الأخبار

السرطان ينهي حياة الطفلة جنى..

 

 

في صمت يلعن الإهمال رحلت «جنى» طفلة السرطان التي ذاب جسدها من الألم قطعة قطعة، وفقدت النطق والحركة على كتف أبيها الذي داخ على مستشفيات الدولة التي رفضت استقبالها، وكبرت معاناة “جنى” مع خروج قصتها للنور عبر بوابة “التحرير”، ليخرج مدير مستشفى 57357 ليبرر رفض استقبال الطفلة التي يعصرها الألم بأنها لا تملك أشعة، وسابقة علاجها في مستشفى آخر، ما اعتبره البعض عذرا أقبح من ذنب، محملين إياه مسئولية وفاة جنى. الموت كان أرحم لـ«جنى» من مسئولي الصحة والأطباء، ومن اتهم الأب بمحاولة الظهور والمتاجرة بابنته. رحلة العذاب بين أروقة المستشفى ووسط الطرقات يجرى ملهوفا هنا وهناك يحمل طفلته “جنى”، ذات الست سنوات على ذراعيه يبحث عن طبيب ينقذها من أوجاع إصابتها دون سابق إنذار.. لكن لا أحد يطفئ لهفة “جمال درويش” والد الطفلة، ويهدئ من هلعه على فلذة كبده “جنى”، أحب بناته إليه، الأب فشل في ايجاد طبيب يقدر على تشخيص حالة طفلته، وبعد معاناة مع الروتين والإهمال والفوضى تقف ابنته عند حافة النهاية في انتظار معجزة تنقذ حياتها بعد خطأ طبي وإصابة بالسرطان وآلام لا تنتهي.  «أصاب طفلتي تعب دون سابق إنذار، وذهبت بها لجميع الأطباء فى مختلف التخصصات، إلى أن أشار عليَّ أقاربي الذهاب بها إلى مستشفى قصر العينى، ولكنى لم أجد هناك قسما خاصا بالأطفال، وتم تحويلي إلى مستشفى أبو الريش اليابانى، وبعد الأشعة والتحاليل والفحوصات علمت أن ابنتى مصابة “بورم على المخ” وتم حجزها على الفور».. بصوت مبحوح من الألم يحكي والد جنى قصته سريعا.   واستطرد الأب أنه تم إجراء عملية جراحية لابنته وخروجها بعد ذلك، وعادت معه إلى البيت، بعدما قام طبيبها بطمأنتهم على استقرار حالتها الصحية، ولكن فور وصولهم إلى المنزل ظهرت أعراض غريبة عليها، حيث ظهر تضخم وتورم بالمخ. يضيف الأب بصعوبة، كأن عقله يرفض أن يستعيد تلك الذكرى: «قمت بالاتصال على الفور بطبيبها المعالج الدكتور “س.ح”، وقال لي بالنص: “عاود بها مرة أخرى للمستشفى ليتم فحصها لمعرفة ما الأمر”، واكتشفنا أن عملية الشفط التى تمت “صمام يصل من المعدة إلى المخ” لم يتم تركيبه بطريقة سليمة، مما أدى إلى انسداده أكثر من مرة، بل وقام الطبيب بنقله من مكانه».  صور| طبيب حولها لمعمل تجارب.. تفاصيل رحلة الطفلة «جنى» مع الإهمال والسرطان والد جنى تابع: «لم يتوقف الأمر على ذلك، بل فوجئت بعد مقابلة الطبيب أنه يريد أن يجرى لها عملية ثانية، وبالفعل وافقت وأجريت العملية الثانية، أملا فى شفاء طفلتى الصغيرة، وعدنا إلى المنزل مرة أخرى ولكن فور خروجنا من المستشفى هذه المرة لم يتوقف الألم عندها، بل كادت تصرخ من شدته، مما جعلنى أحملها وأذهب بها فى منتصف الليل إلى طبيبة مخ وأعصاب وهى من أخبرتني أن هناك خطأ طبيا وإهمالا من الطبيب المعالج للحالة في أثناء إجراء العملية، مما تسبب فى تضخم صمام المخ».  يضيف الوالد: “نصحتنى الطبيبة بالذهاب إلى مستشفى 57357، ولكن المستشفى رفض حالة ابنتى، نظرا لأنها خضعت لعملية جراحية، مما هدد حياتها”، ولفت: «لم يكن أمامى سوى أن أعاود للطبيب المتسبب فى مأساة طفلتى، تقابلت معه وقال لي للمرة الثالثة إن البنت تحتاج إلى عملية جديدة، أصابنى الرعب حيث إنه خلال 10 أيام تم إجراء 3 عمليات جراحية لطفلة لا تتعدى الست سنوات، ثلاث عمليات فى 13 يوما، وليس هذا فقط، بل بعد إجرائها هذه العملية حدثت تطورات فى حالتها وتدهورت لحد فقدان النطق وعدم الحركة”. شاهد أيضا بعد أزمة الطفلة جنى.. بروتوكولات العلاج داخل «57357» تنظيمية أم رِبحية؟ استكمل: “بعد ذلك أبلغنا الطبيب أن ابنتى تحتاج إلى عملية رابعة، وحدد موعد العملية على أن تتم فى أسرع وقت، وعندما انفعلت قلقا مما يحدث لطفلتي الصغيرة قائلا له: «دى رابع عملية ولم أجد أى تطور بل الحالة تأخرت وتدهورت»، بنتى دخلت المستشفي تتألم من شيء لا نعرفه، ولكنها كانت تتحرك وتتكلم، والآن فقدت الحركة والنطق والتعبير عما تتألم منه”. “لم يفكر الطبيب لحظة فى ما وصلنا إليه، بل كل ما قام به هو تعنيفي وإذلالى ليهددنى”، هكذا استطرد الأب مضيفا: “الطبيب قال لي لو مش عاجبك خد بنتك وامشي”، علما بأنه كان يستعد لإجراء العملية الرابعة وامتنع بعدما قمنا بمنعها من الطعام أو الشراب حتى الماء 8 ساعات، ننتظره ونسأل: متى سيقوم بإجراء العملية؟ ولكن لم نجد ردا! إلى أن حدثنا بالهاتف وأخبرنا أنه لن يجرى العملية بجحة أنه مشغول، وهناك من شهد على موقفه الظالم من مرضى وتمريض”. رحلة ألم جنى لم تنته، إذ يقول الأب: “قدمت شكاوى ضد الطبيب المعالج وعمل محاولات مستميتة لإنقاذ طفلتى، ضاقت بي الدنيا وأرسلت شكواي إلى مجلس الوزراء، ووزير التعليم العالى وأخذت جوابا من مكتب وزير التعليم العالى به مجمل ما حدث، حيث إن مستشفى أبو الريش اليابانى تابع له، موجه إلى مديرة المستشفى، ولكنها لم تفعل شيئا، إلى أن تركتنا فريسة للطبيب المعالج لابنتى وسبب شقائنا جميعا، بل في أثناء مقابلتي بها أخبرتني أن حالات الأورام فى مصر لن يتم شفاؤها وتتوفى بنسبة 80%، وعندما علم الطبيب بمقابلتى بها تحدانى، قائلا لي نصا: خليها تنفعك وروح مطرح ما أنت عايز”.  واستطرد الأب: “لم يكن أمامى سوى أن أذهب إلى قسم شرطة السيدة زينب وأحرر محضرا ضد الطبيب الظالم  برقم 4263، ولولا المحضر ما كان أجرى العملية الرابعة ونتنظر العملية الخامسة لها، وهذا ما أكده أطباء آخرين أن الصمام يعمل إكلينيكيا فقط”. خطيئة 57357 الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357 علق على تعاطف المواطنين على موقع التواصل الاجتماعي مع والد جنى، خلال رحلته للبحث عن علاج، بأن هناك حملة ممنهجة يتم شنها على مستشفى 57357 من قبل أياد عابثة من أجل إسقاط وإضعاف دور هذا الصرح، مضيفًا: لدينا أطباء أغلقوا عيادتهم الخاصة وأصبحوا يعملون في 57357 فقط، لأنهم شعروا أن الطب رسالة وليس تجارة، كما أن اهتمام وكالات الأنباء العالمية بحالة الطفلة جنى، يثير علامات استفهام كبيرة، لماذا الآن وفي هذا التوقيت.   ونفى أبو النجا أن يكون المستشفى قد رفض حالة الطفلة للمرة الثانية دون أسباب، وقال: والد الطفلة أتى بها للمستشفى، وطلب حجزها بحجة أنها عملت عملية، وسألناه فين ورق العملية؟ قال مافيش طب فين الإشاعات قال مافيش؟ طب فين التحاليل قال مافيش طب كانت بتاخد دوا إيه قال ماعرفش؟، ولما قلنا له ماينفعش ناخد الحالة بالشكل ده، ساب المستشفي وخرج يتصور بالبنت قدام باب المستشفى وتاريخ المستشفي عبر دوره خلال 15 سنة، يؤكد أننا لا يمكن نرفض حالة أو نطرد حالة، لكن الحملة “المسعورة”، التى يتم شنها غرضها إظهار المستشفى أنه فاشل وعديم الرحمة. محاكمة الإهمال تصريحات مدير المستشفى قوبلت بعاصفة رفض واستنكار، متهمين إياه بالاستخفاف بعقول المواطنين، بزعمه أن الأب لا يعرف شيئا عن حالة طفلته، على الرغم من ذهابه للمستشفى وطرده منه في المرة الأولى وتركه يذهب في المرة الثانية دون حجزها للعلاج، على الرغم من حالتها الصحية السيئة، وتساءل بعضهم إذا كان الأب لا يعرف حقيقة مرض ابنته والعلاج، لماذا لم تعالجوها أنتم وتجروا لها التحاليل والأشعات اللازمة؟ مطالبين بمحاكمة هؤلاء على إهمالهم الطبي.

 

 

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى