذى تحوّل إلى حزب ما زال تحت التأسيس، انضم الثانى إلى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، واستقال سريعاً إثر خلافات، ليؤسس بعد ذلك حزباً لا يزال أيضاً تحت التأسيس، سماه «العيش والحرية».

التشابه الشديد فى الرؤية والخطاب وموضع «التمترس السياسى» ساهم فى التأثير سلبياً على «صباحى» و«على»، وغيرهما من الذين تشابهوا معهما فى الانتماء لثورة يناير ورفض نظامى «مبارك» و«المرشد»، الأمر الذى يؤكده عمار على حسن، الكاتب والباحث السياسى، الذى أوضح أن مرشحى 2012، الذين كانوا ينتمون حينها إلى 25 يناير، وتحديداً «صباحى» و«على»، لو غلّبوا المصلحة العامة على حساب التطلعات الشخصية، والمواقف الفردية، والعناد السياسى، لاتجهت مصر إلى طريق أفضل، وتجنبت هذا «الطريق المأساوى» الذى سارت فيه، وكادت معه تضيع الدولة، وتضيع الثورة، ويضيع كل شىء، مضيفاً «خالد كان يجب أن ينسحب لصالح حمدين، ومعه الآخرون الذين كانوا يرفعون شعارات ميدان التحرير، من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، لأن إعلان ذلك على الرأى العام، كان من شأنه أن يوصل رسالة مفادها أن هناك التفافاً حول صباحى، وأنه قادر على خلق حالة توافق، ما يضيف لرصيده حتى من زاوية معنوية أو نفسية فقط، بعيداً عن الأصوات الضئيلة التى حصدها الآخرون». «عمار» عضو لجنة المائة التى تشكلت قبل انتخابات 2012 وفشلت فى توحيد جهود «مرشحى الثورة» حينذاك، يسترجع ذكرياته قائلاً «كان اتفاقنا على فريق رئاسى مشترك، ببرنامج مشترك، وأهداف ثابتة ومعلنة، لإنقاذ البلد وإنقاذ الثورة اللى بيرفعوا شعاراتها، لكن كل مرشح ركب دماغه، ووضع حسابات انتخابية وسياسية خاصة بمصلحته فقط».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى