الأخبار

ساحة جديدة للصراع الأمريكى الروسى

143

 

 

 

 

تواصلت، أمس، ردود الفعل الدولية على خلفية حملة الاعتقالات التى نفذتها السلطات السويسرية، أمس الأول، فى صفوف مسئولين كبار فى الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، حيث سيتم تسليمهم للولايات المتحدة بتهم تتعلق بالفساد. وانتقد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، توقيف مسئولى «الفيفا» ضمن تحقيق أمريكى حول الفساد، معتبراً أنه محاولة من واشنطن «لمنع إعادة انتخاب جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا، لولاية خامسة». وصرح «بوتين»، فى تعليق تليفزيونى أمس: «إنها محاولة واضحة لعرقلة إعادة انتخاب بلاتر رئيساً للفيفا، وانتهاك لمبادئ عمل المنظمات الدولية»، متهماً الولايات المتحدة بـ«محاولة فرض قوانينها على دول أخرى».

من جهته، قال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، وفق ما نقلت وكالة أنباء «سبوتينيك» الروسية، إن بلاده «تدعو واشنطن إلى التوقف عن محاولة الحكم خارج حدودها وفق معاييرها». وأضاف: «مرة أخرى، نحث واشنطن بإصرار على أن تكف عن محاولة الحكم بعيداً عن حدودها وفقاً لمعاييرها القانونية، واتباع الإجراءات القانونية الدولية المتبعة عموماً»، فيما انضم وزير الخارجية البريطانى، فيليب هاموند، أمس، إلى قائمة الشخصيات التى وجهت انتقادات إلى «الفيفا» بعد حملة الاعتقالات فى صفوف كبار مسئوليه على خلفية اتهامات بالفساد واستغلال المنصب، قائلاً فى تصريحات لشبكة «بى. بى. سى»: «هناك شىء خطأ فى قلب الفيفا»، مشيراً إلى أن «الاتحاد الدولى أحبط محبى كرة القدم فى شتى أنحاء العالم»، مشدداً على «الحاجة إلى الإصلاح». وأضاف: «هذه قضية تتعلق بالفيفا، ومن الواضح أن هناك عملية قضائية سارية الآن، ولكننا قلنا، وأعتقد أن الكثير من الناس يشاركوننا هذه الرؤية، إن هناك شيئاً خطأ فى قلب هذه المؤسسة، هناك الملايين وربما المليارات الذين يتم إحباطهم فى شتى أنحاء العالم بسبب هذه العملية، التى تضر بسمعة اللعبة ويجب أن يتم حلها سريعاً». ودعا وزير الثقافة والرياضة والإعلام بحكومة الظل العمالية، كريس بريانت، لإعادة النظر فى قرار منح قطر تنظيم كأس العالم 2022، مع إثارة «تساؤلات كبرى» حول عملية تقديم العطاءات، مطالباً رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، جوزيف سيب بلاتر، بالاستقالة من منصبه لصالح «الفيفا». وقال وزير الخارجية الفرنسى، لوران فابيوس، أمس، إنه «سيكون من المنطقى تأجيل التصويت المزمع اليوم لانتخاب رئيس جديد للفيفا على ضوء تحقيق الفساد الحالى مع عدد من مسئولى الاتحاد».

أزمة الفساد تطال «حياتو».. ومسئول لجنة «المغرب 2010»: أشخاص لم يرق لهم استضافتنا البطولة

وقالت شبكة «سكاى نيوز سبورت»، إن «الشرطة الفيدرالية الأسترالية ربما تفتح تحقيقاً فى دفع الاتحاد الأسترالى لكرة القدم 500 ألف دولار أمريكى لنائب رئيس الفيفا السابق، جاك وارنر، فى إطار عملية التصويت على استضافة مونديالى 2018 و2022». ولفتت إلى أن التحقيق المحتمل يأتى بطلب من السيناتور الأسترالى نيك زينوفون، والمسئولة السابقة فى الاتحاد الدولى لكرة القدم بونيتا ميرسياديس بتقديم هذا الطلب، وأكدا ضرورة استقالة «بلاتر» من منصبه. وعبرت الشركات الراعية الكبيرة للاتحاد الدولى لكرة القدم عن قلقها العميق تجاه التحقيقات التى تجرى الآن مع مسئولى الفيفا، ودعت الاتحاد الدولى إلى ضرورة اتخاذ خطوات إيجابية لمعالجة تلك القضايا، وإلا فإنها ستعيد النظر فى رعايتها للاتحاد، وفق بيانات رسمية من شركتى «كوكاكولا» و«فيفا»، نقلتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن «الرعاة ربما يفكرون فى إعادة التفاوض فى عقودهم مع الفيفا فى إطار فضائح الفساد». وقالت شركة «نايكى» الأمريكية لإنتاج الملابس والأدوات الرياضية، إنها تتعاون مع السلطات بشأن اتهامات بتلقى رشاوى وفساد فى الفيفا. وأضافت الشركة فى بيان: «كبقية المشجعين فى كل مكان، فإننا نهتم بشغف بالغ باللعبة ونشعر بالقلق لهذه المزاعم بالغة الخطورة». من جانبها، قالت «كوكاكولا» فى بيان إن «هذا الجدل الطويل أضر بمهمة كأس العالم والقيم التى يمثلها، وعبرنا مراراً عن قلقنا إزاء هذه المزاعم الخطيرة». وقالت شركة «ماكدونالدز» إنها «تتواصل مع الاتحاد الدولى وتراقب الموقف المتعلق بمجريات الاعتقال فى صفوف مسئولى الفيفا».

على الصعيد الأفريقى، أثارت الاعتقالات كذلك ردود فعل داخل القارة الأفريقية، خاصة تلك المتعلقة بمنح دولة جنوب أفريقيا أحقية تنظيم بطولة كأس العالم 2010، فأكد سعيد بلخياط، أحد المسئولين عن ملف ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم 2010، أن جميع الأسماء التى جاءت بها وزارة العدل الأمريكية «فيما يتعلق بفضيحة الرشاوى»، لم يصوتوا للمغرب وإنما منحوا أصواتهم لجنوب أفريقيا. وكانت لوريتا إى لينش، وزيرة العدل الأمريكية، قالت، أمس الأول، إن بلادها «ترغب فى القضاء على الفساد داخل عالم كرة القدم»، مشيرة إلى أن هناك بعضاً من نقاط قضية الفساد ترتبط باختيار جنوب أفريقيا لاستضافة كأس العالم 2010 بدلاً من المغرب. وقال «بلخياط»، فى مقابلة مع صحيفة «اليوم 24» المغربية، إن «الملف المغربى كان قوياً بشهادة الجميع، لأنه كان بمثابة حلم للقارة الأفريقية ومشروع أمة، لكن للأسف هناك أشخاص لم يرق لهم هذا وعملوا كل ما فى استطاعتهم لميل كفة الملف إلى جنوب أفريقيا». وقال موقع «ستار أفريكا»، المتخصص فى شئون الكرة الأفريقية، أمس، إن «العديد من التقارير أشارت إلى أنه من المحتمل أن يتم اعتقال رئيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، عيسى حياتو، بمجرد وصوله إلى سويسرا لحضور الجمعية العامة للفيفا». وأضاف: «حسب بعض المعطيات تسعى الشرطة السويسرية لاعتقال (حياتو) للتحقيق معه للاشتباه فى تورطه فى الحصول على رشاوى فيما يتعلق بتنظيم مونديال 2022 وعملية التصويت». وأشارت التقارير أيضاً إلى وجود إثباتات على تسلم «حياتو» لمبلغ يتجاوز المليون دولار مقابل التصويت لصالح قطر آنذاك.

«ديلى ميل»: مؤسسة «كلينتون» الخيرية تلقت تبرعات من «قطر» و«فيفا».. والشركات الراعية الكبرى تهدد الاتحاد بسحب رعايتها

وسلطت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على بطولة كأس العالم 2010 التى استضافتها جنوب أفريقيا، فنفت حكومة جنوب أفريقيا التورط فى أى أعمال رشاوى أو غير نزيهة فى تنظيمها كأس العالم. لكن الولايات المتحدة زعمت أن الدولة منحت أحد أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم 100 ألف دولار فى باريس، كما أنها تركت 10 ملايين دولار التى يقدمها الفيفا للدول المنظمة للبطولة، لتذهب كرشاوى لمسئولى «الفيفا» بعد حصولها على حق تنظيم البطولة.. وتحدثت صحيفة «تليجراف» البريطانية، أمس، عن قضاء نائب رئيس الفيفا السابق، جاك وارنر، ليلته الأولى فى الحبس فى ترينداد وتوباجو بعد أن سلم نفسه للسلطات، إذ إنه من بين المتهمين فى قضايا الفساد والرشوة، لكن تم الإفراج عنه على ذمة القضية بكفالة نحو 364 ألف دولار أمريكى. وأضافت الصحيفة أن «وارنر وجهت له 12 تهمة بالفساد». فى المقابل يؤكد «وارنر» أنه برىء من كل الاتهامات الموجهة له. وقال مكتب المدعى العام فى ترينداد إن «وارنر من الممكن تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية للتحقيق معه وفق اتفاقية بين البلدين».

ولفتت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أمس، إلى أن اللجنة القطرية الخاصة بتنظيم كأس العالم تبرعت لمؤسسة «كلينتون» الخيرية بنحو مليون وربع المليون دولار أمريكى، فيما تلقت المؤسسة نحو 100 ألف دولار من «الفيفا» ذاته، بالمخالفة للقوانين التى تحظر تلقى المؤسسات الخيرية تبرعات من الكيانات الدولية. وأشارت الصحيفة إلى أن موقع المؤسسة يشيد بلجنة كأس العالم القطرية فى «جهودها للنهوض بالبنى التحتية والبحث فى مجال الأمن الغذائى وتحسينه فى قطر والشرق الأوسط».

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى